من الامور المسلم بها بان نوعية القياده السياسيه لاى دوله لها اهميه كبيره فى تحديد مسيرتها السياسيه والتنمويه فى تفاعلها العضوى الحى مع الشروط الموضوعيه التى تحيط بها ومع قواها الذاتيه من ماديه ونوعية والوعى الذاتى والوعى المجتمعى., وكما يقول لينين- السياسة اولا- يعنى بذلك, ان القيادة اولا, لانها سوف تضع خريطة الطريق وتضع الاولويات وترسم الخطوات للوصول الى الاهداف المنشوده, بعد دراسه وتقييم الاوضاع الراهنه.
ان الازمه العراقيه الطاحنه المتعددة الاطراف والمستويات: الدوله على حافة الانهيار, النفط الذى هو المورد المالى الرئيسى قد فقد فاعليته لانخفاض اسعاره واغراقه للسواق العالميه مما عمل على انخفاض اسعاره بشكل كبير, وكما تشير التقارير الى عدم وجود مؤشرات لارتفاع فى الاسعار على المدى المتوسط. ان الميزانيه العامه المصممه فى العام الماضى صممت فى حالة الاسترخاء وايام الخير الدائم عام 2019 على اساس سعر البرميل بـ 50 دولار تقريبا ولكن هذا التوقع, وهذه الوصفه لم يعد لها مكان فى الحسابات الاقتصاديه وغير معده للعمل. كما ان الاعمال معطله ونسبه عاليه من العاطلين عن العمل ونسبة اخرى غير صغيره تعتاش على ما تحصل علية من عملها اليومى, ثم جاءت الرياح, كما هو معهود على خلاف ما يشتهى الربان, كارثه الكورونا التى عطلت النشاط البشرى جملة وتفصيلا وعالميا ايضا, وليس اخيراالصراع والاتفاقات المحاصصيه التى تشل حركة البلد وتجره الى حافة الهاويه. واخيرا اتفقت كتل المحاصصه شكليا على امل ان يفرضوا تصوراتهم وحقوقهم لاحقا, ومن يدرى ماهى مفردات الاتفاق على ترشيح السيد الكاظمى لرئاسة الوزاره والتصويت عليه فى المجلس النيابى.
ان السيد الكاظمى كرئيس للوزراء فى وضع لايحسد عليه وهو يستلم البلد فى اوضاع صعبه وشديدة التعقيد, واعلن المنهج الوزارى الذى لاريب فيه ويتفق معه شرائح عريضه من المجتمع, ولكن بالرغم من ضروره النقاط التى وردت فى المنهج الا ان هناك ضرورات وقضايا اكثر ضروره واكثر الحاحا, وهنا يطرح السؤال نفسه حول البدايه ومن اين سوف يبدأ السيد رئيس الوزراء بالعمل ليؤكد للشعب انه يشعر بهم وبمعاناتهم والعراق كوطن وهويه !! من التجارب التاريخيه ما قام به الجنرال ديغول بعد الحرب العالميه الثانيه وضروره اعادة بناء فرنسا ثانيه واعدادها للنصف الثانى من القرن العشرين وتطوير قدراتها التنافسيه فى السوق العالميه. قام الجنرال بأستدعاء وزيره شومان وعرض له تصوراته المستقبليه حول فرنسا, واعطاه صلاحيات كبيره ودعم كبير وعلية ان يقدم اسلوب العمل والجماعات التى سوف يعمل معها ويرى فيها الكفاءه والامانه والاخلاص, وجرت بعد فترة زمنيه لقاءات مع الجنرال حيث يقدم شومان تقريرا عن ما توصل الية المستشارون. ان الحنرال لم يتدخل فى عملهم وكان يؤكد انه رجل عسكرى وانتم اكثر منى فهما فى مثل هذه القضايا. قدم المستشارون دراستهم وكان تتضمن ليس اعادة واحياء الصناعه فحسب, وانما الى تكنولوجيا حديثه, القطارات السريعه جدا, الطيران المدنى, الكونكورد, الطاقه الذريه واستخداماتها السلميه, بالاضافه الى الصناعات الحربيه. كان الجنرال ديغول حكيما وسياسيا بارعا حينما كلف المختصين بما يختصون به ويجدون العمل فيه.وكانت النتيجه رائعى وضعت فرنسا كدولة عظمى. فى اوضاعنا الحاليه يستطيع السيد الكاظمى ان يكون رجل دوله ويتجاوز الذين يريدون الايقاع به وتقديمه كمعوق لا يقوى على السير مستقلا بدون رعايتهم.على اسيد الكاظمى ان يشكل لجنه عالية المستوى من شخصيات وطنيه يشهد لهم التاريخ الوطنى بالمكانه والقدره والكفتءه والاخلاص, من اجل ان يقدموا له خطة عامه تشكل اطار عمل عام وخطط نوعية تفصليه حول قضايا محدده ويحدد بدايه العمل بها وسقفها الزمنى. ان القضايا المحيطه بنا ملحه جدا, ولكن قضية الميزانيه مثلا, التى تحمل اسئلة كثيره ويقوم عليها تحريك سوق العمل, ولكن هل يمكن ان تبقى على هذا التضخم الرهيب والاستمرار فى الاساتدانه دون التفكير الجدى بما يمكن حذفة وتاجله واعادة النظر فى حقول اخرى. لقد شبعنا من العمل الارتجالى الفردى والمحاصصى قد قاد بنا الى هذا الوضع المتردى والذى لايمكن السكوت عليه والاستمرار فيه. ان السيد رئيس الوزراء بحكم عمله السابق يعلم جيدا ابعاد الحراك الشعبى وهؤلاء الشباب سوف يكونوا معك عندما تكون معهم وتحقق بعض مطاليبهم الملحه. اننا لا نفرض على السيد رئيس الوزراء القيام بخطوات واجراءات عاجله وانما ان تكون محدده هادفه وفاعله وتعطيل الكثير من اللامعقول والخرافى وما يردد وتتهم به حكومة المحاصصه, بان كل شىء ممكن فى العراق.
كان انقلاب تموز 1968 بداية لانطلاق عهد جديد بالحكم الدكتاتورى القائم على الاجهزة الامنيه والمخابراتيه التى تعتمد المناطقيه والطائفيه. وجاءت عملية تأميم النفط خطوة مباركه فى استرداد الثروة الوطنيه وفتح افاق جديده للبناء والتعمير والمستقبل, الا ان القيادة السياسيه لم تكن بمستوى الحدث, خاصه انعكاس هذا النجاح على وعى القيادة التى اصابها الغرور والتى تصورت بامكانيه قواها الذاتيه على تجاوز التحديات العالميه. هذا ينطبق بشكل خاص ومباشر على شخص صدام حسين الذى اسس منذ البدايه لتكوين قاعدته الامنيه والتابعين له من القيادات الحزبيه ولم يقوى الرئيس احمد حسن البكر على مجاراته وكان لابد ان يحسم القرار بينهما والذى كانت نتيجته لصالح صدام حسين, وبهذا تبدأ الماسى والكوارث التى سوف تحمل نوعية جديده. كان الارهاب والاعتقال وتصفية المعارضين يوميات اعتياديه لنظام صدام حسين واجهزته الامنيه, بما فى ذلك من تكتم الافواه والعبث بكرامه الانسان وسحقه وسلب قوة الارادته وجعله اداة طيعه لما تقوم به الحكومه و حتى انه كان يقوم شخصيا بتنفيذ عمليات تنفيذ احكام القتل شخصيا بامكانيه تجاوز التحديات بنجاح وامكانية فرض رواهم السياسيه والاقتصاديه