يعيش عمال البناء ظروف صعبة بسبب تداعيات كورونا حيث تشاهد يوميا العديد من هؤلاء العمال عند جامع أسامة بن زيد في منطقتي ” محتمياً من الشمس الحارقة بفروع الشجر مستندا على معوله، وممعنا النظر إلى الأرض تارة وإلى السماء تارة أخرى، ينتظر ، على أمل أن يمر من يطلب خدماته . غبار الشارع يغطي وجهوههم ومن حولهم فالإنتظار صعب وطويل لكنه الامل الوحيد ففي الخلف هناك اسرة تريد ضروريات الحياة وقد كانت المهنة السبيل الوحيد لتوفيرها دون ترك مدخرات فالمحصول هو ما يؤمن الحد الادنى من متطالبات الحياة ، انه واقع عمال اليومية والجميع “ينتظر الفرج”، ويتحركون كالسهام نحو أي زائر فبمجرد أن تقترب، يلتف حولك ما يزيد عن عشرين شخصاً من مختلف الأعمار، كان “مصطفى” يسند ظهره على جدار التي يستظل بها، ورفض الحديث إليَّ في البداية، لكنه سألني عندما علم أنني اعلامي : “هل الحكومة ستعطينا منحة كما سمعنا يا أستاذ ؟ ؟ومتى؟
مصطفى” وأقرانه يعملون في قطاع البناء، و السباكة لكنهم على استعداد لتقديم أي نوع من العمل البدني، وهم من بين العمالة غير المنتظمة في العراق ، والتي عانت الامرين بسبب الحظر , المفروض عليهم من طرف السلطات للوقاية من انتشار وباء كورونا
وانا اعود ادراجي ارتسمت يمخيلتي صورة تلك الاسرة التي تنتظر معيلها الذي رفض الاستسلام وهو يواجه المشقة والمنافسة وشح المصدر مع طول فترة الحظر وانعدام البدائل التي يعول عليها في تقديم الخبز وتتيح للامل ان يستمر وللحياة ان يتواصل تدفق نهرها الجارف
… كان الله في عون الجميع