22 نوفمبر، 2024 4:53 م
Search
Close this search box.

هل نخرج من عنق الزجاجة.. لنرمي أنفسنا في الطوفان

هل نخرج من عنق الزجاجة.. لنرمي أنفسنا في الطوفان

ـ ما بالكم أيها العراقيون.. هل نسعى لإخراج أنفسنا من عنق الزجاجة.. لنرميها في طوفان الفساد.. والقتلة؟.. أحقاً أنا استمع كل هذا الصراخ.. من أجل أن يقال ليً من يعتقد انه يفهم.. ليطالب بانقلاب.. ورجل قائد.

ـ من هذا الرجل القائد؟ وكيف؟ هل انتم اخترتموه؟.. أم يذيع علينا بياناً منمقاً.. قائدٌ يخطب لا نعرفه.. أو حتى لو نعرفه.. وشعب يصفق.. يصفق لكلمات رنانة وواعدة.. بلا ضمان!!

ـ كما إن الدعوة الى إقامة نظام رئاسي.. تصب في ذات الاتجاه.. أي في خلق رئيس.. يقود البلاد نحو الفردية مهما كانت صفاته.. ما دامت البلاد قائمة على نظام هش.

ـ يا سادة: البنى التحتية تدمر.. لكن تعاد بهمة الرجال والشباب والنساء من أبناء العراق الحقيقيين.. وليس بعراق النفاق.. وسراق المال العام!!.. أو ممن يدعي انه الرجل الهمام.

ـ مرت كثير من الأوطان والشعوب في حروب ومحن وحصار اقتصادي.. وخرجت منها.. وأعادت عافيتها.. من بناء وإنشاء وتعمير وازدهار.. ليس في القائد.. بل بقوة وذهنية كل الشعب.

ـ إلا العراق.. لم يتعافى ولَم يعد سالماً أو قادراً على التعافي.. رغم الثروة الكبيرة التي منحها الله له.. بعد انتهاء الحصار.. وانتهاء نظام دكتاتوري دموي جثم على الصدور لمدة خمسة وثلاثين سنة.. والسبب هو تحطم البنية التحتية.

ـ البنية التحية السالمة.. هي أساس أي مجتمع متحضر ومتقدم.. وانهيار هذه البنية التحتية.. هو انهيار لأخلاق وقيم المجتمع.. وعندما تتحطم وتنهار الأخلاق والقيم.. لا يبقى موضوع لنكتب فيه أو نعلق عليه.

ـ الصديق (مأمون ألدليمي).. تحدث عن واقع لا يمكننا تصوره.. فيقول: (زرتُ مؤخراً كوبا.. وهي تحت حصار اقتصادي قاسي بحري.. وجوي.. وبري.. لمدة 60 عاماً.. المباني لم تصان منذ 60 عاماً.. السيارات نفسها منذ 60 عاماً.. وهذا الحال مع كل شيء في كوبا).. ويضيف قائلاً: (إلا إن البنية التحتية سالمة.. بلد مكافح.. وشعب مضحي ومتعاون مع بعض.

ـ تسير في شوارع الفقراء بعد منتصف الليل بلا مشكلة.. اترك حقيبتك في أي مكان.. وعد بعد ساعات تجدها في مكانها).

ـ (لذلك تعمدً منْ في صالحه خراب العراق.. من تحطيم البنية التحتية.. ومعها تم إنجاز الهدف في تحطيم القيم والأخلاق.. وهذا اخطر أنواع الحروب.. وآثاره اكبر من قنبلة نووية). (انتهى كلام الصديق مأمون ألدليمي)…….

ـ أقول.. وأقول.. وأقول: نحن ألان يا سادة دخلنا عشرينيات الألفية الثالثة.. طفل ألنت اليوم لم يعد يسمع قصص البيبية.. أو الأم.

ـ طفل اليوم ياسادة: يقدم كل دقيقة أفكاراً وخططاً.. ويناقش الآباء.. بعلمية.. وعقلية تدهش الكبار.

ـ فلم يعد العالم يتوقف على قائد.. فالكل قادة.. كلُ من موقعه.. وعمره.. وسعة تفكيره.

ـ سادتي.. أين هذا القائد الذي يستطيع أن يقنع نخبة العراقيين والشعب.. أو أكثرية الشعب؟.. لننظر لتاريخنا القريب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ـ (عبد الكريم قاسم).. على سبيل المثال في أواخر خمسينيات القرن الماضي وأوائل الستينيات.. لم يستطع بكل خطاباته اليومية.. وانجازاته الكبيرة إقناع شباب الستينيات.

ـ خلال سنة واحدة من عمر الثورة استقال جميع وزراء الثورة.. ولم يبق منهم سوى وزيرين احدهم قدم استقالته ثلاثة مرات ولم تقبل.. وخلال السنة الأولى من الثورة.. لم يبق من الصف الأول من الضباط الأحرار في مواقع القيادة العسكرية للجيش أو المواقع المدنية.. فإما جالس في بيته.. أو محال على التقاعد.. أو معتقل!!

ـ ووصل عدد المعتقلين والسجناء السياسيين في عهد قاسم: من الشيوعيين والديمقراطيين والقوميين والبعثيين والأكراد أكثر من 24 ألف!! والغالبية شباب بعمر الورد!!

ـ وضمن هؤلاء المعتقلين.. كل قيادات الأحزاب الوطنية والقومية في السجون.. والكثير من الضباط الأحرار في المعتقلات.. أو محالين على التقاعد.. أو أعدموا.. فعمت الفوضى الشارع العراقي.

