22 نوفمبر، 2024 2:57 م
Search
Close this search box.

بعد 41 عاما يتحدثون عن العدالة الاجتماعية

بعد 41 عاما يتحدثون عن العدالة الاجتماعية

هناك الکثير من الاحداث والتطورات الغريبة والفريدة من نوعها الى جانب سجل طويل من المفارقات والتي جرت وتجري في ظل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ تأسيسه ولحد الان، والبعض منها يثير الکثير من السخرية والتهکم والاستهزاء، وإن ماقد جاء في رسالة المرشد الاعلى للنظام الايراني خامنئي، في إفتتاح الدورة الحادية عشر لمجلس الشورى”برلمان النظام” حيث قرأها رئيس مکتبه کلبايکاني، نموذجا من هذه الامور التي أشرنا إليها آنفا.
القادة والمسٶولون في النظام الايراني الذين طالما إتهموا کافة النظم السياسية في العالم وخصوصا في البلدان العربية والاسلامية بأنها غير عادلة وإن نظامهم هو الوحيد الذي يضمن العدالة الاجتماعية، ولکن خامنئي الذي هو الولي الفقيه ورأس الهرم الحاکم يعترف بعد مرور 41 عاما على تأسيس النظام وکما جاء رسالته المتلوة في البرلمان:” نحن لم نحقق الدرجة المنشودة في مجال العدالة الاجتماعية”! إذن ماذا کنتم تفعلون طوال کل هذه الاعوام إذا لم تکونوا قد حققتم العدالة الاجتماعية رغم مزاعمکم الواهية السابقة بهذا الصدد؟
إعتراف خامنئي هذا بعدم تمکن النظام من تحقيق العدالة الاجتماعية هو من الامور التي تثير السخرية والاشمئزاز معا ذلك عن أية عدالة إجتماعية يتحدث خامنئي في الوقت الذي صار فيه أکثر من 60% من الشعب الايراني يعيشون تحت خط الفقر وهناك جيوش من الحاطلين والملايين من المدمنين و40 ملەونا يسکنون في العشوائيات؟ عن أية عدالة إجتماعية يتحدث نظام يقوم بإصدار أحاکم الاعدام بحق 30 ألف سجينا سياسيا بأثر رجعي؟ وعن أية عدالة إجتماعية يتحدثون بعد سرقة ونهب مئات المليارات من أموال الشعب الايراني تبديدها وجعل مصير الاجيال القادمة على کف عفريت؟
هذا الاعتراف الذي إضطر إليه خامنئي کما إضطر قبله للإعتراف بتنامي شعبية منظمة مجاهدي خلق وإقبال الشباب على الانضمام للمنظمة، إنما هو نتيجة الازمة الخانقة المستعصية التي يواجهها النظام ولايستطيع إيجاد أي حلول ولو جانبية لها وإن إزدياد سخط وغضب الشعب وتزايد الاحتجاجات الشعبية ونشاطات معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق وإزدياد العزلة الدولية للنظام، تجعل النظام في وضع وموقف صعب جدا حيث إن إحتمالات إندلاع الانتفاضة الکبرى العارمة والتي يحذر منها قادة النظام أنفسهم واردة کثيرا ولاسيما وإن الارضية والاجواء المناسبة لها مهيأة تماما، وفي ظل هکذا أوضاع وإحتمالات، فإنه يجب أن ننتظر المزيد والمزيد من التصريحات والاعترافات المشابهة لقادة النظام والتي يقرون فيها بأن النظام لم يقدم أي شئ لهذا الشعب طوال ال41 عاما الماضية لکي يمتصون غضبه ولکن لايعرفون بأن ذلك سيثير غضبه وسخطه أکثر على النظام ويوصله الى القناعة بأن إسقاط هذا النظام اليوم أفضل من الغد!

أحدث المقالات