25 نوفمبر، 2024 1:55 م
Search
Close this search box.

الجيش التركي يتوغل 30 كليومترا داخل الأراضي العراقية

الجيش التركي يتوغل 30 كليومترا داخل الأراضي العراقية

إن الجيش التركي توغل بعمق ( 30 ) كيلومترا داخل الأراضي العراقية ، خلال ملاحقة قواته مسلحي حزب العمال الكردستاني في جبل قنديل بإقليم كردستان شمال العراق. مشكلة القيادة التركية أنها تتخذ قرارات متسارعة غير مبالية بنتائجها على المديين القريب والبعيد ، فالأتراك يعتبرون دخولهم إلى مناطق جديدة في شمال العراق , واطلاق القذاقف , وتوزيع قواتهم في أرض ليست أرضهم أمرا طبيعيا يتشابه مع تدخلهم في سوريا مع إختلاف الحجم والوقت , ولاأدري لماذا يذكرني دخول تركيا إلى العراق بغزو العراق للكويت وعدم إختيار الظرف المناسب لتصفية الحسابات التأريخية ماأعتبره بعض السياسيين فخا وقع العراقيون به أدى إلى دخولنا في دوامة قد لاننجو منها أبدا! الأتراك كذلك، هناك من يتربص بهم ويريد أن يهيمن على المنطقة ويسيطر عليها فتعمد عدم الإشارة أو تقديم النصح لهم وهم يتورطون بالتدخل في معضلة تعمدت الدول الكبرى في عدم إيجاد حل لها وإبقائها كما هي لأن حل مايحدث الآن من صراع في الحرب الدائرة في العراق وسوريا يعني حدوث متغيرات ستراتيجية في النظام العالمي ككل لم تتهيأ لها هذه الدول أصلا وكما قدم مستشارو الرئيس أوباما تقاريرهم حيال ذلك! بقيت تركيا غير مدركة لما يحيط بها من أحداث معتقدة أن إخلاء الساحة التركية وإفراغها من المسلحين المتطرفين ودفعهم بإتجاه العراق وسوريا سيؤدي إلى التفرد بالمعارضة الكوردية وإستمرار محاولة التخلص منها ودفعها إلى بلدان أخرى كالعراق وسوريا وإيران.. لكن الأمور إنقلبت على الحكومة التركية وهم يرون حلفاءهم يتخلون عنهم غير مبالين إلا بقتال المتطرفين الدواعش وتحويل تركيا إلى ساحة للتبادل السياسي والدعم اللوجستي لخطين.. الأول في العراق وهو واضح لاغبار عليه، ماأثار الأتراك ودفعهم إلى توزيع قواتهم في بعشيقة على أمل الحصول على مكسب مستقبلا والثاني وهو الأهم.. في سوريا وحيرة السياسيين الأتراك ووقوعهم في أخطاء لاتغتفر لعل من أهمها السماح للإرهابيين من كل دول العالم بالتنقل عبر الأراضي التركية بحرية.. فوقع مالم يحسب له أردوغان حسابا وهو الإعتراض الكبير لسياساته في داخل تركيا فأسقط أردوغان بعد منتصف الليل وأعاده أعضاء حزب العدالة والتنمية في الصباح! إنقلاب لم ينجح لكنه وضع النقاط على حروف كثيرة وهي أن السياسة التركية لم تكن صحيحة في تعاملها مع المعطيات المفترضة لواقع تتداخل فيه الإحتمالات فماخاف منه الأتراك حدث.. حزب العمال الكوردي المعارض نجح أردوغان في التقليل من عملياته في جنوب شرق تركيا وإنتقل معظم مقاتليه إلى العراق وسوريا لكنهم بدأوا بالتخطيط لإقامة إقليم في سوريا يكون نواة لإقليم آخر أو دولة كوردية قد يعلنها أكراد العراق بعد حسم المعركة مع داعش! أما الجبهة التركية في الداخل فقد أصبح إستقرارها من حكايات الماضي مع إستمرار وتكرار ضرب المصالح التركية وعمليات التفجير والخروقات الأمنية وظهور كتل معارضة جديدة لسياسة أردوغان بعد فشله في التعامل المنطقي مع أحداث العراق وسوريا..
لاغبار على تحركنا الجديد .. كما يقول أحد السياسيين
المرافقين لرئيس الوزراء التركي هو يزور العراق قاطعا وعدا لرئيس الوزراء العراقي بالإنسحاب من العراق وعقد إتفاق ستراتيجي بين البلدين؛ في خطوة جاءت بعد نصيحة ( أمريكية – روسية ) بأن تغير تركيا سياستها الخارجية كليا وتحديدا مع دول الجوار لأن المستقبل مليء بالمفاجآت، لعل بعضها من العيار الثقيل فكان لابد من العودة إلى المنطق والرضوخ لما تمليه الدول الكبرى عبر مصالحها وضرورة نزع أردوغان لقناعه القديم والكف عن التلويح بيد فارغة للتدخل والإكتفاء والوقوف على الحدود المرسومة من أمريكا وروسيا لأن تجاوزها بلا إستئذان قد ينقل الحرب عما قريب إلى داخل أنقرة! ولله الأمر

أحدث المقالات

أحدث المقالات