19 ديسمبر، 2024 2:45 ص

نصيحة الى السيد خالد بتال وزير التخطيط

نصيحة الى السيد خالد بتال وزير التخطيط

تفاجأت كثيرا بحديث النائبة ميثاق ابراهيم حول وزير التخطيط الجديد السيد بتال الذي اتهمته النائبة بأنه لم يعقد أي اجتماع مع لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية ولم يكلف نفسه للقاء أحد اعضاء اللجنة المكلفة بمتابعة المشروع الوطني لتشغيل الشباب, وطالبته بأن يعتذر عنه وإحالته إلى وزارة أخرى إذ لم يكن قادرا على تنفيذ هذا المشروع, وهي محقة تماما بطرحها كون الشباب الذي قدم كل هذه التضحيات لا بد له في النهاية من الحصول على مشاريع تشغيلية تقضي على البطالة وتفتح لهم ابواب المستقبل, ولكن الوزير الجديد الذي يفترض انه اتى تلبية لحراك شبابي كبير, بدا لي وهو يلتقي بممثلي النقابات العمالية والمهنية في العراق كأنه ضائع في الاجتماع ولا يعرف ما المطلوب منه, فهو لا يملك اي تصور لأهمية العمل النقابي والمهني وغير مدرك لحجم مسؤوليته الجديدة, وهو يفتقر للمعلومات الدقيقة بما يدور حوله مما يدلل على انه أتى وفق مبدأ المحاصصة الحزبية والطائفية, هذا المبدأ الذي يبدو أنه صار ماركة مسجله باسم الاحزاب العراقية, وقلت من يكون الوزير الجديد يا ترى؟ وما هي خلفيته؟ خاصة وأننا لم نسمع به من قبل, ولأنني أكتب الحقائق بكل موضوعية في عملي فقد رحت اجمع كل المعلومات الدقيقة من اوثق المصادر, وتفاجأت حينما علمت أنه كان ضابطا سابقا في الجيش المنحل وهو ما يمنعه من تسلم اي مسؤولية في الدولة!!.
وكما تعلمنا من نظريات الاعلام ان نبحث دائما عن الحقيقة ونتحرى المصداقية, وان نستقي احيانا معلوماتنا من خلال ما يصرح به المسؤول نفسه, ومما وثقته في دفتر ملاحظاتي بعد مراجعة دقيقة لكل كلمة وردت في لقاءاته الاخيرة ومن خلال المقربين الذين عملوا معه, ان المزاجية والعصبية والقبلية طغت في تصريحاته وعمله, وبدا لي انه لم يكن يعي الفرق بين الحياة المدنية وبين الحياة العسكرية بسبب خلفيته في الجيش المنحل, وهذه مشكلة قديمة لطالما عانت منها الدولة العراقية, ولهذا السبب فقد اصطدم الرجل عدة مرات مع الكثير من موظفي الجامعة بشكل غير محمود, والحقيقة لما راجعت المشاريع الهندسية في البلد والانبار بشكل خاص لم اجد اسمه من بين المشرفين عليها, والكل أشار الى ان كل البنايات الانيقة والشوارع الجميلة في الجامعة قد تمت في عهد رئيس الجامعة الاسبق خليل الدليمي.
ولكي لا اظلم احدا بكلامي فقد وسعت مديات بحثي في كل الاتجاهات فتبين ان اغلب اساتذة الجامعة وموظفيها يتحاشون الدخول في نقاش معه, بل ان بعضهم امتنع عن النقاش معي حول الرجل, وبعد الحاح مني اشاروا الى ان طباعه الحادة الفظة هي السبب في تجنبهم الالتقاء به, وهو مولع بحب الظهور امام الكاميرات فكان يحتكر لنفسه كل اللقاءات الاعلامية, ويكفي ان تشاهد عدد شهر تموز من جريدة صروح الخاصة بجامعة الانبار لسنة 2019 لتتأكد من هذا الكلام, فالجريدة تتكون من ثمان صفحات حملت في صفحتها الاولى اربع صور ملونة للدكتور بتال كونه رئيس الجامعة بينما احتلت احدى عشرة صورة له الصفحة الثانية, والثالثة ضمت ثمان صور له ايضا, أي ان الجريدة احتوت على ثلاث وعشرين صورة بمختلف الاحجام والالوان احتلت الصفحات الثلاث الاولى !!, بينما ضم نفس العدد من الجريدة ثلاثة عشر خبرا خاصا به كان عنوانها الرئيس وبالخط العريض هو عبارة : السيد رئيس جامعة الانبار……….. !!,.
ألم يكن من المفروض ان ينشر اخبار نشاطاته بموضوع واحد وبجانبه صورة له, أم انه الشغف بحب الظهور؟.
وبعد التمعن في منشوراته و بدا لي ان السيد بتال مصاب بمرض داء العظمة ؟, فقد كان يكتب اسمه متبوعا باسم جده مضافا اليه ( ال التعريف) فيكتبه النجم لا نجم هكذا( خالد النجم) دون ان يكتب اسم والده (بتال), مقلدا صدام الذي كان يكتب اسمه (صدام المجيد)!!.
ومن اسوأ الاخطاء التي وقع فيها هو منشوره الشهير حينما دافع عن عميد احدى الكليات من المتهمين بسرقة بحوث علمية من قبل تدريسي اخر من نفس الكلية, والغريب انه عاقب الاستاذ الذي اكتشف السرقة العلمية!!.
وقد انتبهت الى ملاحظة مزعجة وانا اراجع خطاباته والكتب التي يحررها, وهي افراطه باستخدام لغة التلويح بالعقوبات وبطريقة مكشوفة, وقد عرف عنه باحتفاظه لملفات وهمية بالوان مختلفة يضعها في ادراج مكتبه يهدد بها كل من يعترض على قراراته المرتجلة التي تفوح منها رائحة التسلط, والجميع يعترف بفظاظة اسلوبه وعدم تمكنه من لغة الحوار اللائقة لرجل بمنصبه, وهو ما اتضح بإحدى اللقاءات الجامعية عندما صرخ بوجه اساتذة الجامعة (من يتكلم منكم سأخرجه الى خارج القاعة), ومما يؤخذ عليه قيامه بوضع اليد على درجة وظيفية كانت قد اعلنت عنها كلية العلوم التطبيقية تحديدا من خريجي الكيمياء والفيزياء, ليعطيها الى نسيبه بالرغم من انه خريج كلية العلوم الاسلامية!!, ولم يكتفي بذلك بل قام بتنصيب عديله مديرا لمركز الدراسات الاستراتيجية في مركز الجامعة.
نصيحتي مخلصا للسيد وزير التخطيط ان يتأنى قبل كل خطوة يخطوها وان يتقبل النصح وان يتعلم لغة التحاور الهادئ بعيدا عن التشنج والتشدد عملا بما جاء في القران الكريم ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)).
أتمنى له التوفيق وان لا يكرر اخطاء الماضي لان الخطأ الان سيكون جسيما ولعله ينجح في ما فشل غيره بتحقيقه.

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات