لا عذر على الإطلاق لمن يفسد ، ولا مبرر على الإطلاق لمن يسرق المال العام او يتلاعب به ، والأمر في بلدنا صار كما يقول المثل الشعبي بلا ملح ،، نعم بلا طعم ولا ملح،، والغريب ان هناك الكثير ممن ينخرط في الفساد ، وهذا دليل على انحدار اجتماعي لا تفسير له غير ضعف النفس وقلة الوعي والوطنية ، كل يوم نكتشف حالة فساد وفي كل مرافق الدولة مما يشير إلى أن مجتمعنا في العموم بدأ يتراجع بفعل سؤ نوايا الكثير جدا من افراده ، والسبب هو السكوت ، سكوت الأب على سلوك ابنه المشين وهو يأتي بالمختلس الى الدار او عدم اعتراض الأم على أفعال ولدها او ربما تشجعه ، او ان الزوجة تتضامن مع زوجها المحمل بالمال الحرام تباشير وجهها تعمل على دفعه للتواصل مع الرذيلة .
ان قبول مجتمعنا بما كان محرما صار عاملا على تخريب الذات بوسائل نرجسية يرتادها الفاسدون ليعملوا على تدمير البلد من خلال كل هذه الأفعال الشائنة التى فتحت ابواب عراقنا الذي كان عصيا على أعتى المخابرات الاجنبية فتحت الباب للصهيونية والإرهاب وبات كل منهما يؤدي دوره المطلوب ، وصار حكام بغداد عمي عن كل هذه الحقائق بفعل انغماسهم بلذة المردود السهل والمال الحرام ، وصارت الدولة بكل أجهزتها بحاجة الى منقذ لا رئيس حكومة متقلب تارة نحو اليمين وتارة نحو الوسطية المدمرة .
ان اليسار في العراق مطالب اليوم لتوحيد صفوفه وإعاقة ما يصنعه الفساد ، وإلا فإن العراق سيتم احتلاله من جديد ، وعلى الفاسدين التراجع أمام الانهيار الذي يصاب به البلد لأنهم في النهاية هم اول الضحايا….