18 ديسمبر، 2024 8:03 م

الكعكة العراقية في السياسة ..!!

الكعكة العراقية في السياسة ..!!

المفاوضات عملية تفاهم بين الاطراف المتنازعة لحل أزمة أو معضلة في جميع مجالات الحياة الاجتماعية و السياسية او العسكرية والاقتصادية تهدف الى احلال السلام والامن والاستقرار بالطرق السلمية .. تبدأ بالحوارات وتبادل الاراء بين الاطراف المتنازعة للوصول الى حل ووضع نهاية للخلاف والنزاعات القائمة بين الاطراف بالتفاهم السلمي لحل النزاعات..

يتم في المنازعات بين الدول تسوية لامور التي كانت تجري بالطرق العسكرية او الاشتباكات المسلحة ، فيخسرون مادياً زمعنوياً الى جانب الخسارات البشرية و الارواح التي تزهق . فالحوار الاجتماعي والمفواضات هو احد المباديء الاساسية للعمل السلمي والوصول الى نهاية سلمية . قد يكون هناك طرف ثالث بين الاطراف المتنازعة او حكم فيما بينهم لكي تسيير المفاوضات بشكل قانوني ولا يخالف ما يتم التوصل اليها من اي طرف من الاطراف التي تتحوار .

أما المفاوضات التي تجري بين الدول من اجل التعاون ومن ثم وضع الخطط المستقبلية لتطوير هذه االعلاقات التي تبني على التكافيء الاقتصادي والسياسي والعسكري للبلدين .. ولا يمكن التعاون بين دولتين ميزان توازنهم العسكري والاقتصادي تختلف بدرجة لا يمكن التوازن بينهما حى في الخيال .

اما المفاوضات بين دولة منتصرة في الحرب مع الدولة الخاسرة في الحرب بكل تأكيد لن تكون مفاوضات بل مساومة وفرض الشروط من الدولة المنتصرة بامتياز .. كما حدث في خيمة صفوان .

اما المفاوصات .. لالدولة الهشة الفاقدة للتوازن الاقتصادي والعسكري والثقافي .. وفن العمل الدبلوماسي .. كالحالة العراقية .. يكون التفاوض مع الدولة القوية ( الولايات المتحدة الاميريكية ) غير متوازنة .. وغير متكافئة .. من جميع النواحي .. والمجالات .. فالدولة معرضة لنهش كيانها من الدول الاقليمية التي تطمع في كل شيء منها .. فحلم الدولة الشمالية بإعادة الوضع الى زمن الحرب العالمية الاولى .. لتحقيق حلم رجل اصابه جنون العظمة بغطرسة القرون الوسطى .. والدولة المفاوضة التي لا ترحم الصديق قبل العدو .. دولة برئيس يتاجر بكل صغير وكبيرة وكل شيء عنده قابل للبيع والشراء ويملكون من السياسيين الذين يأخونك للبحر اترجع عطشان .. مقابل مفاوضين لا يملكون القدرة على المراوغة ولا اللغة الدبلوماسية وفن التفاوض المحلي .. ليدخلوا في حوار مع المفاوضين المحتالين .. من خلال هذا التفاوض يكون كفتي ميزان التفوض لصالح الدول القوية .. ومصالحها وبشروطها ولا يكون الاتفاق معهم ولا عقد ايه معاهدة او صفقة إلا وكفة الميزان يكيل اليهم بأمتياز . نظرة بسيطة وسريعة على وفدي التفاوض تستحصل على ما يدون في اروقة وفلك هذا التفاوض ..

داخلياً الاحزتب السياسية .. ممزقة في كياناتها .. وشخوصها .. قياداتها لا تبحث إلا على مصالحها الذاتية .. ويرمون الفتاة لمن يلهث وراءهم في الحزب او خارج الحزب .. قيادات غير قادرة على تحليل الوضع السياسي ومجريات الاحداث العالمية والأقليمية والمحلية .. بل لا تجيد قراة الوضع العام .. احزاب لا قدرة لها على التعاون .. بل .. قادرة على شق الصف الوطني والقومي من اجل مصالح الدول التي تدفعهم للسير على نهجها ومصالحها.. فلا اليسار تتآلف مع اليسار ولا اليمين قادرة للتآلف مع اليمين ..الاحزاب القومية تنهض بعضها في لحم بعض .. بل يشربون من قحف رؤوس الاحزاب الأخرى .. وقياداتهم اغمضت عينها عن كل ما هو قومي ووطني إلا تفريغ الخزائن وملأ جرارها بالدولار .. وأنابيت الذهب الاسود .ز المباحة لهم حلال زلال .. وقد ربطت هذه الاحزاب مصيرها بمصير دول ومصالح هذه الدول التي تطمح اساساً بما ينبع في هذا الوطن المسلوب الإرادة .. لذا فكل المفاوضات التي تجري آنياً ومستقبلاً .. هي لصالح صرف المنتوج المنتهي الصلاحية لهذه الدول على شعبهم التي قست الويلات لعقود من الزمن الهبل الأغبر .. وما بعد سقوط الهبل.