” … أعدت نشر تهنئة عيد سنة 2015 لأن لا حال تبدل نحو الأفضل في عيد الفطر لسنة 2020 ”
” ترددت في تجاوز تبريكات العيد و كل ما يعمر الكون محزن و مخز اخره جائحة تنقرض فيها الإنسانية و لا درس للعبرة استخلص…
بل كل ما تقترفه الإنسانية تتصدع له الأرض والسموات و يهتز له عرش الرحمن و عرش ما تبقى من الكرامة الإنسانية على الأرض…
و الأكثر خزيا و حزنا حال المسلمين باعتبارهم منارات هدى و رحمة و نور للإنسانية جمعاء…
فها هو التخلف الاقتصادي والعسكري والعلمي والتقني والثقافي و الفكري والفساد الإداري والمالي و السياسي ينخر كينوناتهم التي تفتت وهي تنقسم يوما بعد يوم…
كيف و غرداية في الجزائر بالأمس جريحة (يومذاك منذ أربع سنوات و الجرح لا زال يدمي ) و حال الجزائر اليوم من حيث الانسان و المجتمع و الحكم و المدرسة و المعرفة و الجامعة والاقتصاد و العدالة و الصحة و التنمية و الحريات و رامة الإنسان و مكانة النخب و علاقات افراد المجتمع بعضهم ببعض و التراحم و التكافل محزن جدا هو حال كل الامة الإسلامية …
والمسلمون في ” بورما ” يذبحون من غير رأفة ولا شفقة و ببربرية في عهد تقول الإنسانية أنها بلغت شأوا من الوعي الحضاري و الإنساني يموتون مع موت الضمير العالمي الإنساني…
وتدك غزة بالصواريخ ولا ساكن يتحرك و تجوع و تذبح فلسطين و تباع قضيتها والعرب يشاركون …
ويموت الناس في العراق الشقيق وليبيا وسوريا ومصر وتدك اليمن دكا ليموت الطفل والشاب والكهل و الشيخ على يد مسلمين و عرب…
و تحاصر إيران المكافحة و المصابرة و تحرم من المساعدات الكافية في هذه الجائحة و تهدد لبنان و تفتت العراق و تدمر سوريا و ليبيا و اليمن كما أسلفت الذكر…
و يتناحر الشيعة و السنة و يتلاعنون و هم أمة واحدة…
و يغرد الغرب فتولد على يديه بشواربها ” داعش” جسم غريب فتسقط نخبنا العربية في لعبة الغرب الهيمني جلدا لذاتها و دينها و قيمها من غير رحمة…
و تنقسم النخب المثقفة المستقيلة عن واقعها المأسوي كل يغني ليلاه ويعتبر أن الخلاص بين يديه على مسطور يقرأ تراثا جاثما بمنظومته النصوصية المتماسكة القوية المتمنعة على كل فهم خارج نسقها بحصن حصين و كل ابتكار و ابداع و لو منافح عن قيم السماء في كينونتها الأرضية و كل اثراء مجرم محاصر أصحابه …
فما العمل هذه نخبة ” أركونية ” و الأخرى ” فوكوية ” و غيرها “دريدية ” و تلك “طهائية ” و أخرى “شحرورية ” و منها ” ريكورية ” و “هايدغرية ” و ” نيتشوية… ”
و هذا يفكك و ذاك يؤول و الاخر يفسر و بعضهم يحلل و شيخ رأى في الحداثة خلاصا و الخروج من التخلف في إباحة الخمر و الزنا و القبلة و العري و الإفطار جهرا و ال‘نقلاب على قيمنا في نظامنا التربوي المدمر…
حداثة من ذيلها لا من رأسها و من خلال محاسنها و اسلام مشوه الأفهام أو الفهوم فإلى أين المفر…
واخر يرى مبارزة الله الغائب فيزيقيا فهو لا يجسد و الحاضر في المخيال الجمعي لأمتنا فيعلن كفره وبالسب والشتم والسخرية من المقدسات و استفزاز الضمير الجماعي …
فيثور ضده حراس الله و الدين باسم الله لتكفيره فينطق الحداثيون زعما و انتسابا ” لا للقمع ” و ” نعم لحرية الاعتقاد ” و لو بسب المقدسات و السخرية منها و لو كانت من مكونات الهوية والمخيال الجمعي…
و يتنامى النقاش بعيدا عن قضايا التخلف البنيوي و المزمن في أمتنا و طبيعة الحكم و الديمقراطية و استقلال النخب المثقفة عن هيمنات الإدارة و سبل التعايش و فهوم متنورة غير مبالغة في التحلل من طبيعتها الهووية أو الهوياتية…
أي انقسام هذا وأي فتنة كقطع الليل المظلم…
تناحر بين الأنفس بالسلاح وتقاتل وبغي وسفك للدماء وتناحر خارج أسوار الاختلاف بل خلاف كلامي لفظي عنيف يمتد فينا ليصنع الموت والتلاعن و الفرقة و النزاع بيننا…
