19 ديسمبر، 2024 1:00 ص

نحن و نتنياهو .. والخنوع العربي .!

نحن و نتنياهو .. والخنوع العربي .!

إذ ” وعلى مدارِ نحوِ اسبوع ” تتوالى وتتفاعل الأخبار عن الإعلان عن نية وتوجّه رئيس الوزراء الأسرائيلي بضم اجزاء من غور الأردن والضفة الغربية , وما حمله هذا القرار من بعض ردود الأفعال الدولية بدءاً من الأمين العام للأمم المتحدة ” انطونيو غوتيريس ” في ردّه على رسالة امين عام الجامعة العربية السيد احمد ابو الغيظ , ومروراً بمواقف فرنسا والمانيا وبعض الدول الأوربية الأخرى الرافضة لمشروع الأستيطان الأسرائيلي الجديد . وبغضّ النظر عن رسالة ابو الغيظ الى ” غوتيريس ” فلا يملك الأول من أمره إلاّ ان يبعث بهكذا رسالة , وكان من الأولى به أن يتحرّك على مستوى ملوك ورؤساء الدول العربية لإتخاذ موقف فعّال وحيوي ضد التوجّه الأسرائيلي .

ومع انفراط عقد وحبّات اتفاقية الدفاع العربي التي غزتها جيوش الغبار في الأرشيف السياسي العربي , وتحوّل هذه الأتفاقية الى ” الهجوم العربي المشترك ” في حرب 1991 ضد العراق وبتنسيقٍ مسلّح مع جيوش الروم والإفرنجة والأفارقة , بعكس ما كانت عليه الأمور قبل وبعد حرب عام 1967 حيث كانت تنعقد اجتماعاتٌ عجلى لوزراء الدفاع العرب ورؤساء الأركان لإتخاذ مواقف عسكرية مشتركة او ارسال قوات عربية الى دول المواجهة وما الى ذلك من الدعم اللوجستي العسكري وفق الإمكانات العسكرية العربية والدعم المالي الخليجي على الأقل .

هنالك صمتٌ عربيٌ الآن ودونما حياء , بينما بأمكان العرب ” أمام الجماهير على الأقل ” ارسال اسراب من المقاتلات والقاذفات الى الأردن لمواجهة دبلوماسية أمام ” بنيامين نتنياهو ” , بل بأمكان الزعماء العرب القيام بإنزال مظلّي واسع النطاق على حافّات وحدود الضفة الغربية قبل أن تمضغها تل ابيب , وبمقدور القوات الجوية العربية القيام بأنزالٍ محدود للدبابات والمدرعات من الجو وبأجراءٍ سريع وبموافقة اردنية ممكنة , وهذه الكلمات لا تتعدى الجانب الفني العسكري , فمحال تصوّر حدوث هكذا موقف عربي والأسباب معروفة ومحفوظة عن ظَهر قلب .. من جانبٍ آخر او من زاويةٍ اخرى فإذ مصر وسوريا والعراق يشكلون الثقل العسكري العربي على مدى الصراع العربي – الصهيوني , وقد غدت سوريا خارج المعادلة , ومصر مكبّلة بأتفاقية كامب ديفيد , والعراق منهمك في قتال الدواعش وفي الصراع على السلطة , ومع غيابٍ ملحوظ للأحزاب القومية العربية لتبنّي موقفٍ سياسيٍ جديد ضد اجراءات التطبيع والأتفاقيات غير المقدسة مع اسرائيل . فحتى الإعلام العربي فشل بأمتيازٍ من تعرية السياسة الأستيطانية الصهيونية في توسيع مستعمراتها داخل الأراضي الفلسطينية – الأردنية , بينما يقوم الأسرائيليون بالبناء الأفقي لمساكنهم المستحدثة والتي غالباً ما تتكوّن من طابقٍ واحد .! بدلاً من استخدام العمارات الشاهقة الأرتفاع التي تكفي المستوطنين داخل العمق الأسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد عامي 1948 وحتى 1967 .

من المفارقات أنّ الضفة الغربية كانت قد احتلتها اسرائيل بأكملها في حرب حزيران \ يونيو, ثم اعادت معظمها الى الأردن والتي تحوّلت الى منظمة التحرير الفلسطينية , وجرى منح الفلسطينيين الحكم الذاتي وتشكيل السلطة الفلسطينية منذ ايام الراحل ياسر عرفات , لكنّ نتنياهو ارتآى الآن اعادة احتلال اجزاءٍ منها مرةً اخرى ليس مستغلا وضع كورونا فحسب والضعف العربي وانما لإبعاد الأنظار وإشغال الرأي العام الأسرائيلي عن الأتهامات الموجهة له بالفساد المالي وتلقي الرشا , أما الآن فلو جرى احتلال كامل الضفة الغربية واكثر منها , فلا تغيّر في الموقف العربي وربما تخفّ حدة التصريحات الرنانة ايضا .!