17 نوفمبر، 2024 9:42 م
Search
Close this search box.

الى مصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق المحترم

الى مصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق المحترم

تحية وتمني

أتمنى لك النجاح بمهمتك الجديدة ، رغم شكوكي الكبيرة بهزيمتك ودحرك ، هاذا أذا لم تقتل وتصبح شهيداً ورمزاً عراقياً في  حالة المضي قدماً بتحقيق وعودك في تلك الظروف الصعبة من تاريخ العراق السياسي منذ ٩ نيسان العام ٢٠٠٣ . يوم تدميره بجريرة نظام دموي وكذبة أسلحة دمار شامل . أنني مواطن عراقي منذ أربعة عقود تركت بلدي العراق مجبراً لا بطراً . أحمل مشروعاً سياسياً ( شيوعياً ) للعراق وأهله ولأجله ضحيت بكل غالي ونفيس . وبحكم ظروف الغربة وحياة المهجر التي عانينا منها ومن ويلات أيام النضال السري ضد النظام الدكتاتوري ، لقد تكونت لدينا رؤية سياسية خالصة بعيدة عن الشبهات والتنكيل بالسيادة الوطنية والأرتزاق . ومن هذه الناصية أناشدك بقلب وضمير عراقيين .

لقد كنت ضمن المئات في أستباقة مبكرة لتطورات الاحداث ونتائجها الوخيمة على العراق وأبنائه وما ولدت عملية الاحتلال من تنصيب العملية السياسية برموزها المهترئة والطائفية ، ولأجل تلك التداعيات بقينا متمسكين بالثوابت الوطنية في الدفاع عن العراق بالمقال والحديث والنقد الحريص ، محافظين وفي رفض تام لاي إغراء أو مساومة أو مناورة تخدش الحياء العراقي .

ومنذ اليوم الأول بقبولك رئيس وزراء جديد للعراق أتابع خطواتك وتصريحاتك ووعودك العسلية بتحقيق جزاً يسيراً من أمنيات العراقيين في العيش الرغيد وهذه ليس منية وأنما ضمن سياقات الحياة الطبيعية للبشر . يوم بعد يوم يخيب ظني بك لانه كل ماتقوله هباء ومجرد كلام ولم يرى العراقيين واقعاً منه ، وتعد خطوتك الأخيرة أذا لم تبررها على الصعيد العملي ستكتب نهاية مشوارك السياسي في العراق ، هو لقاءك بنوري المالكي وما تسرب من كلام حول هدف وفحوى لقاءك به، أنه ذات التاريخ الملطخ بالدم والشرف والغيرة ، والمثبته حوله جملة تهم ستقوده الى مصيره المحتوم لو توفر لنا قضاء عادل ومتنفس هواء سياسي نظيف ، لكن في الختام سينال جزائه العادل على ما أقترفه بحق العراق .

أدعوا لك بقلب وطني صادق أن أرى منك موقفاً يقلب الطاولة العتيقة الصدئه منذ عام ٢٠٠٣ . لأعلن موقفي معك قلباً وقالباً في دعمك أعلامياً وسياسياً ، وأن كنت غير قادر على ذلك ، وهذا ما أتوقعه فالاستقالة خير لك أو تدفع حياتك ثمناً من أجل العراقيين وهم يستحقون ذلك ، وفي موتك ستكون رمزاً وطنياً ومزاراً .

شاهدتك عدة مرات بلحمك وشحمك عبر ناصيات الأعلام . تتحدث عن الفساد والمشاريع الوهمية الفلكية وخزينة الدولة والجماعات الخارجة عن القانون والسلاح المنفلت وحديثك في القضاء عليها مما زرعت أملاً في حياة بعض العراقيين وراحوا فرحين عبر مواقع التواصل الاجتماعي يتبادلون الفرح بينهم ، لكن سرعان ما أحبطوا أنها مجرد سراب ووعود يارئيس وزرائنا الجديد .

أحدث المقالات