أن المرحلة التي تمر بها مدن ( العراق اليوم ) هي من أسوء المراحل في تاريخ
( البلد ) واخص منها المحافظات الغربية السنية , حيث الفراغ السياسي والتدهورالامني وظهور العشائرية والقبلية وحالات التمزق والتفرقة والتهجير ومحاولة تقسيم هذه ( المحافظات ) الى مناطقية ,على أساس ( عشائري – قبلي ) تحت غطاء الفيدرالية والديمقراطية الجديدة , وأن قوى الشر الكبرى في العالم تدعي بان الحريات والحقوق لا يمكن صيانتها الا بتقسيم وتقطيع تلك ( المحافظات ) الى مناطق شتى وحسب الطوائف والمكاسب متجاهلة أن الوحدة الوطنية هي سمة المجتمعات السياسية الحديثة وتكالب الاعداء من الخارج والعملاء من الداخل لنهب وسرقة ثروات البلدان العربية والاسلامية , وتدمير المتتلكات واستشراء الفساد الاداري في أجهزة الدول المعنية , فالآمر خطير جداً يتطلب جهد وطني يستند الى رؤيا صائبة تتعامل مع الواقع ( العراقي – العربي – الاسلامي ) بكل تاريخة وحاضرة وبكل ثوابتة وخصوصياتة كوحدة واحدة متكاملة دوما محافظات تميز وأفضلية لواحدة على الاخرى وعلى ذلك فان المحافظات العراقية , ومن منا اليوم لم يسمع وير يوماً بعد يوم وفي كل لحظة ما يحدث في بلدي العراق .. من ممارسات لا تصل الى الإنسانية بشئ تقوم بها قوات ( الاحتلال ) تجاه هذا الشعب , ولا أدري كيف تفسر هذه القوات هذه الاعمال وان ديننا الاسلامي يدعو إلى الوحدة والاخوة والمحبة وينهي عن التفرق والتنافي والاختلاف والتناحر وقتل النفس ، حيث قال سبحانه وتعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) انه امرنا بالوحدة , لأن الوحدة قوة ولان في الوحدة عزة وكرامة , فما احلى التصافي والتصادق بين افراد الشعب , لان افراد الشعب هم جزء من هذه الامة فكلما وجدت هذه الوحدة بين افراد الشعب صارت قوية ومعززة ومكرمة , قلنا أننا خرجنا من حرب بشعة شرسة دخلت فيها كل فنون التفرق والتناحر والفتن ، واكلت المئات والالاف من خيرة شبابنا , وكانت في وقتها وسائل الود والوحدة والتلاحم والتعاطف في ما بيننا مفقودة كأننا نعيش في عصر الجاهلية ، نأكل الحرام ونأتي الفواحش ويقتل بعضنا الاخر , ونقطع الارحام وننسي الجوار ويأكل القوي منا الضعيف ونخون الامانة ونقذف المحصنات ونقول الزور كل هذه الحلقات كانت مفقودة حتي أصبحنا علي هذا الوضع السيئ الذي لا يسر عدوا ولا صديقا , فلو تمسكنا بديننا قليلاً لكان الوضع أكثر اماناً واستقراراً , فالعقيدة اساس الوحدة التي تجمع الشعب ، تحت رحمة الباري عز وجل والايمان بالتوحيد ، فرب واحد وكتاب واحد ودين واحد ونبي واحد وقران واحد وقبلة واحدة واسلام واحد فلا عنصرية ولا تفضيل الكبير على الصغير ولا الغني على الفقير ولا الابيض على الاسود ولا طائفة على اخرى ولا مذهب ولا عرقية على حساب الاخرى ( أن أكرمكم عند الله اتقاكم ) فيجب أن نكون سواء كنا أفرادا أم جماعات عند حسن الظن وأن نتمسك بالخلق الكريم , ونحب بعضنا الاخر, وأينما وجدت المحبة وجدت الوحدة أن الوحدة في الاسلام عزيزة عند الله وعند الرسول الكريم , ويجب على من بأيديهم أمور هذه الامة أن يحافظوا عليها ويمنعوها من التفرق والتنافر لأن أعداء الاسلام كثيرون ولا تعجبهم وحدتنا , بل اضطربت نفوسهم وتحركت مؤسساتهم وبدأوا يتآمرون ويسعون بكل الوسائل لاحباط تلك المساعي الرامية الى وحدة الشعب .. فأعداء الاسلام بصورة عامة يملكون من الوسائل ما لا يملكها أحد فهم أصحاب وكالات وقنوات فضائية واذاعات مسموعة ومرئية كثيرة اضافة الى الصحف والمجلات الفاضحة ويحرضون بعضنا على الكلام ويشيعون اشاعات كاذبة ومغريات حياتية كثيرة تسئ الى ديننا الحنيف والاتقاء من شر هذه الشائعات هو الابقاء على وحدة صفنا وكلمتنا فانها خير سلاح بوجه هذه التحديات , وكذلك اصلاح ذات البين والتعاون والبر والتقوى والايفاء بالعهد واللين والتسامح وتجنب كل الأسباب التي تؤدي الى تفرقة الشعب والتكبروتحقير الناس وايذائهم والسخرية منهم واجتناب سوء الظن والتجسس لصالح الكفر والالحاد , فاننا حتماً سننتصر باذن الله مادمنا نتمسك بالدين الاسلامي العظيم ونعالج الامور بالحكمة والموعظة الحسنة لكن القضية الاساسية التي يجب التركيزإليها هي أن تكون الوحدة الوطنية العراقية بمستوي طموح جميع العراقيين ولجميع الاطياف لأنها تعكس أيضاً التعاون بين الجميع من أجل الحفاظ على أمن وسلامة العراق لأن العراقي الآن غارق في المآسي منذ نصف قرن وهو يخوض حتى أنفه وحل الحروب والخوف والدماروالقلق وعدم الاستقرار.. وبعد الاحتلال زادت المعاناة وتضاعف الهم , فمن انعدام الامن الى غول البطالة المخيف الى الاعتقالات .. ودهم المنازل وقتل الاهل والولد الى تدمير البنى التحتية للمدن العراقية والمصالح وغلق أبواب الرزق وارتفاع الاسعار .. وتفشي الامراض.