لايختلف عاقلان على ان الخوف هو الذي يحكم المواقف في العراق ، الخوف من (القرار) و (التفرد) و (الأمن) و (التسليح) ، وعلى الرغم من تطور الأحداث التي تشهدها المنطقة من خلال تصاعد وتيرت التهديد بتوجيه ضربة عسكرية أمريكية الى سوريا وما لها من انعكاسات مباشرة على الوضع في العراق.
مازال الخوف قائما ، ولكن بدلا من ان يكون هذا الخوف من تلك الانعكاسات التي تؤثر سلبا على البلاد ، باتت المخاوف تتجدد وتتجاهل المخاوف الفعلية الجديدة الناتجة عن المواقف الاقليمية ، بدلا من ان يقف الساسة للنظر في كيفية مواجهة الأخطار المحتملة التي تنتج جراء توجيه ضربة عسكرية الى سورية أصبحوا يراوحون في مكانهم ويصرون على التمسك بالمخاوف التي أكل الدهر عليها وشرب دون النظر الى مصلحة البلد.
الكتلة النيابية التي تحتاط من تفرد رئيس الوزراء نوري المالكي بالسلطة مازالت تتمسك بتحوطاتها ، والكتلة الأخرى التي تتخوف من امتلاك طائرات واسلحة حديثة خوفا من تكرار تجربة (صدام) لاستخدامها لضرب الكرد مازالت تصر على مخاوفها ، الكثير من المخاوف التي رجمت في الغيب أسهمت بان يكون العراق دون مستوى دول المنطقة وأثرت سلبا على أمنه القومي والسيطرة على حدوده ، والتي لاننسى بانه كان لصفقات الفساد المالي فيها حصة كبرة.
ماتشهده الساحة الاقليمية على العموم والعراق على وجه الخصوص والتطورات السريعة للاحداث ينبغي التوقف لاجلها لتدارك الأخطاء المتكررة السابقة بهدف المصلحة العامة وذلك لن يكون الا بترك الخلافات ولو لحين عبور هذه المرحلة التي ربما تعصف بالبلد .
بوصلة خطر الضربة العسكرية الأمريكية الى سوريا تشير نحو بغداد بحجم لايقل عن حجم تهديد دمشق ، ولنتساءل ما هي احتياطياتنا ؟ ، هل نملك السلاح الجوي الذي ينبغي استخدامه ان تطلب الأمر ؟! ، هل استعدت وحدات الاحتياط للتوجه الفوري عند الاستدعاء لنقطة ما ؟! ، هل خزيننا الستراتيجي للغذاء مؤمن كما ينبغي ؟! ، هل اعدت خطة طوارئ لتطبيقها عند مقتضى الحاجة الفعلية ؟! ، الكثير من التساؤلات تركتها الكتل السياسية وهي من صميم واجباتها وأخذت تتناحر فيما بينها بالاساءة واحدة لاخرى !! ، وفي الختام نقول بعيدا عن التشاؤم أعيدوا حساباتكم قبل فوات الآوان ، والعاقل ينبغي ان يدرك ذلك جيدا.
رئيس تحرير وكالة السلطة الرابعة