حقيقة لا أعلم، لماذا البعض يكتبون بأسماء مستعارة!!، مثال الشخص الذي سمى نفسه محمود عيسى، وذيل اسمه المستعار بصفته كاتباً وباحثا، أي أنه محترف يزاول الكتابة كمهنة؟. من المرجح، أن هذين الصفتين هما أيضاً مستعارتين مثل اسمه؟؟!!. لقد بحثت في صفحات “الانترنيت” لعلي أعثر على نتاج ما لهذا الكاتب والباحث المدعو محمود عيسى لم أجد أي شيء منشور باسمه سوى هذا المقال اليتيم، الذي عبارة عن نصف صفحة!، الذي نحن بصدد كتابة الرد عليه الآن!!.أقول له، يا سيد، أنت تكتب في موضوع خلافي بين استخدام الواو أو الضمة وهذا له علاقة باللغة، لماذا تكتب باسم مستعار!! هل أنك خائف من الواو أم الضمة!! أم أنك خائف من الرد عليك وكشف العيوب والنواقص التي في منشورك …؟. من هنا أقول، إذا لدى الأستاذ محمود كتابات منشورة في “الانترنيت” أو في “الفيسبوك” أو في أي مكان آخر ونحن لم نعثر عليها، فليخبرنا الأستاذ ونحن نصحح الكلام الذي قلناه عنه. أنا أعتقد ولا أجزم، أن هناك من هو معروف في أوساط أهل القلم، يرد بشكل خجول على بعض كتاباتنا ببعض المعلومات الخاطئة، دون أن يذكر اسمنا، وهو يعلم جيداً ليس في جعبته شيئا، فلذا، ليس بمقدوره أن يناظرنا كتابة، فعليه يختار اسماَ مزورا، حتى إذا ردينا عليه ووضعناه في مكانه الطبيعي؟ ينسحب دون أن يخسر شيئا، لأنه يستخدم اسماً مستعاراً لا أحد يعرف من هو، فينسحب من المناظرة دون خسارة، وفقدان ماء وجهه. لكن، يجب على كل شخص يكتب باسم مستعار، بغير اسمه الصريح، أن يعرف جيداً أن مقاله أيضاً مثل اسمه يعتبر مستعارا، مزوراً وغير حقيقا.
لقد عنون الأستاذ محمود عيسى مقاله تحت هذا العنوان: (أهي) كُرد (أم) كُورد أم أكْراد؟.
ردنا على عنوان مقاله: بما أنه استخدم الحركات في تعريف الكورد، يا حبذا يقول لنا، هل أن الهاء في “أهي” بالفتحة أم الكسرة؟ هل أن “أهي” عربية فصحى، أم عامية؟ ثم، لماذا وضعت الضمة على حرف الكاف في اسم كورد؟ بهذا الرسم “كُورد” نتساءل، هل أن كتابة الاسم بهذا الرسم صحيح!!. إن اللغة العربية تقول لنا أن الواو مسبوقة بضمة تكون حركتها طويلة؟؟. هل الواو في اسم كورد أو كوردستان تلفظ طويلة؟؟ أم قصيرة كما سنبينه أدناه في أسماء الدول المشابهة لاسم كوردستان؟؟.
يقول السيد محمود في هذه الجزئية: ثار مؤخرًا في وسائل التواصل الاجتماعي جدل حول الرسم الصحيح لكلمة ( كُرد) (kurd)، مرده الحساسية الكردية تجاه سياسات الطمس وإلغاء الآخر التي طالما مورست تجاه الكرد؛ مما أخرجها عن تأصيلها اللغوي إلى مكان اتخذ أبعادًا تعصبية (حزبية أو قومية)، فارتأيت أن أبيّن الصحيح في رسمها وخاصة لإخوتي الأكراد ممن يكتبون بالعربية الذين قد يكون وصلهم الأمر بصورة مغلوطة.
