كشفت تسريبات صحفية ان مقر الاتصالات الحكومية في بريطانيا (GCHQ) قد استلم من الولايات المتحدة مالا يقل عن 100 مليون باوند للمساعدة في دعم وتمويل جمع المعلومات الإستخبارية, مثيرةً بذلك تساؤلات حول التأثير الأمريكي على الوكالات البريطانية .
الأموال تم دفعها عبر مجموعة من المشاريع استمرت لمدة ثلاث سنين أسفرت عن تجسس في مقر الاتصالات الحكومي البريطاني (GCHQ) بالنيابة لصالح الولايات المتحدة الأمريكية وفقا إلى ما تم تسريبه من وثائق.
وظهر أيضا أن وكالة الاستخبارات ترغب بامتلاك القدرة على استغلال كل هاتف في كل مكان وزمان. وان سلوكيات بعض الموظفين أثارت مخاوف حول أخلاقيات عملهم التنفيذي
جاءت التفاصيل من وثائق سرّبها (ادوارد سنودن) بالإضافة إلى مبلًغي وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) في نفس اليوم الذي قام به وزير الخارجية البريطاني زيارة إلى مقر الاتصالات الحكومية في بريطانيا في (جينتلهام) والثناء عليه وعلى عمله ونزاهته .
واجهت الوكالة ادعاءات حول تسليمها لمعلومات استخبارية عن شخصيات أمريكية كانت قد حصلت عليها من برنامج الموشور ( Prism programme) الذي له القدرة على تسجيل المكالمات الهاتفية ومواقع الانترنت للأفراد.
قامت لجنة الأمن والاستخبارات البرلمانية بمساعدة السيد (هيج ) بمسح كل عمل خاطئ ومحاولة للتحايل على القانوني البريطاني .
تم عرض تفاصيل دفع وكالة الأمن القومي الأمريكية إلى مقر الاتصالات الحكومي (GCHQ) في ملفات الاستثمار السنوي للمقر المذكور والتي سربها (ادوارد سنودن) إلى صحيفة الكارديان The Guardian)) حيث دفعت الوكالة الأمريكية عام 2009 مبلغ 22,9مليون باوند ، وفي عام 2010 مبلغ 39,9 مليون باوند وفي عام 2011/2013 مبلغ 34,7 مليون باوند
التسريبات كشفت أن تمويل عام 2010 تضمن 4 ملايين باوند لدعم عمل مقر الاتصالات إلى قوات الناتو في أفغانستان وكذلك 17,2 مليون باوند لدعم مشروع الوكالة للسيطرة على الانترنت والذي من خلاله يتم جمع المعلومات الأولية للتحليل ألاستخباري .
وكذلك رصد 15،5 مليون باوند لإعادة تطوير موقع تابع الى المقر المذكور في (بود كورنوال) والذي يقوم باعتراض الكابلات الأطلسية التي تحمل إشارات بيانات الانترنت.
تقوم وكالة الأمن القومي أيضا بدعم نصف تكاليف إحدى أهم البرامج البريطانية الرئيسية للتنصت في قبرص بالمقابل فان على مركز الاتصالات الحكومي البريطاني أن يأخذ بنظر الاعتبار وجهة النظر الأمريكية عند تحديد أولويات عمله.
تم الكشف عن ضغوط على مقر الاتصالات الحكومي لتلبية متطلبات وكالة الأمن القومي الأمريكية بالقول (ان على المقر المذكور ان يظهر ثقله في عمله ) وفي وثيقة أخرى عام 2010، اعترف المقر المذكور أن الولايات المتحدة قد أثارت عددا من القضايا فيما يتعلق تلبية الحد الأدنى من توقعات وكالة الأمن القومي وعبرت الوثائق أن مخاوف بريطانيا الكبرى كانت حول تصورات الولايات المتحدة بتقليل حجم الشراكة مما يؤدى إلى خسارة الاستثمار في المملكة المتحدة .
كذلك بينت الوثائق إن مقر الاتصالات الحكومي البريطاني يستثمر الأموال في إطار العمل على تحسين القدرة على جمع المعلومات الشخصية للأفراد عن طريق الهواتف النقالة وتطبيقاتها إضافة إلى سعيها إلى استغلال أي هاتف في أي مكان وزمان .
وثائق أخرى كشفت النقاب ان بعض الموظفين يعملون على برامج حساسة أثارت مخاوف عن آداب وأخلاقيات العمل المهني لا سيما التورط في مستوى معين من الاحتيال.
وقال متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء ” من غير المستغرب تماما في تحالف أمده 60 عاما أن ينتج مشاريع مشتركة يتم من خلالها تجميع الموارد والخبرات من كلا الطرفين ، والتي بالنهاية تصب منافعها في كلا الاتجاهين.”
في زيارة إلى مقر الاتصالات البريطاني شدد السيد (هيج) وزير الخارجية البريطاني على موظفي المقر” بضرورة التزامهم بما يتفق تماما مع قوانيننا و وقيمنا ” وأضاف قائلا ” من السهل نسيان أن فعاليات الألعاب الاولمبية للعام الماضي لم تكن آمنة ومؤمنة بمحض الصدفة ” .ان الإجراءات المطبقة من قبل أجهزة الاستخبارات والأمن والقانون أحدثت فرقا حاسما وهي مستمرة في ذلك وان كفاءة مقر الاتصالات الحكومي البريطاني ذا المستوى العالمي هي المرتكز الذي يعتمد عليه في ديمومته.
• صحيفة التليغراف 20/آب /2013 توم وايتهيد
وعلى موقع الصحيفة للرابط: –
http://www.telegraph.co.uk/news/uknews/defence/10217280/Americans-pay-GCHQ-100m-to-spy-for-them-leaked-papers-claim.html