في كل دهر يبعث الله بأهل ذلك الدهر رسولاً ، والغاية من ذلك يهديهم إلى الصراط المستقيم الدنيوية التي تحدد مسيرهم الأخروي ، ولم يخلو قرن العشرين من رسول للبشرية ، حتى بعث الله رسولاً تعرف الناس صدقهُ وأمانتهُ وعفافهُ ، كان بشراً ذو حواراً كونياً مختلفاً تماماً ، بشر ملائكي ، والعجب كل العجب على من ينتقص من قيم ذلك الملاك البشري ، لقب بالعديد من الألقاب ، رجل بأمة ، وبالنفس الزكية ، وانأ دائماً ألقبه بروح الدين محمد بن محمد صادق الصدر قدست نفسهُ ،
تسال العديد ما الخطة التي وضعها السيد محمد الصدر للمسير عليها ؟؟؟!
لم أجد جواباً منطقياً يستحق وبجدارة التضحية من اجلهُ ، سواء جواباً واحداً وكان من ذلك الرجل الدبلوماسي الذكي العبقري ، السيد محمد جعفر محمد باقر الصدر حفظهُ الله ورعاه ،
حيث قال (بالنسبة للسيد الشهيد، “الصدر الثاني”، قدس سره، فقد قلت لسماحة السيد، “مقتدى الصدر”، رأيي الخاص ولا أدرك مدى صحته، إذ أعتقد أن السيد الشهيد لم يكن هدفه الإستراتيجي مواجهة النظام، ولكن كان مواجهة المؤامرة العالمية الكبرى التي تحاك ضد الإسلام وضد المنطقة ، والتي نعيش نتائجها وآثارها، الآن، كان الشهيد يعتقد أن النظام آيل إلى الزوال لا محالة ولا يمكن الالتفات إليه مقابل الخطر الأكبر، فكان يعبر عنه ” بالسكين ” ، والسيد كان يواجه ” اليد ” التي تحمل ” السكين ” ، فكان هدف السيد تثبيت ركائز على الأرض لمواجهة تلك المؤامرة وتلك اليد، وبعد ذلك النظام ينتهي أوتوماتيكيًا، ولكن هناك بعض الأمور عجلت في المواجهة؛ أحدها استعجال بعض أئمة الجمعة في مواجهة النظام، التي أجبرت السيد على أن ينخرط في هذه المواجهة دفاعاً عنهم ومطالبة بإطلاق سراحهم ) المصدر . موقع كتابات
هنا نستنتج أن السيد محمد الصدر كان هدفهُ الاستراتيجي والأسمى هو ليس محاربة نظام صدام ، بل كانت الخطة الإستراتيجية التي وضعها أكبر من ذلك ، حيث كان يعبر عن النظام بالسكين ، وكانت خطتهُ تستهدف اليد التي تحمل السكين أي الغرب الكافر ، وما وصفهُ بالثالوث المشئوم ، وكان هدفهُ هو تثبيت ركائز على الأرض لمواجهة تلك المؤامرة التي تحاك ضد الإسلام ،
واليوم نحنُ نقطف ثمار ثورة محمد الصدر التي لا تقمع ، والثمار هو ما أشاهده وبدهشة مما يحصل في عاصمة الشر المطلق في الأرض أميركا ، وهذهِ ليست إلا البداية ، وانأ ائمل أن الوضع السياسي العراق سوف يتحسن كذلك بعد قطف تلك الثمار التي مضت عليها عقود خلت ،
وكأني انظر إلى الغد وإن العراق قد تحرر ، ويروا ما قدمه لهم ذلك الولي الطاهر من تضحيات وبعد إن يعرفوا أهميته وإنهم لولا إن يبعثهُ الله لهم لظلوا يرزحون تحت نيراً العبودية ، ويعرفون إن بدمه الزكي ضحى من اجلهم ، أصبحوا يقطفون ثمار نتائج ذلك المشروع العريق الرباني الذي أتى به روح الدين محمد الصدر ، الذي توعد خير وعيد لكل جباراً متكبراً في الأرض انه أيل إلى الزوال لا محال ، وان المستقبل السعيد قادم لا محال ، وذلك بإتباع الرائي السديد وهو رائي السيد محمد الصدر قدست نفسهُ ، وإن محمد الصدر ثورة لا تقمع ، وإن قمعت جسدياً ، لكن من سابع المستحيلات تقمع معنوياً وفكرياً .
ومن يقول أن محمد الصدرِ قد مات ، كلا هو حي لم يمت ، فهو بقى منارة علمٍ وهدى يستضئ منها البشرية إلى أن يأذن الله …
وان غداً لناظره لقريب