صار لزاما ومع كل حدث عالمي مرعب أن تنتشر في مواقع التواصل ” شائعة ” أن مسلسل أفلام كارتون -عائلة سيمبسون- قد تنبأ بهذا الحدث قبل كذا سنة بإحدى حلقاته الـ 500 التي عرضت في 27 جزءا على مراحل طيلة سنوات ،والحقيقة أن هذا المسلسل الكارتوني المثير للجدل والدجل والذي ظهرت رسوماته أول مرة عام 1987 لعائلة مفترضة من أب وأم وثلاثة أطفال مع كلب وقطة ليعرض أول مرة عام 1989 بفكرة ورسومات صاغها الرسام الاميركي مات غرينينغ ، لم يتنبأ بشيء قط إطلاقا وإنما هي محاولات لربط كل حدث أميركي أو دولي مقلق مع حلقة من حلقات هذا المسلسل وقد تنطلي عليك الشائعة بداية الا أنك واذا ما تحققت من مجرياتها مليا فسرعان ما ستكتشف أنها قديمة وتحاكي حدثا ماضيا أو آنيا قد إستلهم مضمونه الرسام ليصنع منه حلقة جديدة في وقتها قد تتشابه مع أحداث مستقبلية لأن الأحداث تتكرر إجمالا ولطالما قيل وتبادرالى أسماعنا ،أن “التأريخ يعيد نفسه ” فعندما تكتب عن تظاهرة في أميركا مثلا بعيد قتل رجل أسود على يد رجل شرطة عنصري أبيض فهذه قد حدثت مرارا وتكرارا وعديد السود الذين قتلوا على يد رجال الشرطة البيض هناك بين 2016- 2017 فقط بلغ 233 زنجيا خلال عام واحد فقط تلت إحتجاجات كوبرنيكوس السابقة ،الا أن معظمها لم يصور وما صور منها إما كان لضحية مذنبة بحق وتستحق العقاب ما فوت فرصة التظاهر غضبا لأجلها ، وإما لأن الضحية كانت مظلومة فحدثت صدامات من جرائها هنا وهناك إلا أنها سرعان ما تمت السيطرة عليها على خلفية الشعور الوطني العام وجنوحهم للتهدئة ومحاولة الجميع درء الفتنة والحفاظ على الأجواء الديمقراطية وإرساء دعائم الوحدة المجتمعية بين المكونات والأديان والأعراق المختلفة هناك، بخلاف هذه المرة ذاك ان الرجل الضحية كان مظلوما 100% ولأن الجماهير تعاني حاليا حالة من الإحباط العام والاكتئاب الشديد والغضب العارم والقلق المستبد والخوف من المستقبل بسبب جائحة كورونا والحجرالصحي والحظر الشامل وفقدان الملايين لوظائفهم واغلاق كافة المؤسسات والشركات والنوادي والمولات والمطاعم والمتاحف والأسواق علاوة على المدارس والجامعات ، وإلغاء او تعليق جميع المهرجانات والكرنفالات والمسابقات والرحلات والسفريات وعدم تعويض المتضررين ماديا ومعنويا من جراء ذلك كله كما وعد الكذوب ترامب في خطاب سابق إضافة الى أن تصريحات المليارديراللعين العنصرية والطبقية المستمرة في كل خطاباته وتهديده بطرد المهاجرين والمقيمين بصورة شرعية أوغير شرعية وأزمته المستعرة والمفتعلة مع الصين وجاليتها الصفراء الكبيرة في اميركا ، كذلك ازمته مع المكسيك وذوي الاصول اللاتينية ،واحتقاره للعرب والمسلمين علانية وتصريحه بذلك غير مرة منذ توليه سدة الرئاسة والتي أججت بمجملها هذه الروح ثانية وأذكت الأحقاد العنصرية والطبقية والدينية على سواء حتى بلغت مبلغها الذي تفجر كالبركان الهائج بعيد مقتل جورج فولويد ولا ننسى دور الديمقراطيين في ذلك استعدادا للوثوب الى الرئاسة بعدما أخذها منهم ترامب غيلة بالتزوير بمساعدة الروس – على حد وصفهم – ولايفوتنا دور التقارير المرعبة عن حجم الاصابات والوفيات اليومية بكورونا (كوفيد – 19 ) وفشل ترامب وإدارته اليمينية المتطرفة الهزيلة – وكلها من التجار ورجال المال والاعمال – بالسيطرة على الأوضاع كليا وترويجه