قتل جورج فلويد بطريقة بشعه وامام انظار العالم بعد ان تم نشر فيديو الحادث كاملاً وأصبحت جملة I CAN’T BREATH شعارًا اشعلت الأحتجاجات في اكثر من ثلاثين ولاية أمريكية وتفاقم الأمر بعد ان تم اتهام الشرطي الجاني بجريمة القتل غير المتعمد وهذا طبعًا تطبيقًا حرفيًا لنص القانون في ولاية مينيسوتا فجريمة القتل التي يرتكبها رجل القانون تصنف تحت جرائم القتل غير العمد باعتباره المكلف بمحاربة الجريمه .
تطورت الأحتجاجات وتصاعدت وتيرتها وتحولت الى غضب شعبي عارم تخللته اعمال شغب وسلب ونهب لبعض المحلات وحرق لعجلات الشرطه ومراكز الاحتجاز وبعض المحال .
ما الذي حدث ؟ وكيف لحادث عرضي كان يحدث عشرات المرات يومياً ان يؤجج كل تلك التظاهرات ؟
لمناقشة الحدث لابد من عودة سريعه الى ماض قريب وبالتحديد مطلع ٢٠٢٠ وبداية التخبط في التعاطي مع جائحة فايروس كوفيد ١٩ وتلكؤ النظام الصحي وبطء رد الفعل بل عدم الاكتراث . وحينما نعرج على الماضي يجب ان لا نغفل عامل مهم لعله من اهم العوامل في رسم خارطة الأزمة وهو ان ٢٠٢٠ هو عام انتخابي يقرر مصير احد الحزبين اما الى البيت الأبيض او الى منصة الأحتياط حتى أربعة أعوام قادمه .
ركز الديمقراطيون حملتهم الانتخابية على هدفان استراتيجيان الأول برامج اصلاح البرنامج الأئتماني ورعاية فاقدي الوظائف والثاني كسب أصوات شريحة المتأرجحين وشريحة الشباب الملونيين ورفعوا شعار ( انها قضية حياة السود ) ITS BLACK LIFE MATTER والذي سرعان ما تحول الى شعاراً للمتظاهرين في بداية اليوم السابع لبدء الاحتجاجات .
نزل الرئيس السابق أوباما الى التظاهرات وادلى بتصريحات هامه داعياً ان تكون الاحتجاجات نقطة تحول في تغيير النظام وتخليصه من العنصريه الخفيه . وبدأت المخططات لأزاحة ترامب بالظهور وبدء العمل نحو استمالة عدد من الجمهوريين الى الخندق المعارض والتركيز على فاقدي الوظائف بسبب برامج ترامب الاقتصاديه والغاءه برامج التأمين الصحي والمساعدات لقليلي الدخل والأطفال وهؤلاء غالبيتهم طبقاً للإحصاءات من السود والملونيين .
الشباب السود كانوا قد اعلنوا مسبقًا انهم لن يشتركوا في التصويت لأي مرشح ورفعوا شعار ( والدي وجدي صوت لكم فما الذي جناه ) وتم ذلك في الانتخابات السابقه بل كانت احد أسباب فوز ترامب ومن هنا بدء الديمقراطيون بتركيز اعلامهم وندواتهم واحاديثهم نحو الشباب والتناغم وتوليف الشعارات طبقاً لأحلامهم والتركيز على ان ان الأزمة أزمة نظام SYSTIM MATTER ولن يتم تحقيق الغاية المنشوده الا بالتصعيد واجبار الحكومة على الرضوخ فالاحتجاجات الصامته لم تجدي نفعاً سابقًا وان تغيير لائحة الأتهام للجاني ودرج كل مرافقيه معه لا يعني انتهاء الازمه فالمشكلة في النظام .
من اجل ان يتم احداث الصدمه لابد من معاقبة كل العنصريين والداعمين لترامب وبدأت الخطابات للقادة بان كل عنصري يجب معاقبته فاستلم الشباب المحتج الرساله وبدأوا بتحطيم أبواب متاجر الشركات الداعمه لترامب في حملته وترك الباقي للعقل الجمعي وخصوصاً من الذين فقدوا وظائفهم بسبب الإجراءات الحكومية والذين تم تحشيدهم في تلك المواقع مع المشردين ويرى اليوم جميع القاطنين في أمريكا الكم الهائل من الرسائل النصيه التي تصله يومياً والتي تهدف الى الاثارة وبيان أخطاء النظام وحتى إعادة روايات وحوادث سابقه تعيد هندسة الرأي العام .
آخر الاستطلاعات تشير الى ارتفاع شعبية المرشح الديمقراطي بايدن الى ٢٠-٣٠٪
في صفوف الشباب السود دون ٣٥ سنة وارتفاع بحدود ١٠٪ في صفوف المتأرجحين والكبار
حادثة مقتل فلويد جولة من المعركة الانتخابيه كسبها الديمقراطيون بتفوق وبحنكة وننتظر الرد الجمهوري الذي يخطط له دهاة الصقور وحتى سبتمبر هناك المزيد ويجب ان لا ننسى ان فوز ترامب حدث وفق نظرية تغيير مزاج الناخب خلال الوقت الذي يقطعه من بيته الى الصندوق وفق برامجيات ورسائل نصيه مركزه تخاطب العقل في وضع غير مستقر .