19 ديسمبر، 2024 2:15 م

هل أن الديمقراطيات العربية بحاجة لتشرتشل ؟!

هل أن الديمقراطيات العربية بحاجة لتشرتشل ؟!

للإجابة على هذا السؤال , لا بد من التساؤل: وهل نملك خيارا غيره؟!
فمعايير الديمقراطية المطلوبة , يجب ان تتصف بمفردات وعناصر الأحوال النفسية والسلوكية في المجتمع , الذي لايمكنه أن يتحرك بنظام وإنسيابية من غير القوة.
فكيف يتحقق التوازن ما بين القوة والديمقراطية؟
إن إنطلاق المكنونات من الأوطان المضغوطة , يؤدي إلى إضطرابات شديدة ملتهبة , لأن المكنونات ستبحث عن القوة  التي توازنها , وستسعى للضغط على الآخرين لإعادة توازن الإنضغاط الذي ألفته وأدمنت عليه .
والعناصر المضغوطة لكي تتحول إلى قوة ضاغطة , لا بد لها أن تظلم أو تقسو في سلوكها الضاغط للسيطرة على القوى الأخرى , وفي هذا الخضم تتحقق حالة شديدة الإشتعال , أي أن القوى المفلوتة ستعيث فسادا في الواقع , وستساهم في إحراق نفسها وموضوعها وتكون وبالا على كل شيئ.
ولكي يتم إعادة التوازن إلى معادلة الحياة الإجتماعية , لابد من قوة مؤهلة جامعة تستطيع أن تضغط بإرادة صلبة , وتؤسس لصياغة الحياة الأفضل بالقوانين المرعية التي لا تستثني أحدا , وبالقوة العسكرية والأمنية إذا تطلب الأمر , وأن تتحلى بالشدة وبقدرات قبضتها على الأمور , وفقا لمنطلقات الوصول إلى وضع الأمور في نصابها.
وهذه الإجراءات تحتاج إلى رجل قوي , ويبدو أن الرجل الأقوى الذي يصلح للمهمة هو الذي , لا بد له أن يمتلك بعضا من مواصفات تشرتشل , رئيس وزراء بريطانيا المعروف أبان الحرب العالمية الثانية  , وبعدها بفترة وزارية أخرى , وهو الأديب العسكري الخطيب السياسي الفنان والمؤرخ , الذي إنتشل بلاده من تحت ركام المآسي والويلات , والهجمات الألمانية المدمرة , وحمل شعلة الأمل والتفاؤل والإصرار على النصر والصمود والتحدي , والبلاء في سبيل الحفاظ على سلامة وسيادة وتأريخ البلاد.
وعليه أن يتواصل في تأكيد سياسة الدولة الوطنية , وامتلاك الحكمة القيادية الرشيدة , وعندها يستحق التأييد والتفاعل الإيجابي.
لأن المسيرة لا يمكنها أن تنجح في مجتمعات ما بعد الإنضغاط المزمن , من غير قائد قوي يمتلك قدرات ومهارات الوصول إلى نتيجة ذات قيمة نافعة للوطن.
فالعمل الوطني الجامع هو المطلوب.
ومن غير بودقة وطنية , ووعاء جامع يصلح لإذابة المفردات , وصناعة السبيكة الإجتماعية والمعرفية , فأن المسيرة ستكون ذات إتجاهات وتداعيات قاسية!!
فهل لدينا القدرة على صناعة التشرتشل العربي , الذي سينقذنا من الضلال الديمقراطي , ويعيد لأوطاننا هيبتها , وأمنها وسلامتها؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات