عذرا يا عراق فأهلك اليوم في حيص بيص وهرج ومرج من امرهم ومصيرهم . طاقات كبيرة من موارد بشرية ومالية تهدر كل يوم غاياتها تفريغ البلد من ركائز قوته وديمومته وحلاوة تاريخه العميق عمق تاريخ الانسانية . مؤامرة يشترك فيها اهل البلد لتدمير البلد تحت مسميات حماية البلد . فكل ناهب وسارق اتخذ من هذا البلد مرتع يصول ويجول فيه تحت حماية القانون والسند .
عقول اهلك ياعراق كبيرة ولامعة كلمعان الذهب تحت شمس الظهيرة ولكن من يأبه لذلك فمؤامرة اغتيال العقول العراقية ما زالت مستمرة بقتل الجسد او الإهمال . فكم من افكار خرجت من تلك العقول تبحث عن موضع لإنباتها . لكن ماذا نقول للذين في آذانهم وَقـْـرٌ لايسمعون ولايفقهون حديث العقول . ولكن لا كرامة لنبي في قومه .
في الوقت الذي اعلن فيه عن اكتشاف دواء روسي ومحاولات الساسة والمعنيون في الامر في وزارة الصحة من استيراده على عجالة – ونحن معهم في الامر الصحيح – في المقابل نجد ان كثير من البلدان وخاصة المجاورة تحفظت على هذا العلاج ليكون شعب العراق فأر تجارب على هكذا علاج دون تبني منطق الحكمة في استيراد علاجات تطبق لاول مرة من حيث تداعياتها وانعكاساته السلبية فلابد ان يعرف ذلك بعد مرور مدة من الزمن للوقوف على حقيقة الدواء . وهذا قانون طبي متعارف عليه .
العلاج الروسي كلف الروس 300 دولار لجرعة المريض الواحد – حسب مصادر طبية عراقية – ويباع للعراق بـ 600 دولار للجرعة نفسها . في حين هنالك علاج من مستخلص نباتي دون اي تأثيرات سلبية على صحة الانسان وبامتياز عراقي صرف اعلن عنه مؤخرا في وسائل الاعلام ووصل لكل الجهات ذات العلاقة في الحكومة ووزارة الصحة ولكن نقول لاحياة لمن تنادي . ودعوات الباحث مكتشف الدواء ( البروفسور علي حمود السعدي ) وصل الحال به ان يتوسل الجهات الصحية بغية تجربته واعتماده رسميا ولايريد منهم اجرا ان اجره على الله سبحانه وتعالى . حيث يؤكد هذا الباحث الذي سبق وان اكتشف علاج للسكر والبروستات وعلاج لحصى الكلى وحصل براءة اختراع عن تلك العلاجات وهنالك ابحاث ناجحة عن العقم ويعمل حاليا على علاجات الاورام ، ان نسبة نجاح علاجه الجديد تصل الى 90 بالمئة . وهي نفس النسبة للعلاج الروسي .
اذن التهافت على غنيمة العلاج الروسي ليس حبا بالعراق وشعب العراق وانما مقدار ما سيذهب الى جيوبهم من عمولة ومبالغ صرف على المريض العراقي التي تصل بالملايين من الدنانير . كما يحدث حاليا . والوطنية ليست لباسا نلبسه وانما هي مشاعر صادقة وافعال حقيقية . ولكن اكتفي ما قاله ابن الجوزي في مثل تلك المواقف والاحداث :
عذيري من فتية بالعراق … قلوبهم بالجفا قلب
يرون العجيب كلام الغريب … وقول القريب فلا يعجب
ميازيبهم إن تندت بخير … إلى غير جيرانهم تقلب
وعذرهم عند توبيخهم … مغنية الحي ما تطرب