بعض المجرمين من الطغاة في السياسة ، او في الطائفية او في الثأر الحقود لأسباب مصلحية شخصية بحتة ، يتحاشى القتل المباشر خوفا من الملاحقة القانونية تارة او الغضب الشعبي تارة اخرى او تشوّه مركزه الديني -في إدعاء التسامح مع المذاهب او الاديان الاخرى – تارة ثالثة ،فيقتل خصمه او منافسه او مزعجه بطريقة (متعمدة) الا انها غير مباشرة ،فتمر على الناس الطيبين او حسني النوايا ، والمغفلين ايضا وهؤلاء هم الاغلب الاعم بين الناس.
ويحصل هذا في العصر الحالي بين مجتمعاتنا (الاسلامية) و ( الدكتاتورية) حصرا وكثيرا ..فهو اغتيال بطريقة غير معلنة وتصفية جسدية بعيدة عن طائلة القانون ،ولكنها ليست بعيدة ابدا عن طَول يد الله ولاحوله.!
فقد صنّف الفقهاء المسلمون هذه الفعلة تحت باب الجناية على النفس ، بند القتل بالتسبب .وجعل الجمهور منهم حكمها عند الله وفي الدنيا حكم َ القتل العمد المباشر اذا توفرت الادلة عليها..
فعندما يحبس وزيرُ دفاع منقلب رئيسَ دولته المدني المنتخب ،ثم يخاف ان يقتله علنا كما يفعل المنقلبون عادة، تفاديا لاستفزاز الناس وإيقاظ ماتبقى من ظمائرهم او نخوتهم ، فيوصي سرّا بتركه بلاعناية طبية او غذائية وهو بحاجة ماسة اليهما ويموت ، فانه قتله (بالتسبب) وعليه ماعلى الجاني على النفس عمدا ، وهذا حصل كثيرا واخرها في بلد عربي كبير .!
وعندما يأتي رجل مشهور كان قد غيّر طائفته او انتقد دولة مارقة فيعود الى ساحة نفوذ طالبيه ويستنكر الاجراءات الصحية لحكومة (بلطجية) فاسدة وهو مريض بين يديها، فيستفزهم ويصير الناس يتداولون ذلك ويتخذون الخبر شاهدا على تقصير الفاسدين . فانه يكون قد ارتكب خطأ فادحا بحق نفسه،!
حيث يمكن لهؤلاء ان يحبسوه بحجج صحية ويمنعوا عنه الرعاية التي يحتاجها عمدا وبعيدا عن الأضواء ، فيقدموا على قتله ، إما بفتوى تحلل دمه او بأمر ممن انتقدهم او بكيد ممن استفزهم ، فيموت بعذر المرض القاتل ،! وهذا يحدث كثيرا وآخرها في بلد عربي كبير آخر.!
والذي يدعو للاستغراب هو القتل بفتوى دينية ،اما القتل بمكيدة سياسية او بأحقاد ثأرية فلا غرابة فيه ،،وكله جناية على النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق : (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) صدق الله العظيم .