برحيل نجم الكرة العراقية ، الكابتن أحمد راضي، فقد العراق ملكا وأميرا وبطلا دوليا وعربيا وعراقيا، لاينازعه أحد على عرش مملكته، وتاجها المرصع بالانتصارات، سوى أخلاقه النبيلة وسماته المحببة، حيث ملايين المعجبين في كل أصقاع الارض، وفي بلده العراق، شعرت بصاعقة كبيرة نزلت على رؤوسهم، ومصيبة ألمت بهم، وهم يودعون نجم الكرة العراقية الكبير وفارسها الأشم ، الكابتن أحمد راضي، بعد إن عاني من آثار هذا الوباء اللعين، الذي حصد أرواح البشر، بلا رحمة!!
برحيلك أيها الكابتن، وأنت في ريعان شبابك، رحلت معك كواكب وأقمارا ونجوما لامعة في سماء العراق، كانت هي موئل شعلتنا، وانطلاقة وهجها، وضوءها الساطع، يوم حققت في المحافل الدولية الرياضية ، الانتصارات تلو الانتصارات، وسجلت في تأريخك الزاخر بالبطولات والمآثر، مايرفع رأس كل عراقي الى السماء!!
والكؤوس والأوسمة التي حصدتها أيها البطل المغوار ، أبا هيا، هي تيجان عزنا وشرف كلمتنا ، نضعها على رؤوسنا، لنتفاخر بها، في زمن لم تعد للبطولة من معنى ، بعد إن ضاعت هيبة العراق، وقد ودعه أبطاله الميامين وفرسانه في الوغى، يوم كانوا يسجلون في محراب الكرامة ، ما يرفع الرأس ، ويزرع فينا الأمل ، بأن هؤلاء الرجال هم الصفوة المختارة التي وهبنا الباري عز وجل ، وهو من تعاد له الأمانات ، بعد إن زرعت في نفوس الاجيال أروع صفحات البطولة وعلامات النصر ، ترفرف زاهية في كل محفل عراقي، كنتم أنتم رواده وأبطاله ، فكنت بحق ، خير شباب ، أعلى شأن بلده وأمته، ورفع رؤوس العراقيات والعراقيين ، يوم تبحث عن تيجان العلا، فتجد أؤلئك البررة الميامين الذين تشرفت بهم أرض العراق، وها هم يعتمرون من ترابها الطاهر، ويتفيأون من ظلالها الوارف ، في جنات الخلد بعون الله، وانتم المؤمنون حقا والصادقون الوعد ، وقد أبليتم في ساحات الوغى والملاعب ، وصولاتكم وانتصاراتكم ، محل تقدير العالم واحترامه ، وهو ما يجعلنا نتفاخر بكم ، ولكي يبقى يكتب التاريخ العراقي عنكم أنكم أبطاله وتيجان عزه، وهم مايزالون يواصلون الدرب ، حتى وان رحلوا عنا، فهم في سويداء القلب وبين حنايا الضلوع!!
وماذا عسانا أن نفعل ، يا أبا هيا أمام الاقدار، وماذا سنقول بحقك ، في يوم وداعك ، وأنت الأكرم منا جميعا، وفي محراب الشهداء ،ترفل في جنات الخلود ، حيث أديت بكل إجلال واحترام رسالتك العراقية الاصيلة، وبقيت علما شامخا يرفرف في الأعالي ، بأن الكابتن أحمد راضي قد رضي الله عنه ، ورضى عنه العراقيون، وهم بملايينهم اليوم وقد توشحت ملابسهم بالسواد حزنا عليك، وعلى مصابنا الأليم!!
عش أبيا ، أبا هيا، فأنت الشامخ في كبرياء الخلود العراقي، وأنت النخلة العراقية الشماء، التي بقيت شامخة، وسيقى زملاؤك ومحبوك ومنهم ملايين العراقيين ومن المعجبين في أصقاع الارض يذكرونك بالعرفان والتقدير والتبجيل ، على أنك تاج رؤوسهم وعزهم وفخارهم..!!
نم عزيزا ، أيها البطل العراقي الكبير.. ولن ينام العراقيون على وسائد الضيم، حتى وإن غابت شمسهم وأفل نجمهم، فالله جلت قدرته قادر على لململة شملهم وإعادة كرامتهم ، يوم تعود لهم سيادة بلدهم ويعود العراقيون كما كانوا إخوة متحابين،لاتفرقهم المذاهب ولا الطوائف والا الأديان، والله قادر على نصرهم بعونه تعالى ، إنه نعم المولى ونعم النصير..,وإنا لله وانا اليه راجعون!!