عودنا المسؤولون العراقيون باطلاق التصريحات النارية بعد كل انهيار أمني يشهده العراق … وكالعادة تحميل التكفيريين والبعث الصدامي المسؤولية … حتى خيل لنا ان هولاء البعثيين والتكفيرين اشباح او ارواح لايمكن رؤيتها بالعين المجردة تنفذ عمليات القتل والتفجير دون ان تترك اي اثر .
وبعدها تطلق الدولة البوليسية العنان للسوات المسلحة لتقوم بصولاتها الخائبة على نساء واطفال وشيوخ الشعب المغلوب على امره وبالتالي مزيد من المعاناة والحقد والكراهية ومشاعر الانتقام .
ولم يدرك هؤلاء المسؤولون – بعد هذه السنوات الطويلة – بان الامن ليس توجيه تهم وشتائم أو انفعالات طائفية أو اعتقالات عشوائية ، وليس بوجود هذه السيطرات التي تخنق الناس او الحواجز الكونكريتية والسواتر الترابية . انما الامن هو عملية مترابطة الاطراف .. هو مسؤولية جماعية بين المواطنين والحكومة… هو احساس الفرد بانه جزء من هذا البلد له حقوق وعليه واجبات .. فلا يتوفر امن في ظل غياب العدالة الاجتماعية ووجود الظلم والتهميش … لان عندما يتولد الاحساس بالظلم يبدأ الشعور بالانتقام … والنتيجة اشباح من البعثيين الصداميين والتكفيريين .
اذن … ما نحتاجه اليوم ليس زيادة في الاجراءات الامنية العقيمة او التخصيصات المالية المهدورة .. او الاعتقالات والمداهمات مانحتاجه هو نوايا صادقة … مانحتاجه هو الشعور بالمسؤولية والانتماء والعدالة .. فالعراقيون يتقاسمون اليوم الشعور بالظلم والقهر والقتل في الرمادي وصلاح الدين والموصل وديالى وبابل والناصرية والبصرة وغيرها من مدن ومحافظات العراق.
مانحتاجه اليوم بصراحة ” تغيير جذري ” لاننا بعد عشر سنوات اكتشفنا اننا نسير الى الهاوية .