ـ وانقسم الشعب بين مؤيد لقاسم.. وبين معارض.. وصراع دموي منذ أواخر 1958 واستمر الصراع دمويا حتى بعد إعدام قاسم!!

ـ مثال آخر للقائد..(علي صالح السعدي).. يقود البعث العام 1963.. بكل دمويته.. وعنجهيته وحرسه القومي.. الذي عاث في الأرض فساداً.

ـ ولم يستطع (السعدي) أن يقنع العراقيين.. ولم يستطع إسكات المعارضة والرفض لنظامه.. ووصل عدد الذين أعدمهم أكثر من 3000.

ـ والمعتقلين خلال فترة حكمه القصيرة.. أكثر من 30 ألف.. من الشيوعيين.. والقاسميين.. والعسكريين.. والقوميين.. والأكراد.. وشرد أكثر من 70 ألف الى خارج العراق..

ـ ولم يستطع أن يحقق الأمن في البلاد.. فسقط بتسعة أشهر غير مأسوف عليه!!

ـ مثال ثالث.. (عبد السلام محمد عارف).. القائد الثاني لثورة 14 تموز 1958.. الذي صفق له الشعب بكل طوائفه في اليوم الأول للثورة.

ـ وبدل أن يقيم حكماً وطنياً وعربياً كما يدعي.. أقام حكماً عشائرياً عسكرياً صرفاً.. هكذا تأسس الحكم العشائري تحت ظل قائد عسكري وطني !؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

مثال رابع.. (أحمد حسن البكر): رفض بشدة تعين (ناجي طالب) الشخصية الوطنية العسكرية النزيهة رئيساً للوزراء.. مؤكداً بالفم المليان: (لا يجوز تعين رئيس وزراء شيعي للعراق).

ـ وهكذا بدأ القتل والاغتيال لأقرب الناس له.. ولكل المنافسين.. وكان صدام يده اليمنى في التنفيذ.. ليسير الحكم باتجاه عشائري تكريتيٍ.. وطائفي!!

ـ مثل أخرا وليس أخيرا.. (صدام حسين).. بكل جبرته الذي فاق فرعون.. عندما سمح لبعض مناقشيه.. ضاعت أفكاره.. وتوقف عن الموضوع الذي من اجله جمعهم.. كنتُ أنا أحد الحاضرين.. استغربتُ هذا الرجل سكت وينظر الى محدثيه.. وكأنهم يرمونه بقنابل من العلم.. وهو كأسير مشدود بالحبال يتلقى ضربات العلماء المدوية!!.

ـ هذا القائد (الهمام).. (إذا قال صدام قال العراق).. وصلت مقابره الجماعية لأكثر من 3000 مقبرة جماعية مكتشفة حتى الآن.

ـ وأسراه في حروبه العبثية وأولها (الحرب العراقية ـ الإيرانية) ما زالوا يقبعون في إيران.

ـ فكيف اليوم.. تريدون قائداً.. وأي قائد هذا.

ـ هل هو قيادي سياسي من أزبال ما طرحته قاذورات البشرية؟؟

ـ أم ممن يتاجر بالدين ويسرقنا؟؟

ـ أم ممن ناضل نضاله السياحي.. واشترته الدول المضيفة بدراهم معدودة.. ومتمسك بقوة بجنسيته الأجنبية.. يبيع العراق من اجلها.

ـ أم عسكري قاتل داعش.. إلا انه لن يصلح قائداً لحزب.. فكيف يصلح أن يكون قائداً للشعب؟؟

ـ وإذا رفضتم قائداً إسلاميا بعد 17 سنة من التدمير والتجهيل والقتل والفساد.. بالتأكيد تريدونه علمانياً مدنياً!!

ـ فالشيوعيون على سبيل المثال لا الحصر من العلمانيين يا سادة.. أصحاب الفكر والنظرة السياسية كما يقال.

ـ قادتهم اليوم لا يستطيعون في هذه المرحلة.. بكل ما أوتوا من إقناع قواعدهم غير القانعة بتحالفاتهم.. على الرغم من إن التفكير الهادئ والمعمق قد يعطيهم جزءً صغيراً جدا من حق التحالف.
ـ لكن هذا التحالف مات كما مات تحالف قبل 2003.

ـ أي قائد يا سادة.. يستطيع إدارة دولة في عشرينيات الألفية الثالثة “2020”؟؟؟؟؟؟؟؟

ـ اليوم يا سادة أي بلد يحتاج الى جيش من: المفكرين.. والاقتصاديين.. والتكنوقراط.. والصحة.. والتخطيط.. والتعليم.. والسياسة.. والإدارة.. والمالية.. وفي كل في اختصاصهم.. وكلهم قادة!!

ـ نحن يا سادة.. بحاجة لفرز أعداء العراق.. من طائفيين.. وسراق.. وقتلة.. وتجار دين.

ـ ونقول لهم: أنتم “أعداء العراق”.. ولا ننتخبهم.. ولا نصفق لهم.. ولا نردد أمامهم.. “علي وياك علي”.. وعلي بريء منهم الى يوم الدين.

ـ نحن يا سادة بحاجة لحزب جماهيري حقيقي يولد من معاناتنا.. وليس نؤسسه لانتخابات.. ولا يؤسسه من يعتبر نفسه يفتهم.

ـ بل حزب دائمي بقيادة شابة معروفة ونزيهة.. وفكر علمي وواقعي.. وتاريخ لقيادته ابيض لهم ولأسرهم.. مثبت بالوقائع.

ـ وبرنامج عراقي لأمة عراقية.. وليس لمكون.. أو لطائفة.. ننقذ البلاد والشعب.. وننقذ ثرواتنا.. وبغير ذلك.. نحن في الطوفان.

أحدث المقالات