أتمنى لو وهبني الرب قامتين أخريين فوق قامتي التي فطرني بها.. جل وعلا.. كي أنتصب واقفة طوال العمر، أؤدي تحية إحترام للشعب المصري العظيم؛ لأجل كثير من منجزاته التاريخية، وأحدثها دعوة الخبير النفطي د. عطية محمود عطية.. عميد كلية الطاقة في الجامعة البريطانية، متفائلا بقدرة مصر على إستثمار طيب شبكة علاقاتها السياسية.. عالميا، ومنظومة بناها التحتية.. محليا؛ كي تكثف وجودها مركزا إقليميا ومحورا قويا لتجارة وتداول الطاقة من زيت خام وغاز طبيعي ومنتجات بترولية.
وذلك خلال لقاء أجراه معه محمد صلاح، على الصفحة الرابعة “حوار” من جريدة الوفد المصرية ليوم الجمعة 15 ايار 2020.
لم يقف تفاؤل د. عطية عند المحور المركزي للبترول إقليميا، إنما أعلن عن إيمانه بأطلس الشمس “وهو أطلس الكتروني يحتوي معلومات شاملة عن الطاقات المتجددة في العالم” وأطلس الرياح وأطلس الماء في إنتاج طاقة متجددة، تغني عن النفط.
“إيه العظمة دي” شعب يعيش على أديم ثرى أرض لا تكتنز نفطا في باطن مكامنها الجيولوجية، يسعى لوضع مناهج عمل ميداني، تجعله مركزا إقليميا لمداولات النفط في المنطقة، زاهدا بالنفط عابرا الى الطاقة الحيوية المتجددة.
ألا يستحق هذا الشعب ألف تحية، وفوق التحية إتخاذه قدوة حسنة ومثلا أعلى للشعوب الأخرى التي تفرط بثرواتها وعقولها المفكرة وايديها العاملة قرابين للفساد.
كل هذه التقابلات المنهجية المعقدة.. تكنلوجية وإدارة موارد وتجارة وتصدير وإستيراد… إنطلق إليها د. عطية، من قاعدة ذهبية، هي: “طيب علاقات مصر وبناها التحتية”.
إنها قاعدة ذهبية أرفعها الى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أدعوه لاستعارتها من الخبير النفطي د. عطية محمود عطية.. عميد كلية الطاقة في الجامعة البريطانية؛ لتطبيقها في العراق الاوفر ثرواتٍ من سواه، وليس بحاجة لأكثر من تأسيس بنى تحتية.. داخليا، ومد علاقات طيبة.. خارجيا، لتشتغل تلك القاعدة بطاقتها القصوى.
مشكلة العراق الحالية، التي آمل أن يعالجها الكاظمي، هي الدولة العميقة التي تنسخ الدولة الرسمية وتهمشها.. بل توظفها لصالح الفساد، مستحوذة على ثروات البلاد، بالاستيلاء على الموجود، ريثما ينفد، من دون أن يفكروا بتطوير الطاقة الحيوية للعراق.. ستراتيجيا.
قوِّضْ الفساد يا سيادةَ الرئيس بتفتيت عقدة الدولة العميقة وإقتلاع جذورها من باطن أرض الرافدين، وإبنِ عراقاً رصيناً راسخَ الوجودِ، يتمتع أبناؤه بثرواته؛ فتضمن ولاءهم لوطن يعنى برفاههم وكرامتهم و… لهم فيه ما يتمنون.