19 ديسمبر، 2024 12:22 ص

الأبادة الجماعية والقتل المنهجي على أسس عرقية أو دينية واحدة من أهم مميزات الحياة الأمريكية وعنوانها الأكبر عبر التاريخ الأسود لهذا الكيان الذي شييد على جماجم الملاين من سكان أمريكا الأصلين (الهنود الحمر ) الذين قتلوهم وأبادوهم عن بكرة أبيهم بطرق ووسائل يندى لها جبين الأنسانية جمعاء ما أن وطأت اقدام البيض المستعمرين عام 1492 أراضي قارة أمريكا تحت ذريعة كونهم بدائيون ووحشيون ويشكلون عائق أمام تطور المجتمع المزمع تأسيسه أو بتبريرات دينية توراتية بأعتبارهم لا يعبدون الرب وهكذا استمرت سلسلة الجرائم المروعة بحق كل الأعراق والأجناس البشرية الأخرى فما أن أنتهوا من سلخ جلود الهنود والتمثيل بهم أستعبدوا الزنوج الأفارقة وروجوا لتجارتهم كعبيد حالهم في ذلك حال قطعان المواشي والحيوانات الأخرى وربما عوملت الحيوانات بشفقة ورحمة أكثر من تعاملهم مع السود .

أن جرائم الأبادة الجماعية والتطهير العرقي مخالفة للمادة 2 من أتفاقية منع جريمة الأبادة الجماعية المعتمدة من قبل الأمم المتحدة منذ عام 1948 وبموجب أتفاقية برقم 260 فضلاً عن أتفاقيات أخرى تمنع تجارة العبيد والأطفال وتجارة الرق الأبيض من النساء .

وبالرغم من مرور ستمائة سنة على قيام هذا الكيان الظالم وولادة أجيال تبعتها أجيال والمستجدات العالمية التي حدثت على صعيد العالم أجمع أبتداءً من الثورات السياسية أولها الثورة الفرنسية وما تلاها من ثورات ومروراً بالثورة الصناعية ونهضة أوربا الكبرى ووصولاً لمرحلة التطور الهائل وغير المسبوق في كل جوانب الحياة بعد الثورة التقنية والعلمية والمعلوماتية التي تحدث في وقتنا الراهن والتي أدت الى ذوبان الكثير من الحواجز بين الشعوب والأعراق بعد أن بات الوصول الى معتقدات وأفكار وفلسفات الأخرين لا يكلف سوى كبسة زر على جهاز حاسوب أوموبايل رغم كل ذلك لا يزال التمييز والتعامل على أساس العرق واللون في أكتساب الحقوق والحصول على فرص العمل والعيش بشكل طبيعي يهيمن ويتخلل جوانب الحياة الأمريكية التي يسمق فيها أعلى تمثال للحرية أو (أرض الأحرار ) كم يحلو لهم تسميتها …لقد أمتد هذا التمايز ليصل حتى للأوربين من أصول أيرلندية وبولونية وأيطالية بسبب معتقداتهم البروتستانية وبطبيعة الحال شمل التمييز المسلمون والأسيويون بشكل عام وهناك أحصائيات ودراسات وبحوث أجرتها مراكز ووكالات خبرية مشهورة مثل ABC NEWS أو YOU GOV/ECONOMIST عام 2017على أثر الصعود المتنامي لحركات ومنظمات اليمين في أوساط المجتمع الأمريكي وسيطرتها على مؤسسات الحكم والقرار وما دونالد ترامب ألا نموذجاً لهذة السيطرة فليس مستغرباً ما يحدث في شوارع المدن الأمريكية اليوم كردة فعل طبيعية للظلم والتعسف الذي يمارسه أفراد (الكوكلوس كلان ) الجدد المنظمة سيئة الصيت وذات التاريخ الدموي الحافل بجرائم القتل والحرق والأغتصاب …ولو شئنا الحديث عن جرائم أمريكا الخارجية بدايةً من اليابان مروراً بفيتنام وأفغانستان والعراق وسوريا وليبيا لطال بنا الحديث والمقال …بعد كل ذلك لا زال البعض يتشدق ويثرثر عن الحريات الوهمية الشكلية لحياة رعاة البقر .