18 ديسمبر، 2024 9:03 م

كلمة في الزمن الجزائري البهي الذي ولى.. والزمن الهجين الذي نحياه

كلمة في الزمن الجزائري البهي الذي ولى.. والزمن الهجين الذي نحياه

هذا الرجل العظيم و المفكر الإسلامي و الفقيه أبي الروحي و الفكري …هذا من تحامل عليه الأغبياء و نعتوه بأنه إرهابي و نشر الإرهاب…
حدث هذا منذ اكثر من سنة كاملة في مقهى من مقاهي بسكرة بالجزائر مع شخص يزعم الشيوعية كان اطارا بشركة وطنية و كانت له قضية فساد و هو الان يدور حصة لا باس بها من المال و ولده يدرس خارج الجزائر بالمال الفاسد…
هذه الشيوعية و اليسار و إلا خلي…
بل إن رئيس الجمهورية الاسبق بوتفليقة قال عن الشيخ محمد الغزالي لقد أساء إلى وطني فقط نكاية في الرئيس الشاذلي بن جديد رحمه الله و شتان بين الرجلين و استمالة لتيارات التغريب و قد تلاعب بها…
ما تناوله الشيخ الغزالي عموما من إشكالات في التراث كنوز أثارها في عمومها تستوجب علينا اليوم التوسع فيها و جعلها ” تيمات ” مباحث أكاديمية تدور حولها أجزاء المشروع النهضوي…
و قد أنجزت بعض العمل البيلوغرافي و تقدمت فيه بما هو معتبر…
ليس فكر الرجل نهاية الافكار و سقفها فهو نظرا لكونه عربي اللسان ليس له اطلاع وافر على الفلسفة و العلوم الانسانية و قضايا الحداثة و ما بعدها…
و حتى على الماركسية و المنهج الجدلي الا من خلال ترجمات متواضعة و لم يطلع الا قليلا على المنجز الغربي و لا يلام على ذلك لكنه رجل نبيه و حصيف و حاذق و متبصر و فقيه و مستنير و متجذر في العلوم الاسلامية و التراث بمحاسنه و عيوبه بقوماته و كبواته…
و من ثمة هنالك حلقات مفقودة في ثقافة و منجز الشيخ الغزالي و هو رجل غير معصوم…
شرعت كما سبق ان اشرت في مشروع لم أكمله …كنت أقوم بجرد مختلف الاشكاليات التراثية المطروحة من خلال كتبه و مؤلفاته و محادثاتي معه لكنها لا تغطي كل القضايا…
تصور رئيس الجمهورية بوتفليقة يرمي الرجل بعد وفاته بأنه جاء بالإرهاب الى الجزائر و هو يحاسبه على كلمات و نبرات عالية حول فرج فودة أو غيره هي مزالق تصدر عن كل الخلائق و لا تعدم كل مواقفه المعتدلة و مكافحته للارهاب و العنف و التطرف…
كان يجب أن يثني عليه أنه حمى الجزائر من كل أشكال التطرف الفكري و العنف و كافح التيارات العنيفة فعلا و دفع ثمن ذلك صحته و حياته و عمره…

كما ان معاناته في الجزائر مع التيار السلفي كانت ثقيلة و منها مع تيار سليم سرار بسطيف التي يعلمها الكبير و الصغير و القاصي و الداني …

فكيف يتجنى عليه من يجهل حقا من هو الشيخ الغزالي و لم يقرأ له كتابا واحدا فقط سمع له تصريحا حول فرج فودة او فؤاد زكريا أو قراه في بعض الصحف المفرنسة الجزائرية …
كنت أستنكرعلى الشيخ بعض مبالغاته التي لا تستقيم و منهجه و بعضها يعود الى عدم اطلاعه على قطاع عريض من الفلسفة الغربية و جذورها…
حتى تحدث يوما عن ماركس و قال ” ماركس الحلوف دا ” فامتعضت و قلت ليست في مقام الرجل ماركس و هو مفكر كبير سواء ألحد أو امن فهذا أمر اخر…
و في ثنايا موروثه و منجزه كثير من التقاطعات اليسارية مع قسمات من فهوم ديننا التي تنتصر الى النزعة الاجتماعية في الفقه عموما و الفقه المالي و الاجتماعي تخصيصا…
وجدت ذلك في محاضرة يبدو لي أنها جزء مما قدمه الشيخ الغزالي في ملتقى المستقبل الاسلامي بفندق الاوراسي في التسعينيات من القرن المنقضي …
من تنظيم مشترك بين مركز الدراسات الاستراتيجية الشاملة الذي كان يديره امحمد يازيد رحمه الله و مركز الهاشمي الحامدي لما كان مع حركة النهضة…
و قد حضرت جانبا مهما منه و التقيت الشيخ محمد الغزالي على هامش الملتقى بغرفته في الفندق و تحادثنا مطولا و أيضا مصطفى مشهور على عجل و محمد عمارة و فتحي عثمان رفقة نخبة من بسكرة و سطيف و وهران…
حتى جاء عبد العزيز بوتفليقة فقام موظفا تيار الإستئصال و مغازلا إياه و متلاعبا به بمحو المعالم الثقافية و الدينية المكتسبة في زمن المرحوم الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد رحمه الله… …
نعم محى و أوقف ملتقى الفكر الاسلامي و قلص من دور تعاون الجامعة الإسلامية و الدولة الجزائرية مع قامات دينية مثل الشيخ الغزالي و البوطي و الشعراوي رحمهم الله…الخ
عربد تيار الإستئصال والكل أمني وثقافي وتربوي وهيمن على مقاليد الأمور و مضت خطته و ولى ذلك الزمن البهي…
و في النهاية رغم عاطفة أخيه السعيد بوتفليقة المسجون حاليا مع اليسار و جماعة ” الباغس ” فإن عبد العزيز بوتفليقة هجن كل شيء الحياة الفكرية و الدينية و الثقافية و السياسية و غيرها ليبقى هو وحده الزعيم الأكبر فلا يسار و لا يمين و لا علمانية و لا اسلامية و لا قومية عروبية و لا امازيغية…
إن التاريخ سيسجل و يكتب و إن الله سيستقبل خلائقه و كل و عمله…