نادر ما تجد شخصيات سياسية تتحدث بكل وضوح وصراحة تامة عن الوضع العام في العراق ، النائب زياد الجنابي بكل شجاعة تحدث بألم ووجع عراقي اصيل عن الضيم والجراح التي أصابت الشعب نتيجة السياسات الخاطئة وفقدان التخطيط وسيطرة الحيتان على مقدرات الشعب ، ربما نصل الخنجر بدأ يغرز بظهر من يمتلك الحمية والغيرة على شعبه ، صرخة حق أطلقها الجنابي ( الحيتان تبتلع العراق ) مخاطبا مجلس النواب ،لنتكاتف ونضع حدا لهذه الفوضى أحسست من خلال المقطع الذي تم نشره ان الامور اصبحت خارج السيطرة وان الشمس بدأت تغيب تدريجيا عن العراق ، اي ظلام دامس مر علينا واي رجالا انتم يا من تسمون انفسكم بممثلي الشعب ، البلد يغرق وانتم تتفرجون ومشغولون بتقسيم الغنائم وتوزيع الارباح ، البلد يمر هذه الأيام بفترة عصيبة وأزمة اقتصادية خانقة والحكومة مطالبة بتوفير الرواتب والغذاء والدواء والخدمات الأخرى إضافة إلى جائحة كورونا التي أدت إلى أن تتوقف أغلب الأعمال مما نتج عنه اختناق كبير للمواطن بعد أن ضاقت به كل السبل ، الانفجار الذي أحدثه الجنابي في مجلس النواب هي رسالة اخيرة لمن يريد أن يصحح ويعدل المسار السياسي والاقتصادي وفي كل مجالات الحياة ، نعم أيها السادة غاب عنكم حر الصيف وبرد الشتاء ، غاب عنكم الجوع والعوز والبكاء ، غاب عنكم كل شئ فمن السهل أن يغيب عنكم العراق وشعبه باوجاعه وجراحه وصوته الذي اوصلكم إلى ما انتم فيه الان ، نحمد الله أن قواتنا المسلحة ورجال الحشد بعيدا عن مزايدتكم فهولاء الرجال ، الرجال الذين نجحوا في دق مسمار نعش الارهاب وتغنى الشعب ببطولاتهم سيبقون الدرع الحصين ومن خلفهم شعبنا الجريح، نحتاج اليوم إلى صرخات وليس صرخة واحدة كما أطلقها النائب الجنابي تحت قبة البرلمان ، نحتاج إلى شرفاء يضعون الشعب في حدقات عيونهم ويمسحون من على أكتافه كل سنوات العجاف ، نحتاج إلى مطرا يغسل ذنوبكم ويجفف حصاد السنين المر والمتعب ونزرع بدلا عنه الحب والسلام والامان ، اما انت يا زياد فكنت فارسا في صولتك هذه التي ارعبتهم وبدأت قصصهم الملفقة بحقك تغزو مواقع التواصل الاجتماعي ، فما دمت واثقا انك على حق فلا تخف ، فهذا الطريق موحش طريق الحق كما قالها سيد البلغاء الإمام علي ابن ابي طالب عليه السلام .