استنفرت امريكا وفرنسا وتركيا والعديد من الدول الأوربية والعربية قدراتها وتعبئة أجوائها وإعلامها في جاهزية عالية للبدء بشن هجوم جوي وضربات عقابية ضد نظام الأسد ، جراء استخدام سلاح الكيمياوي ضد شعبه .
في هذا الخضم وترقب أصوات هدير الطائرات والمأساة التي سوف تترشح عن مجزرة قتل دمشق وإغتيال نظام الأسد الدموي ، يطلع نوري المالكي ب (مبادرة ) لن يصغي لها أحد ..!
الطغاة المتسلحون بالكيمياوي والجرثومي والأسلحة الفتاكة ، لاتقدر على اسقاطهم سوى امريكا والدول الأكبر طغياناً ..! وهكذا سقط الطغاة العرب صدام والقذافي والأسد لاحقاً .
تقول تجارب التاريخ ان الخطوات الأولى التي ترسم طريق الإستبداد والطغيان ، تنطلق من شعور الحاكم بأنه يملك الحكمة المتعالية والكمال المطلق حتى يبدأ بإسداء النصائح للآخرين ، بينما الخراب والفساد ينخر بحكومته المتعفنة .
مبادرة نوري المالكي تأتي وفق هذه المعادلة ، فالكلام الذي قاله المالكي يعبر عن ضعف الإدراك وعدم استيعاب زمن إطلاقه ، فلات وقت مبادرات بينما الصواريخ تتأهب للإطلاق ، والدماء تسيح في كل مكان من أرض الشام .
كان الأجدر بالأخ المالكي ان يجتهد بتقديم المبادرات لحل أزمته القائمة منذ سنتين ..!
الأزمات السياسية والخدمية أشبه بالمنتوجات الفاسدة ، والهروب منها لايعفي منتجيها عن الملاحقة القانونية والأخلاقية ، وإذ يندد المالكي بالحرب بما يشبه الدفاع عن نظام الأسد ، عليه ان يتذكر بان الدور الأمريكي هو الذي جاء به الى سدة الحكم بعد اسقاط الدكتاتور صدام .
واليوم إذ يعيد إنتاج ذات الدور للدكتاتور المقبور فأن قوانين التغيير متحركة ولن تجمد أبدأ حتى وان لاذ بالرضا الأمريكي او غيره ، وفر نصائحك لبلادك وأزماتك وتذكر ان المتغيرات دائمة والإستبداد زائل عزيزي ابو اسراء …!
[email protected]