علم الحديث ورجال الحديث هما العمود الفقري في معرفة السليم عن السقيم من السنة النبوية ، والتبحر فيهما يعني الدخول في منعطفات البعض منها صادمة والبعض الاخر لاتصل الى جواب ، فالصادمة تبقى تحت قاعدة رب مشهور لا اصل له ، وهنا يحاول رجال الصنعة ايجاد تبرير لهذا المشهور، الحكم على المشهور مناصفة بين الانتكاسة والكياسة ، فالانتكاسة عندما يهدم الحديث المقدس والكياسة عندما يقال قوة الحديث تجبر ضعف رجال السند وهنا دراسة جديدة في تفليس وتمحيص مفردات المتن والتي تعرض على القران الكريم مع الاخذ بنظر الاعتبار ما المترتب بعد تصديقه او ترقيعه او تكذيبه .
وتطورت الحياة واصبحت الكلمات تتناقلها الانامل على لوحة الكترونية والصور على برامج مونتاجية فيمكن ان تجعل القائل كاذب او صادق وتنسب ما لا ينسب وتنكر ما لا ينكر وبفضل هذه الادوات المونتاجية والفوتوشوب التي ابتكرها من لاعلاقة له بالدين الاسلامي لتقع بايد بعض منها ساذجة واغلبهم مسلمين وبعض منها خبيثة ومحترفة لدرجة انها شوهت الحقائق ، بل زد على ذلك انها بدات تزحف للتراث لتتلاعب به ايضا وتجعل الجيل الحاضر والمستقبل يشكك في تراثه بالرغم من ان هنالك رجال شرفاء من الغرب اقروا بالاعمال الخسيسة التي قامت بها حكوماتهم من اجل تحريف تراث الاسلام ، وهو امر وارد اذا ما علمنا ان الاستعمار والاحتلال عندما يحتل اي دولة اسلامية اول هدف لهم هو الاستحواذ على تراث واثار تلك البلدان وبالفعل اذا ما اراد المسلم ان يطلع على تراثه فليراجع متاحف ومكتبات الغرب ليجد ما يذهل العقل .
لقد تمَّ العبث بمصادر التراث العربي بعد خروج العرب المسلمين من الأندلس، فجرت عمليات نسخ وتزوير واسعة للمخطوطات الإسلامية، ثمَّ دست هذه المخطوطات المزورة في المكتبات العربية. وقد شاء الله سبحانه أن تفلت وثيقة تحكي قصّة هذا التزوير ألقى بها أحد النّساخ الذي حبسوا في إحدى قلاع الأديرة، وكلفوا بالنسخ التزويري بخطوط عربيّة للمخطوطات والكتب العربيّة، وكانوا من بعد انتهاء العملية يصفون جسديًا بالسم. حصل على هذه الوثيقة الأستاذ وليد الحجّار فضمّنها روايته المعروفة “رحلة النيلوفر أو آخر الأمويين”.
واما الحديث عن المفكرين الغربيين الذين يشهدون لعلو التراث الاسلامي وانه متفضل على الغرب فحدث بلا حرج فمنهم المفكر الفرنسي أناتول فرانس، جورج هرنشو، المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه، المؤرخ دوزي، غوستاف لوبون، بيير روسي ـ هنالك مسالة فيها غموض لماذا البعض يقال عنهم مؤرخ والبعض مستشرق مع العلم انهما درسا نفس الحضارة ـ .
اليوم وبعد ازدحام التكنلوجيا بادوات التزوير اصبح لزاما على من يخشى على تراثه التمعن والتضلع بهذه الادوات التي اصبحت هي المعيار لتنقيح تاريخنا الحاضر حتى لا يصل مزيف الى جيلنا المستقبلي ، وانا اتابع مواقع النت وخصوصا التواصل الاجتماعي واشاهد صور الفوتوشوب والافلام الممنتجة المزيفة كيف تتلاعب بعقول الشباب وتاخذ طريقها نحو التصديق لدرجة يصعب على القائمين على حماية التراث اقناع هؤلاء الشباب وكشف زيف الخبثاء .
ويبقى التراث القديم القران والسنة هما المعيار على اي حدث يحدث الى يوم الساعة مع الاخذ بنظر الاعتبار الامور المنطقية ضمن مساحة عقلية، بالامس استخدم معاوية بعض المحرفين والمتقولين على الاسلام واحدث شرخا في مصداقية نقل الخبر بل وعلى اثره اصبحت مذاهب وملل وتبادل الشتائم والتكذيب بسبب المدسوس والمحرف في التراث الاسلامي .
نعم الادلة الجنائية العالمية لا تاخذ بالصورة والصوت والافلام الفديوية كدليل قاطع او كما يقال في الاسلام بينة ولكن يؤخذ بها كعوامل مساعدة للوصول الى الحقيقة وهي بين هذا وذاك تخلق ثقافة مشوشة ومربكة لهذا الجيل الذي باسرع من البرق يصدق الكذبة ويكذب الصدق .
يتلاعبون بعقول الشباب وبعد ما تتحقق غايتهم يقرون بان ما قالوه او عرضوه هو كذبة وتصبح هذه الفبركة حدث في التاريخ تشتت العقول مستقبلا بين مكذب ومصدق اي تكذيب الخبر او تصديق المعترف .
التوثيق بالكتابة فقط اليوم نعم اليوم بالرغم من كثرة الاجهزة الحاسوبية للكتابة لا يمكن لمن يرجو الصدق الا وان يعتمد عليها ، بالامس اليهود يجولون في اسواق الدول الاسلامية وفي مكتباتها وحتى اسواق الهرج لشراء التراث والاهم المخطوطات وذلك للاستفادة منها او لحجبها او لتحريفها ، اليوم نحن بايدينا نسلمهم افعالنا واقوالنا اليوم التي ستصبح تراث غدا عبر الانترنيت لكي يتلاعبوا بها على راحتهم ويزيفوا ما يروق لهم، وها انتم تتابعون عبر الفضائيات الاكاذيب من حيث خبر لا وجود له او خبر صحيح يجعلوه كذب والتنقيح سيكون الكتروني وكيف بنا ونحن لسنا ضليعين بالالكترون ؟