أکثر من ثلثي الشعب الايراني يعيشون تحت خط الفقر، هذا آخر إعتراف رسمي بهذا الصدد من جانب المسٶولين في النظام الايراني، ولکي يفهم القارئ الى أين وصل الحال بالشعب الايراني في ظل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فلابد له أن يعرف بأنه وفي العاصمة الايرانية طهران نفسها، یوجد حوالي 15000 شخص يجمع القمامة، بینهم 5000 طفل تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاما، 40 في المائة منهم هم المعيلون الوحیدون للأسرة، هذا مع ملاحظة إنه قد وصفت القناة الثانية للتلفزيون الحکومي نقلا عن مسؤول حكومي، الأطفال العاملین بأنهم قنبلة یدویة يمكن أن تنفجر في أي لحظة، مضیفا:” العديد من هؤلاء الأطفال ممن ترونهم في الشوارع هم معيلوا الأسرة، أي الأطفال الذين يجب عليهم العمل، الأطفال الذين يكون والدهم معاقا بالفعل أو عاجزا عن العمل أو مدمنا، والذين تم التخلي عنهم. أستطيع القول إن أكثر من 80-90 في المائة من أطفالنا العاملين هم معيلو الأسرة. على سبيل المثال، هذا الطفل الجالس الآن بجانب المدفأة لدیه شقيق مريض، لذا یتوجب عليه أن يذهب للعمل کبائع متجول، عليه أن يذهب للعمل لدفع تكاليف علاج شقيقه”، في ظل هکذا وضع وخيم ومزري تعلن بحرية الجيش الايراني عن صواريخ كروز ذات المديات القصيرة والبعيدة الخميس، أثناء مناورات في مياه بحر عمان وشمال المحيط الهندي، وقد نقلت وکالة أنباء”فارس” التابعة للحرس الثوري، عن قائد بحرية الجيش الإيراني الأدميرال حسين خانزادي، قوله إن نجاح هذه الاختبارات “يؤكد تفوق إيران في مواجهة أي تهديدات جديدة ضد الدولة والشعب”، وهذا الکلام يشير الى إن الشعب الايراني کما النظام يواجه تهديدا وخطرا خارجيا، في حين إن الشعب الايراني يواجه خطرين داخليين هما الممارسات القمعية للنظام والفقر والجوع اللذين يفتکا به.
الشعب الايراني ليست لديه أية مشکلة خارجية مع بلدان العالم فهو قد أعلن مرارا وتکرارا ولاسيما إثناء الانتفاضات أو الاحتجاجات التي قام بها عن رفضه القاطع للتدخلات السافرة للنظام في بلدان المنطقة ومخططاته الارهابية ضدها کما أعلن في شعار صريح له بأن”عدونا ليس في أمريکا بل هنا أمامنا” وهو يقصد النظام الايراني، ومن دون شك فإن هکذا إعلانات عن تجارب صاروخية أو ماشابهها من أمور تتعلق بإبراز العضلات وغيرها من الامور ذات الطابع الاستعراضي ـ المسرحي لاتهمه بشئ بل وحتى تغيظه کثيرا لأن إنتاج أو إستيراد کل صاروخ مکلف جدا ويکفي لإطعام مئات العوائل، وإن الشعب بإنتظار خبر أو إعلان يٶکد له عن تحسن أوضاعه المعيشية ومن المٶکد بأن إعلان دعم غالبية أعضاء الكونغرس الأمريكي لمشروع قرار 374 للوقوف إلى جانب الشعب الإيراني من أجل الحرية يهمه ويعنيه أکثر من هذا الاعلان الصاروخي، فالذي يهم الشعب الايراني هو الحرية والخبز وليس الصاروخ!