توضيحنا على ما زعم الأستاذ أعلاه: لا عزيزي، لا توجد أية حساسية. نحن الكورد لا نقبل أن يدون اسم شعبنا الكوردي ووطننا كوردستان بصيغ مغلوطة لأنها تؤثر سلباً على هيبته كشعب عريق بين شعوب العالم، وكوطن قومي لهذا الشعب الأبي. على أية حال، أنت مشكور على محاولتك، لكن سوف نرى مَن منا وصله الأمر بصورة مغلوطة. لقد قرأنا في صفحات كتب التاريخ أن الكثير من الشعوب تلفظوا اسم الكورد بشكله الصحيح مع بعض التغيير وذلك بسبب التباين اللغوي. قالوا: كورد،كوردايا، كوردچيخ، قورد، كوردوئن، كوردونياش، كورت، كوردوخ= كوردوكي، گوتي، كورديين الخ. لما كل هذه الصيغ لاسم الكورد دون بالواو؟ إلا العرب دونوه بالضمة؟ مع أنهم يدونون أسماء بلدان وشعوب أخرى غير الكورد بالواو، وهي تلفظ مثل اسم كوردستان كـ”دولة، كوريا، رومانيا، كوبا، روسيا، كويت ، كوالالمبور الخ”.
ويستمر السيد محمود قائلاً: أولًا: كتابة الكلمة تخضع لقوانين الرسم الإملائي فحسب؛ فإذا كنت تكتب باللغة العربية فلا بد لك أن تكتب (كُرْد) )، وإذا كنت تكتب باللغة الكردية (التي تكتب بالحرف العربي) وهي ما تسمى (الأبجدية الصورانية) فلا بد أن تكتب (كورد)، وهنا الحرف (و) ليست واوًا بل تلفظ ضمةً حيث تكتب بدل الضمة في الرسم (الصوراني)، أما لفظ (الواو) فترسم فيها على شكل واوين؛ فلفظ (مَحمود) في العربية تكتب في الأبجدية الصورانية الكردية: (مه حموود.
توضيحنا على ما قال الأستاذ: أولاً، الحروف التي تستخدمها العرب ليست عربية، بل هي مشتقة من الحروف الآرامية (السريانية). ثانيا، اسم الشريحة الكوردية الذي ذكرتها “سوراني” بالسين وليس بالصاد؟؟. الشيء الآخر، هل أن الفتحتين، التنوين، ترسم على الواو كما أنت دونتها، أم على الألف هكذا: واواً؟. على أية حال هذا ليس موضوعنا. أنا فقط أشير إلى هذه الأشياء، لأن السيد محمود عيسى تكلم بأسلوب… وكأنه أبو أسود الدؤلي. هل تعرف يا أستاذ محمود أن التشكيل ابتكره الدؤلي بعد جمع وتدوين القرآن من قبل عثمان بن عفان؟. يقال قام بهذا العمل بأمر من الإمام علي بن أبي طالب. وهناك من يقول خلاف هذا، يقول أنه قام به بناءً على طلب من والي البصرة زياد ابن أبيه، حين رأى أن ابنه عبيد الله لحن في الكلام، وذلك في زمن معاوية بن أبي سفيان. أدناه نموذج للحركات التي ابتكرها أبو أسود الدؤلي وهي عبارة عن نقاط فوق الأحرف وتحتها:
تقول العرب: إن هذا مثال على تطور نظام الكتابة العربية منذ القرن التاسع إلى القرن الحادي عشر، 1- البسملة كتبت بخط كوفي غير منقط ولا مشكل. 2- نظام أبي أسود الدؤلي المبكر يعتمد على تمثيل الحركات بنقاط حمراء تكتب فوق الحرف (الفتحة) أو تحته (الكسرة) أو بين يديه (الضمة)، وتستعمل النقطتان للتنوين. 3- تطور النظام بتنقيط الحروف. 4- نظام خليل بن أحمد الفراهيدي المستعمل إلى اليوم، وهو وضع رموز مختلفة للحركات فيما تبقى النقاط لتمييز الحروف.