و ” إرهاب ” ركب على مقاس الأمة العربية التي قيل لها سبب إرهابك الشيخان ” البخاري” و “مسلم” و نظامك التربوي و ايات الجهاد في القران …
ولهو و حديث فارغ و لغو و كلام ” فاضي” و وهابية و طرقية و إخوانية و علمانية و ليبرالية و يسارية و قومية و فرنكوفيلية و أنجلوفيلية…
و خيانات و وطنيات شوفينية تتناحر بعضها مع بعض و بعضها مع الله و بعضها مع المساجد وبعضها مع الإلحاد و الضلال و كل له شبح يطارده و قرين من الإنس يريد الانتقام منه و التخلص من وجوده و نفيه…
لك الله يا أمة عربية وإسلامية بكل قومياتها و ألسنها تجلد نفسها من غير رحمة بدل نقدها لذاتها…
لك الله يا أمة جريحة مقسمة مفتونة منهكة ” تعبانة ” مأزومة مهزومة…
لك الله يا أمة العرب والمسلمين بكل قومياتهم و أعراقهم…
بأي عيد يا عيد عدت نقصانا من الأعمار و نقصانا في وعينا الجمعي و نقصانا في الحرمات (بيت المقدس يضيع ) و مكة المكرمة و الحرمين بلا امام حرمين تحت وصاية الامريكان…
و نقصانا في الإيمان المنير و المستقيم و نقصانا في العقل المتبصر و نقصانا في الإدراك و نقصانا في العرفان و في الميزان و نقصانا في رشد الحكام و نقصانا في حب الله…
أي عيد نسعد فيه إلا بمعجزة منك يا رب و برحمة من عندك يا أرحم الراحمين…
نخب يلطخ سمعتها أعشار متعلمين وشيوخ جهالة ودكاترة جامعات لا هم لهم إلا تسويق ذواتهم و شهواتهم و رجال تربية بوعي منقوص و نخب و نشطاء سياسيين بان و تجلى جشعهم و و تعطشهم للسلطة و النفوذ و أنظمة و سلط فاسدة مستبدة…
إننا ندعوه و نرجوه و نتوسل له ربنا سبحانه العلي القدير أن يجعل من هذا العيد نافذة نطل بها على الخير و بابا من أبواب رحماته الواسعة و يرفع عنا الوباء و البلاء…
… لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
تقبل الله منا و منكم الصيام و الطاعات أمين…
حفظ الله الإنسانية من كل سوء وحفظ الله المسلمين و حفظ الله الجزائر و الجزائريين…
وجعل الله جميع المسلمين نموذجا للقوة والعلم والانسانية من غير بطش وظلم وعدوان وحليفهم النصر من غير طغيان…
وحفظ دمائهم وصان أعراضهم وحد كلمتهم وعافانا وأهالينا وشفانا وشفى مرضانا وقضى حوائجنا وأصلح ذريتنا و حفظها من كل سوء…
وفك أسرانا وحرر أوطاننا ولم شملنا عائلات وأفراد وأرحام وأنساب وأحباب وإخوان في الله وفي الإنسانية…
و لم شمل ” السنة ” و “الشيعة ” و أبعد عنهم الغلاة و هداهم إلى الاعتدال و أعتقهم من خطابات اللعنة على الصحابة و التكفير والتفسيق
اللهم وحد صفوفهم واجمع كلمتهم عربا و فرسا و أتراكا و اكرادا و دروزا و اسيويين و مغربا عربيا و مشرقا و جزائريين و مسيحيين عرب و أهل اديان تؤمن بالله خالقا فالايمان مهدد في وجوده…
و كل المذاهب صوفية و أهل عرفان و إخوان و أهل سياسة و عقلانيين و حداثيين و تنويريين و تقليديين و محافظين ميثاقهم الحوار و الاختلاف والتراحم…
لا مذهب يعلو إلا مذهب الإسلام الكوني الإنساني المنعتق من كل أشكال الإستلاب و الإرتهان…
اللهم اجمع أهل الوطن الواحد على القضايا الكبرى لوطنهم يتعايشون على ميثاق إنساني و احد علمانيين و إسلاميين فوق كل النزعات الفكرانية و احتكاما لايات الفرز الديمقراطي الحر و النزيه …
و ابعد عنهم سوء الحكام و اهد حكامهم و كف أيديهم عن مال الأمة و ثرواتها البشرية و المادية و اعصمنا من كل فتنة خارجية و داخلية و حرر الكفاءات الوطنية و اجعلها تفيد البلاد و العباد-امين-…
تقبل الله منا و منكم أجمعين…
عيد مبارك علينا و على كل المسلمين و حفظ الله الجزائر من كل سوء و جمع بين أفرادها على اختلاف رؤاهم امين…