21 ديسمبر، 2024 9:33 م

هكذا يتعامل الغرب وامريكا مع الشعوب المقهورة بقنص أي فرصة لفرض المزيد من العقوبات الجائرة عليها موهمة انها تعاقب تلك الأنظمة لما ارتكبته من انتهاكات ، وما قانون قيصر الظالم إلا كشماعة قميص عثمان رضي الله عنه والذي اتخذ ذريعة للثأر من قتلته لكنه في الحقيقة كانت اكبر هجمة على الأمة الإسلامية والتي كانت نقطة انطلاق لتمزيقها . وما قانون قيصر الا نسخة مكررة من عقوبات الحصار الدولي الظالم الذي اوقعه النظام الدولي على الشعب العراقي بعد اجتياح حكومته لدولة الكويت, واشتد وطئ ذلك الحصار على الشعب وأزهق أرواح مئآت الألوف من الرضع والأطفال وكبار السن واستمرت حلقات التآمر على ذلك الشعب عندما عجزوا عن ادانة نظامه بامتلاكه اسلحة الدمار الشامل فعانى الشعب لوحده معاناة يعجز القلم عن وصفها و تسطيرها هنا مع الفرق الشاسع بين النظامين.

سادتي الافاضل :اليوم الشعب السوري تلقى ضربة قاسية في اقتصاده المنهك من جراء الحروب والإرهاب وطيش وبطش النظام بتعمد أمريكا بتمريها قانون قيصر الذي مر بمسار طويل ليدخل حيز التنفيذ في السابع عشر من شهر يوليو 2020لشل الاقتصاد السوري حيث انه والى ساعة اعداد هذا العمود فقد انهارت الليرة السورية لتصل في سوق الصرف الى ما يزيد عن ثلاثة آلف ليرة مقابل الدولار مما خلخل الاسواق ودفع بكثير من التجار الى اغلاق متاجرهم وبدأ شح المواد واحتكارها مما سيزيد من معاناة الشعب ,ولن يؤثر ذلك القرار المجحف بأي شكل من الأشكال على نظام بشار الأسد وجلاوزته ورموزه حيث أنهم قد اخذوا حذرهم وملأوا حساباتهم وتأهبوا لكل نازلة وستنزل شبيحتهم ومليشيات ايران الى الشارع لقمع اي تذمر او تظاهر ، أما ما تسوقه أمريكا بالتعويل على تجويع الشعب لغرض تحفيزه بالثورة على النظام فتلكم اضحوكة طالما استخدمتها كتبرير سخيف لنهجها العدواني وبالتالي فان الشعب وحده سيدفع الفاتورة ،،

فبدلا من ان توظف امريكا الانتهاكات الفظيعة التي انكبت تجمعها وتدققها بمعونة قيصر او( زيزر) الاسم الحركي له وهو مصور في الطبابة الشرعية في جاهز الشرطة العسكرية للنظام حيث تمكن من توثيق الانتهاكات التي وقعت في المعتقلات ليتمكن من توثيق وتصوير وارشفة 55 الف صورة ل 11الف معتقل حتى منتصف عام 2013وهو الموعد الذي انشق فيه وهرب من بطش النظام لتتلقفها المخابرات الامريكية وتلوك بها طيلة الفترة المنصرمة تحليلا وتمحيصا وبقي مشروع القرار منذ ذلك الحين بين الشد والتراخي بين دوائر القرار الأمريكي الى ان اقره الرئيس ترامب متخذا حزمة قرارات بشأنه , وتفاجئ العالم الذي كان يتوقع من الإدارة الامريكية بتحريك واحالة الملف الى محكمة العدل الدولية لسوق بشار الأسد وحكومته كمجرمي حرب , اذا بها تتغافل عن ذلك متعمدة وتتستر على النظام الدموي وتوهم العالم بانها متعاطفة مع الشعب السوري وبعد صبر طويل اذا بامريكا تفاجئ العالم بإصدارها عقوبات اقتصادية وشروط تستهدف اولا الشعب السوري ليدفع بدوره فاتورة باهضة من الجوع والمرض والتشردم ومزيدا من التمزق والمعاناة وليبقى ذلك النظام متربعا فوق الجماجم محتميا بمخالب الدب الروسي وتحت العباءة االشيطان الإيراني ومن وراء الكواليس متغطيا بدثار سميك من القرارات الأمريكية الجائرة التي ظاهرها فيها الرحمة للشعب السوري وباطنها من قبلها العذاب..

إن اصرار الولايات المتحدة الامريكية على استخدام سلاح التجويع لاسقاط الأنظمة في كل مرة لهو سلاح فاشل وهي تعلم ذلك يقينا ، وقد جربته سابقا في العراق ولم يجد نفعا ولم يسقط النظام في العراق ابدا بفعل حصارها بل بالخيانة وبالكذب الذي مارسته في شنها حرب غير شرعية عليه وهي اليوم غارقة في مستنقعه, وها هي تستخدمه مع نظام الملالي الإيراني ونظام أردوغان التركي وقد مضى عليه اعوام وما زالت تلك الانظمة غير آبه به بل قد قوى من قبضتها على شعوبها.

نستشف من ذلك بأن امريكا ليس لديها رغبة بتغيير ومحاسبة النظام السوري ولا أي نظام تسلطي في المنطقة طالما ان مصالحها فيه محمية.

وما سلاح العقوبات الاقتصادية الذي تفرضه أمريكا الا هواتفاق مسبق و أداة بيد الأنظمة لقهر شعوبها واذلالهم لانهم خرجوا عن طاعة النظام وينشدوا الحرية , فلو سحبت أمريكا والغرب ايديهما عن حماية تلك الأنظمة لما بقيت في الحكم أياما ,فالشعوب اليوم تعاني الامرين من أنظمة فاسدة دموية مدعومة سرا وجهرا من الماسونية والقوى الخفية ..