18 ديسمبر، 2024 8:57 م

اميركا وحقوق الإنسان

اميركا وحقوق الإنسان

اولا..الموقف من الاميركان السود،و موقف المحكمة الاميركية(( ان العبد ليس مواطناً، وبالتالي لا يمكنه المثول امام المحكمة،انه ملكية مثل بقية الممتلكات)). وحرب الانفصال دامت للمدة 1861-1865،انها الحرب الأهلية في اميركا والتي طالب السود بالانفصال وذهب ضحيتها اكثر من مليون شهيد وجريح.
ثانياً.. عندما امتلك الاتحاد السوفيتي القنبلة الذرية بعد سنتين من انتهاء الحرب العالمية الثانية، اقدم النظام الاميركي على ملاحقة كل الشيوعيين واليساريين في اميركا. ودعا الرئيس الاميركي ترومان الى استجواب 14000 مواطن اميركي للاشتباه بانهم ذوو ميول يسارية، ولهم علاقة مع الاتحاد السوفيتي.
ثالثاً.. في عام 1950قام جوزيف ماك، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، بخلق تيار معادي لكل شيوعي ويساري، فسحب النظام الاميركي كل مؤلفات المفكرين اليساريين من المكتبات وحرقها في الطرق والساحات. اشبه بما قام به هولاكو.
رابعاً.. قدم ولت روستو منظر السياسة الارهابية الاميركية العديد من المقالات والكتب ركز فيها على (( ان الشيوعية شيطان كبير يترصد الامم المتخلفة التي تمر بفترة صعبة)) فالشيوعيون في نظره ((ذباب اوحشرات )) والولايات المتحدة الأمريكية كمسوولة عن العالم الحر،مضطرة لتعبئة ليس طاقاتها ومواردها الخاصة فحسب،بل كل طاقات وموارد العالم الحر(العالم الراسمالي)، بهدف محاربة هذا الطاعون العالمي المتمثل بالشيوعية، ولذلك فعلى الولايات المتحدة القيام بهذه المهمة من اجل الحفاظ على نمط عيشها وعلى وجودها، فاي بلد في العالم الثالث يقوم بثورة ناجحة ستشكل خطرا على امن الولايات المتحدة الأمريكية)).
خامساً.. ترى الادارة الاميركية ((ان الشيوعية في نظر الحكومة الاميركية تعني العمالة المباشرة للاتحاد السوفيتي)). ماذا تقول اميركا عن اليابان، كوريا الجنوبية، غالبية دول الاتحاد الأوروبي، دول الخليج، الاردن، مصر…….،
##سادساً.. وليس غريباً من ان يتحدث سكرتير الحزب الشيوعي العراقي حميد مجيد ويقول، ان اميركا تقر بحقوق الإنسان…..، ونحن ليبراليون؟!، ماذا تقول عن الانقلاب الفاشي الاسود عام 1963 في العراق، في شيلي عام1973……،في اوكرانيا عام2014 ناهيك عن الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 ونتائجه الكارثية على الشعب العراقي لغاية اليوم، هل يحق لحزب شيوعي ان يشارك في مجلس الحكم البريمري الفاسد والفاشل وفي ظل الاحتلال الاميركي والمشاركة في اسوأ نظام عرفه تاريخ العراق الحديث الا وهو نظام المحاصصة المقيت والمشاركة في العملية السياسية التدميرية واللصوصية، ناهيك عن التحالفات السياسية الفاشلة من عام 1973 ما يسمى بالجبهة اللاوطنية وجود وجوقد ومع اياد علاوي، ومع الالوسي وسائرون ومع الجنابي وحاتم حطاب وهم معروفين بصلتهم بالبعث وهم مخابرات النظام السابق، واخر قيادي عضو المكتب السياسي للحزب، يقول(( ان اميركا امر حتمي )).
نعتقد ان هذا التحول في الميدان السياسي والاقتصادي والفكري لم يكن وليد صدفة، بل جاء نتيجة للابتعاد عن الثوابت الوطنية والمبدئية لفكر حزب فهد_سلام *وهذه القيادة المتنفذة في الحزب الشيوعي العراقي اليوم ليس لديها أي علاقة لابالماركسية و لا بماركس ولا بانجلس ولا بلينين ولا بنهج مؤسس حزبنا الرفيق الخالد فهد ورفاقه الابطال والرفيق الشهيد والبطل سلام عادل ورفاقه الابطال، فهي قيادة اصلاحية ليبرالية بامتياز وهدفها الرئيس اضعاف ثم انهاء دور حزب فهد_سلام في المجتمع العراقي، والا ماذا يفسر موقف القيادة المتنفذة في الحزب من ان الغالبية العظمى من الكوادر المتقدمة واعضاء واصدقاء الحزب هم اليوم خارج الحزب؟! وحتى الغالبية العظمى من الموجودين في التنظيم الحزبي هم واقفين على رجل واحدة ضعيفة، وهم من الدراويش.
ان الحزب مريض ويحتاج إلى عملية جراحية كبرى من اجل عودته الى دوره الطليعي في المجتمع وهذا يتطلب ازاحة القيادة المتنفذة في الحزب ومحاسبتها وانتخاب قيادة شيوعية حقيقية تلتزم بالثوابت المبدئية والوطنية لحزب فهد_سلام.
المصدر،مجلة الوحدة، العدد 67،ابريل، السنة 1990،ص72،ص75*