في كل خطاب ومؤتمر صحفي متلفز له للقاح مفترض لا اساس له من الصحة ، ناهيك عن مغامراته العسكرية الفاشلة في عموم الشرق الاوسط وتذبذب بياناته وتغريداته بشأنها والتي ينسف لاحقها سابقها – سأسحب جنودي من العراق وسورية وافغانستان لأنها تكلفنا كثيرا ولانها خطأ ستراتيجي وقعت به الادارات السابقة ، ثم وبعد يومين فقط ، سأرسل مزيدا من الجنود الى العراق وسورية وافغانستان ولن ننسحب من هناك ابدا ” وهكذا دواليك ، ولو كانت هذه الحادثة قد وقعت في زمن اوباما الزنجي الديمقراطي – وهو ألعن من ترامب الا أنه أقل حدة واكثر دهاءا وإتزانا في التصريحات والتغريدات – وفي غير زمن كورونا لمرت بسلام كلية ، اما عن أسباب ربط مسلسل عائلة سيمبسون مع كل حدث فيعود الى أن معد ورسام السلسلة مات غرينينغ ، رجل ماسوني قح و” ينتمي الى البنائين الاحرار ” واعتقد جازما أنه ومنظمته السرية يقف وراء هذا الربط المتتالي لترويج المسلسل ثانية وإعادته الى الواجهة مجددا وتحقيق مزيد من الارباح والشهرة والمشاهدة ، مات الماسوني هذا لم يتنبأ بشيء وإنما صاغ أهدافا ماسونية تتمنى تحقيقها مستقبلا على أرض الواقع لتبني عليها ما يحقق لها اهدافها من جهة، ويحاكى أحداثا ماضية أو آنية في وقته إحتمالية تكرارها وحدوثها مستقبلا بشكل أو بآخر وارد جدا بعيدا عن التنبؤات ، فعديد الافلام وعلى سبيل المثال التي تناولت إختطاف أو إغتيال الرئيس الامريكي أو اقتحام القصر الأبيض والسيطرة عليه بوجود رهائن داخله كثيرة جدا وكلها محاكاة وتوجسات مبنية على واقعة إغتيال الرئيس الاميركي الاسبق جون كنيدي عام 1963بعد أزمة خليج الخنازير في كوبا ولم يعرف قاتله الحقيقي الى يومنا هذا ، كذلك محاولة إغتيال الرئيس الاميركي الأسبق رونالد ريغان عام 1981سبقها جريمة إغتيال حدثت عام 1865 وأطاحت بالرئيس الأمريكي إبراهام لينكولن، أعقبها إغتيال الرئيس الاميركي جيمس أبرام غارفيلد،بإطلاق النارعليه عام 1881 ،تلاها إغتيال الرئيس الأميركي وليام ماكينلي ،عام 1901 بالرصاص ، أما في عام 1933 فتم إطلاق خمس رصاصات على الرئيس فرانكلين روزفلت من دون أن تقتله، ولو حدث أن أختطف رئيس اميركي أوأقتحم القصر الابيض مستقبلا فهذا ليس تنبؤا وإنما محاكاة لأفلام وسيناريوهات جاهزة مبنية على أحداث سابقة أو أمنيات لاحقة قدمت لعشاق المغامرات على طبق من ذهب لعل أحدهم ينفذها واقعا في – زمكان – معين ..بمعنى أن الماسونية العالمية تقدم لك الفكرة عن طريق فيلم او رواية أو مسلسل أو كارتون هكذا مسلفنة وجاهزة ومطبوخة على نار هادئة لتلهمك تطبيقها على أرض الواقع وقس على ذلك كل السيناريوهات بدءا من انتشار وباء وجائحة في مكان ما وإنتقاله الى بقية أرجاء الكرة الارضية مرورا بأحداث الحادي عشر من سبتمبر ، والحصول على اسلحة نووية كما روجتها هوليوود مرارا من قبل عصابات الجريمة المنظمة لتهديد العالم بها ، وصولا الى سيناريو إقتحام البيت الأبيض وإحتجاز الرئيس داخله وربما اغتياله ايضا ، حينها لاتقولوا تنبأ مسلسل ” سيمبسون ” بل توقع أو وضع سيناريو شجع بعضهم للقيام به حرفيا ، وشخصيا أتوقع إغتيال ترامب أو تعرضه لمثل هذه المحاولة ولو مسرحيا في القريب العاجل ، علما بأنني لست من عائلة سامبسون ولا من أقاربها ولا من عشاقها ولا من متابعيها إطلاقا !اودعناكم اغاتي