السؤال هنا، كيف دونوا كلمات القرآن بدون حركات وهمزة القطع والسكون؟ أضف لهذا أيضاً المعلقات العربية، التي علقت على جدران الكعبة قبل الإسلام، كيف كتبوا كلماتها؟ كيف كتبت العرب عهودها ومواثيقها؟. كما أسلفت لك، أن التشكيل والتنقيط ابتكر في العصر الأموي، لكن تطور بشكل نهائي في العصر العباسي كما هي في رسومها الحالية على يد خليل بن أحمد الفراهيدي 718-789م وذلك بإضافة همزة القطع، والسكون، الخ. السؤال هنا، يا ترى كيف كتبت العرب وتلفظت اسم الكورد وما شابه قبل ابتكار الحركات وهمزة القطع؟؟. دعني أضع أمامك يا محمود شيئاً مما قاله أناس مختصون في هذا المضمار وذكروا فيه اسم الكورد بالواو، منهم العلامة (طه باقر) الذي قال في كتابه (ملحمة كلگاميش) ص (141) طبع وزارة الأعلام العراقية سنة (1975) أن الجبل الذي استقرت عليه سفينة نوح، بحسب رواية “بيروسوس” الذي هو (برعوشا، كاتب بابلي،عاش في القرن الثالث ق.م ) باسم جبل الـ “كورديين”. وهكذا ذكر الدكتور (سامي سعيد الأحمد): اسم كوردوكي نقلاً عن لسان اليونان. وقبل هؤلاء وغيرهم جاء ذكر الكورد في ألواح سومر بهذه الصيغة: كور، كورا أو كوردا. لقد سمعت ذات يوم من الدكتور المختص (جمال رشيد أحمد) أن حرف الدال في اسم الـ”كورد” هو للجمع؟. ثم يا محمود، أليس في لغة العرب هناك عدد كبير من الواوات تلفظ وفق الكلمة التي تأتي فيها؟. أليست واحدة من هذه الواوات تسمى الواو المجهولة التي تلفظ كضمة غير مشبعة؟ إذاً لماذا غيرت العرب الواو في اسم كورد وكوردستان إلى ضمة لولا هناك شيء… في نفس الذين غيروا الواو إلى ضمة؟؟!!. عزيزي، أن الواوين كما تسميه في اسم محمود هما حرف واحد في لغة الكورد وهو الواو الطويل، هناك واو آخر في لغة الكورد مضخم وهذا رسمها “ۆ”.
يستمر الأستاذ محمود في سرده…: ثانيًا: يستنكر بعض الأكراد تسميتهم بـ (الأكراد) ويردون ذلك لأحد سببين: الأول: قول بعضهم: إن لفظ (الكُرد) يقابل (العَرب)، ولفظ (أكراد) يقابل لفظ (أعراب)، والأعراب: هم ساكنو البادية من العرب الذين لا يقيمون في الأمصار، وقد وردت في القرآن الكريم مقرونة بالذم. وهذه حجة مردود عليها لأن كلمة (أعراب) لم ترد بالذم على وجه الإطلاق، بل وردت في القرآن الكريم بالمدح أيضًا، ورودها بالمدح – ولو مرةً- لا يترك حجة بمن احتجّ على دلالتها للذمّ، قال تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَٰتٍ عِندَ ٱللَّهِ وَصَلَوَٰتِ ٱلرَّسُولِۚ أَلَآ إِنَّهَا قُرۡبَةٞ لَّهُمۡۚ سَيُدۡخِلُهُمُ ٱللَّهُ فِي رَحۡمَتِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٩٩﴾ التوبة.
ردنا على ما زعم السيد محمود:لا يا هذا، ليس هذا فقط، بل أن لفظ الكورد بهذه الصيغة نطقاً ورسماً هو الصحيح والسليم، ودونه خطأ مقصود ومتعمد. وفيما يتعلق بالآية القرآنية. إن الآية التي تستشهد بها يقول الطبري وهو شيخ المفسرين إنها نزلت بولد مقرن وهم عشرة وقيل سبعة. يقول: حدثنا أحمد، حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا جعفر، عن الختري بن المختار العبدي قال: سمعت عبد الرحمن بن معقل قال: كنا عشرة ولد مقرن، فنزلت الآية فينا:” ومن الأعراب من يؤمن بالله… .لاحظ صدر الآية استخدم مِن التبعيض؟. لكن في آيات عديدة أخرى قال القرآن عن الأعراب بشكل صريح: الأعراب أشد كفراً ونفاقا، التوبة 97. وممن حولك من الأعراب منافقون… التوبة 101. سيقول لك المتخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا… الفتح 11. قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا… الحجرات 14. ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما. التوبة 98. الخ. كل هذه الآيات تذم الأعراب، لكن أنت تكابر وجئت بآية تقول ومِن الأعراب، وليس كل الأعراب، وهم سبعة أو عشرة أشخاص نزلت فيهم الآية، وتريد تعميمها على كل الأعراب؟؟؟!!!. يا سيد محمود، بلا أدنى شك كل فئة، أو حزب، أو طائفة، يوجد فيه شخص، أو شخصان، أو ثلاثة، أو على قدر أصابع اليدين لا بأس بهم. لكن تبقى ٩٩،٩٪ منهم مأثومين، ومذمومين. وعن جفاء الأعراب مع النبي محمد. عن أنس قال: كنت أمشي مع رسول الله -ص- وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه (جذبه) بردائه جبذة شديدة، نظرت إلى صفحة عنق رسول الله – ص- وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مُرْ لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله -ص- فضحك ثم أمر له بعطاء. رواه مسلم، وفي رواية النسائي (ضعفها الألباني) أن الأعرابي قال للنبي -ص- فإنك لا تعطي من مالك ولا مال أبيك.هذا هو أخلاق الأعرابي الذي ذمه القرآن يا محمود؟.
