18 ديسمبر، 2024 8:54 م

مفاوضات العراق وامريكا .. من زاويةٍ اخرى

مفاوضات العراق وامريكا .. من زاويةٍ اخرى

ربما لا يعرف البعض , او البعض من البعض ! , أنّ المفاوضات المزمع عقدها قريبا بين العراق والولايات المتحدة , سوف لا يسافر فيها ايّ من الوفدين الى بلد الآخر, بل ستكون عبر دائرة تلفزيونية مغلقة , وكُلٌّ جالسٌ في مكانه او في مقعده . بالرغم أنّ هنالك مَنْ يرى < حسب بُعد او قُصر النظر السياسي > أنَّ هكذا مفاوضاتٍ عن بُعد قد تفتقد الحرارة ! وربما تقلّل من جديّة الأجواء وتنعكس حتى سيكولوجياً ” بنسبةٍ ما ” عند أحد الطرفين المتفاوضين , وفي ذلك شيءٌ ضئيلٌ ما من الصواب , خصوصاً حين تكون الدائرة المغلقة ليست بين رئيسي دولتين فقط وانما بين وفدين ” دون المستوى الوزاري ” ويتفرعان الى لجانٍ مختلفة ومتخصصة .

وإذ ستضحى هذه الإجتماعات ” لكلا الوفدين ” مرتبطة بمنظومة كاميرات خاصة واجهزة تسجيل , وقد يتابعوها وزراء خارجية البلدين او وكلاء الوزارة عن كثب او في وقتٍ لاحق , بالإضافةِ الى اجهزة المخابرات , رغمَ أنَّ اية تعليماتٍ مستجدة لأيٍ من الوفدين من مرجعيته الأعلى ستصل وتتواصل عبر اجهزة الكومبيوتر او الآيباد .!

لكنّ اللقاءات والإجتماعات عبر الدائرة المغلقة لوفدين ليست اللغة الأنكليزية هي لغة الأم لكلا الوفدين , وبالرغم من توفّر مترجمين اكفّاء واجهزة ترجمة آلية , لكنه في ذات الوقت فأنها ستتيح لأعضاء الوفد العراقي جزءاً من لحظات التأمّل والتفكّر قبل الرّد على اية اسئلةٍ من الطرف الآخر, وكذلك في اختيار اية مفردةٍ معبِّرة ومناسبة او مرادفاتها اللغوية ! , بالإضافةِ الى أنّ التفاوض عن بُعد يزيل ايّ شحناتٍ من التوتّر النفسيّ المفترض ” سيما في الجلسة الأولى ” ويمنح قوة دفعٍ سيكولوجية في التحدّث والإستفاضة في الحديث .

الى ذلك , ليست هنالك معلومات متوفّرة في الإعلام عن الوقت او الساعات التي سوف تستغرقها جولة المفاوضات الأولى , وعمّا اذا كان من وقتٍ محددٍ لها , واذا ما كانت اكثر من جلسةٍ ستُعقد في اليوم الأول والأيام التي ستعقبه .

منَ المتوقّع او ليس مستبعداً أنْ يجري نشر تسريباتٍ متعمّدة ” بصيغةٍ او بأخرى ” الى بعض وسائل الإعلام , وخصوصاً من الجانب الأمريكي عن الإنطباعات الأولية للإجتماع او لأية نتائج مفترضة ايضاً , لكنّ ذلك لا يقدّم ولا يؤخّر في سَير مسيرة المفاوضات .

لا ريب أن الوفد الأمريكي المفاوض يعرف ماذا يريد وهو مخوّل من حكومته بما وعمّا يتفاوض به , لكنّ الوفد العراقي برغم ما مزوّد به بالكامل من رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية من معلومات وشروطٍ ومطالباتٍ محددة ومتكاملة , لكنّ جهداً ثقيلاً ومضافاً قد يُلقى على اعباء واكتاف الوفد العراقي , بما يتمثّل في بحث النقاط التي توافق عليها الدولة والتي قد ترفضها الأحزاب والتنظيمات المناوئة والرافضة لأيّ وجود امريكي في القواعد الجوية المحددة في العراق .! , ومع التي واللتيّا فلا نستبق الأحداث بهذه الصور والتصوّرات .!