بعد الضجة الاخيرة التي أثارتها أوساطا ومحافل سياسية وحقوقية دولية التي أعقبت إعتقال نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ل18 فردا إتهمتهم بالانضمام لمنظمة مجاهدي خلق والتعاون معها إستجابة للدعوة التي أطلقتها السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية والتي کما يبدو أحرجت النظام ولاسيما إن ذلك تزامن مع تزايد نشاطات معاقل الانتفاضة وشباب الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق، حيث إن النظام وفي غمرة قلقه وتوجسه من الدعم والمساندة الدولية للمنظمة وإقتران ذلك بتوسع شعبيتها فە داخل إيران بخورة مضطردة بإعتراف القادة والمسٶولون في النظام، فإنه ولکونه يعلم بأن مايواجهه حاليا من أوضاع متأزمة تشبه تماما تلك التي سبقت إنهيار وسقوط النظام الملکي السابق، فإنه وفي خطوة إحترازية بادر الى إطلاق حملة إعتقالات جديدة طالت أعدادا كبيرة من الشباب، وخاصة عوائل مجاهدي خلق وأنصارهم.
هذه الاعتقالات التي جرت في طهران ومشهد ونيشابور وكرمانشاه وسبزوار وأراك وكاشان وماهشهر وبوشهر ومرودشت وآمول والأهواز وأنديمشك ورشت وكاشان وبهبهان واصفهان وكركان وكرج وتبريز وشيراز بالتوازي مع إطلاق تحذيرات جمعيات ما تسمى ب«النجاة» التابعة للمخابرات الايرانية وداعميها خارج البلاد ضد المقاومة الإيرانية، وخلال هذه الاعتقالات، اقتحمت جماعات من قوات الحرس أو وزارة المخابرات أو أفراد أمنيين يرتدون ملابس مدنية منازل المواطنين أو أماكن العمل وإقتادوهم بعد ضربهم. كما صادرت القوات المهاجمة هواتف الضحايا وأجهزة الكمبيوتر والعديد من المقتنيات الشخصية والأشياء الثمينة. ويبدو واضحا بأن النظام وبعد إعتراف المرشد الاعلى للنظام نفسه بتوسع شعبية مجاهدي خلق يريد أن يفعل مابوسعه من أجل تحديد وتحجيم هذه الشعبية وهو نفس الشئ الذي قام به النظام الملکي السابق عنوة من أجل إيقاف زحف المنظمة بإتجاه قصر الشاه ولکن دون جدوى.
التحقيقات التي أجراها المحققون مع المعتقلين من أجل إستجوابهم والتي إصطبحت بالتعذيب الجسدي والنفسي کما أکد ذلك عدد من الذين نجوا وخرجوا سالمين من تلك الاستجوابات، حيث کان تركيز المحققين من أجل الحصول على معلومات عن منظمة مجاهدي خلق ومعاقل الانتفاضة واكتشاف العلاقة بين المعتقلين والمنظمة والبحث عن سبب ونوعية اجتذاب الشباب إلى المجاهدين. کما إنه وفي طهران وبحسب المعلومات الواردة، يقوم المحققون بمضايقة الشابات والفتيات المحتجزات والإساءة إليهن بأقذع الكلمات لممارسة التعذيب النفسي عليهن، بهدف تحطيم معنوياتهن وجرهن إلى إجراء عروض تلفزيونية في حين أظهرن مقاومة فريدة منن نوعها بوجههم ولم يرضخن لضغوطاتهم کما إنه وفي الوقت نفسه وبحسب معلومات من مصادر موثوقة من داخل إيران، فإن مخابرات النظام يقوم باتصالات هاتفية وإرسال رسائل تهديد واسعة النطاق، لخلق جو من الرعب في محاولة منها لمنع الشباب من التواصل مع منظمة مجاهدي خلق ومناصرتها. وهذا کله کما يبدو جليا دليل على إن النظام يتخوف من هذه المنظمة ومن نشاطاتها التي تسير بإتجاه إسقاط النظام ولذلك فإنه يقوم بکل شئ من أجل الحيلولة دون ذلك!