يقول محمود عيسى: أمّا الثاني: فقد يعزو بعضهم اعتراضه على كلمة (أكراد) أنها تأتي على وزن أفْعال، ووزن أفعال من أوزان جموع القلة (أفْعال – أفْعِلة- أفْعُل – فِعْلة)، وأنّ في جمع كلمة الكرد على أكراد تقليل لهم. وهذا كلام مردود عليه؛ لأن صيغة أفعال لا تأتي للدلالة على القلة فحسب، بل تأتي للدلالة على الكثرة أيضًا، وذكر ابن يعيش في شرح المفصل: إن العرب تضع اللفظ الموضوع للقليل في موضع الكثير، وإن الجموع قد يقع بعضها موقع بعض، ويرى مجمع اللغة العربية في القاهرة أن الجمع أيا كان نوعه يدل على القليل والكثير، وإنما تتعين دلالته بالقرينة، وهذا التفريق تفريق مصطنع، بل وتستخدم صيغة أفعال في ألفاظ تدل في أصلها على الكثرة كاسم الجمع (قوم- رهط) واسم الجنس (تُرك – كُرد) فنقول في جمعها: (أقوام – أرهاط – أتراك – أكراد). وأخيرًا فإن كلمة (كُرد) تستخدم في الإملاء العربي، و(كورد) تستخدم في الإملاء الكردي الصوراني، ولا ضير من استخدم كلمة (أكْراد) للدلالة على الكرد.
توضيحنا على ما جاء في الجزئية الأخيرة: لم نقل نحن إنها تأتي على وزن أفعال، ربما قاله غيرنا. لا يا سيد، لقد بينا لك ولمن على هواك، أن الكورد بالواو قاله الأوائل والمتأخرون؟. كما قلنا، أن الواو حرف علة، وحروف العلة كما تقول العربية: عبارة عن أصوات متحركة تساهم في تحديد نطق الكلمة. لاحظ الواو في الكلمات التالية أليست تخرج من بين الشفتين كالواو الرخيم التي في اسم كوردستان: مسرور، دولة، أولات، أولئك الخ. للعلم، أن اسم عَمْرو في الأصل ليس معه حرف الواو، لقد أضيفت إليه الواو قبل ابتكار الحركات حتى يميز القارئ بينه وبين اسم عُمَر؟؟. إن المؤرخ أحمد بن يحيى البلاذري الذي عاش في القرن الثالث الهجري يذكر، كان في القريش سبعة عشر رجلاً يكتب قبل دخول الإسلام إليهم. وكذلك قال أبو عبد الله محمد بن عمر الواقدي 130 -207هـ كان في الأوس والخزرج عدة من الناس يكتبون قبل مجيء الإسلام إليهما، وكان عددهم أحد عشر رجلا، يقف في مقدمتهم سعد بن عبادة، والمنذر بن عمر، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت. إن هؤلاء كانوا يكتبون العربية بدون تنقيط، وبدون حركات، وبدون همزة قطع، وبدون سكون؟؟؟ كما أسلفنا، تطورت طريقة كتابة هذه الحركات حتى وصلت إلى ما هي عليها اليوم.
أدناه صورة للمخطوطة القرآنية بجامعة “برمنغهام” قبل ظهور التنقيط، حيث كانت اللغة العربية تقرأ بالسليقة وتكتب بدون تنقيط ولا تشكيل ولا همزة قطع ولا سكون:
هذه أحرف كوردية تزخر بها جلالة اللغة الكوردية وتفتقد لها اللغة العربية وهي: گ، ڤ، ژ، چ، پ، ێ، ۆ،ڵ. عزيزي القارئ الكريم، بما أننا في رحاب حرف الواو، دعوني أقدم لكم أحجية (حزورة) برسم هذا الحرف الجميل الذي من الحروف القمرية، وهو الحرف السابع والعشرون من حروف المباني، والواو في حساب الجمّل عبارة عن ستة: ووو هـ ووو، و :+:، وبساط انطوى ثم انبسط.