عندما يكون الدين أو “الأعتقاد” بوابة علمك، فعليك التصديق بكل ما يؤمن به الآخرون من غير دينك، إذ لاحجة أو منطق لك في تكذيبهم؛ لتشابه المنطق في الأعتقاد.
لماذا؟
ببساطة، أنت كمسلم مثلاً؛ تعتقد وتؤمن أن نبيك طار على البراق في الفضاء ثم حل في مكان آخر ليعرج منه الى السماء بسرعة فوق الضوئية، ومنه ليحل قاب قوسين أو أدنى من الله!
كما تظن أن الله شق القمر، وصدقت أن هدداً علم نبي الله سليمان مالم يعلم بل وكان سبباً في إسلام مملكة سبأ، وكأن لله رسل حيوانية تقوم بنفس الدور الذي يقوم به الأنبياء البشر بل وتعلمهم ، كما تظن وتؤمن أن سليمان كلم النمل والحيوانات، وموسى شق البحر، وووالخ! وهذا الأيمان حق لك ولي ولكل من يرغب التصديق والأيمان بقدرة الله على فعل أي شيء، أو أنها حقاً لله كما ثبت ذلك عن طريق نبيه الذي آمنت وصدقت به!
لكن السؤال لِمَ لا تصدق أن الله قادر على أن يتجسد بشخص المسيح ونزل الى الأرض ومات كموت البشر كدليل على قدرته في تجسيد وجوده بأي صورة كان لخلقه؟ فما موته ربما إلا ظهورا وتمثيلاً للموت بصورة البشر لا لغيابه عن الوجود وبه يتفق مع قول القرآن شبه لهم موته!؟ وما الإختلاف عليه سوى؛ لفساد فهم معنى الموت عند كلا المتصارعان، لذا بات هذا يرفض وذاك يؤكد موته وكأن لكل منهما رب آخر؟
لاتسأل عن السبب أو فلسفة أفعال ينسبها الله له بلسان أنبيائه أو ينسبها مؤمنوه له وفق فهمهم لآياته!
لماذ؟
الجواب:
لم لاتصدق تمثال المسيح يذرف الدموع وصنم السيخ يشرب الحليب؟ أو ليس الله بقادر على فعل أي شيء؟
لماذا يسهل عليك كشيعي التصديق بأن الأمام علي عادت له الشمس مرتان وإن للحسين ولفلان وفلان من الأئمة له كرامات، وأن المهدي ولِد ومختفي عن الأنظار لحكمة عند الله، وليس لعدم قدرة الله على إظهاره بين الوجود كآية ظاهرة لايستطيع أحد التعرض له بفضل الله؟ بأي منطق قنّعت نفسك على إختفائة حكمة أبلغ من حكمة ظهوره؟ فهل لايقدر الله على حمايته بظهوره وبقائه حياً بعمرٍ ثابت لايتغير، للأستفادة من نصائحة الإلهية على الأقل دون اللجوء للمراجع الفقهية الظنية؟
وكسُني مسلم، أراك واثق أن نزلت آيات قالت بمثل ما قاله عمر الخطاب بالضبط أي: سمع الله قوله، فَرّق له ووافقه وأضافها الى الكتاب المنير في اللوح المحفوظ، ثم أمر جبرائيل ليبلغ النبي بما قال عمر الخطاب؟
أنت صدقت وآمنت أن الله أنزل القرآن على النبي وحياً ولا دليل لك أو شاهد على ذلك، فلا تطالب الناس بدليل على معتقداتهم، ولا تجادلهم إلا بالتي هي أحسن، وإحترم معتقداتهم ولاتسخفها أو تنال منها بحجة أنها محرفة، ليردوا عليك بمثل ما تفعل، حتى وإن رفضها العقل، فعندك أيضاً ما يكفي ليضحك العقل عليها فمن بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة.
ختماً:
لكل فرد له الحق بكيف يعتقد أويؤمن وله الحق في أن يُحترم إيمانه، شرط أن لا يفرضه على غيره أو يثقل به غيره كتجاوزاً على حرية الآخرين بإسمه. ولو عمل كل مؤمن بهذا – من أي دين كان – لَما كان هناك ديناً على أرض الواقع سوى دين الحب للأنسان ولإختفى مطلب ما يسمى “بحوار الأديان”.