الجميع بات يدرك ان الذي لا يستطيع ان يحل مشاكله الخاصة فلن يستطيع ان يحل مشاكل هذا الوطن , والذي يعجز عن تحديث منظوماته فسيكون عاجزا بكل تأكيد عن تحديث منظومات الوطن ومؤسساته, ومن لا يهتم بمسؤولياته لا يسمع صوت المواطن ونداء مرجعياته , المرجعية الدينية جسر ممتد الى جذور التاريخ العراقي وبوصلة لبناء المستقبل , وأخذت دورها في في تشخيص الخلل والدفاع عن حقوق المواطنين , ولم تكون وجود طاريء , واي شعب يفتقد الجذور ويفتقد البوصلة فهو شعب ضائع تتلاعب به الامواج وتضرب بثناياه الرياح ومصيره التحطم على صخور الزمن ، تمتلك السلطة المعنوية التي لا تنقطع في زمن او مرحلة ولا تؤخذ من حكومة او دولة , زرعت في العقول وجبلت عليها الأنفس , وبالرغم من هذه القوة والتاثير وآلت على نفسها ان تتعالى على الرد على الاصوات النكرة التي تحاول الإنتقاص منها , من موقع الابوة والرعاية للأبناء الضالين وتدعو لهم بالهداية والرشاد . حينما نتسأل من أين تنطلق في دفاعها عن حقوق المواطن وألحاحها على ذلك , هل من دورها الديني أم من منطلق أخر ؟ , فقد حصلت على الثقة والأستقطاب والقبول والتأثير في كل الطوائف , وتملك الدقة والعمق والقدرة على تشخيص المصالح والمفاسد وما يضر الشعب والعملية السياسية وكيفية بناء المستقبل , لم تتحرك بدوافع دنيوية لمكاسب خاصة إنما انطلق من دوافع ألهية وأنسانية وإنها تتكلم بضمير الجماهير النقي الوطني , وفي الفترة الأخيرة إرتفعت وتيرة التحذير للسلطات الحكومية التشريعية منها والتنفيذية , وإختلفت ردود الأفعال السياسية الرافضة لصوتها , لوجود الظواهر المستشرية دون حلول وشكل خطر كبير , إنتشارللفساد وسوء استخدام السلطة وتردي الأمن وحصاد الأرواح والبطالة المتفشيةونقص الخدمات , ووجود الطبقية المتسببة من سوء الأدارة, برواتب فاحشة على حساب الأرامل والأيتام والمتقاعدين , ومحاولات الأستحواذ على السلطة والتفرد , وتفاوت كبير في رواتب الموظفين بين الوزرات ومع المسؤولين , فهي تمثل حق طبيعي لما تملك من رصيد وثقة وطاعة ومحبة وإنقياد من المجتمع, وكان لها الدور في دفع الناخبين للمشاركة , ومن طبيعة تمثيلها المواطن وشعبيتها العالية وأمتلاك القدرة على التأثير , ففي كل المفاهيم الدستورية والعقلية المفروض لكلامها أذان صاغية لكونها تنطلق من جانب وطني وتمثيل شعبي , البعض يحاول إبعاد دور المرجعية عن الساحة السياسية والإجتماعية , لكونه لا يؤمن بالدين مع السياسة , وهذا ما ولد خلط الاوراق وسوء فهم , فلم تطالب بفرض العبادات على الساسة وتحديد هوياتهم الفرعية , أنما عبرت عن طيف واسع من المجتمع , وقوة في الرأي العام وومثلة تنطق بصوته , وأي قوة تمتلك جماهير ليس بالضرورة ان تشارك في المناصب الحكومية وهذا لا ينفي الوجود والتمثيل , وبذلك تكون ممثل للقيم والمقدسات وحق المواطنة في التعبير عن رأيها , الفشل الحكومي الكبير والسقطات التي أرتكبها الساسة جعل منه يرفضون كلام العقل والمواطن وتغيبت ضمائرهم , تمكن الفساد من السيطرة على أفكارهم , لا يسمعون صوت مواطن مستغيث من استهتار بالقيم الانسانية والاخلاقية والواجبات الوطنية , فقدوا الغيرة والشهامة والحمية والحرص وتحمل المسؤولية , والأمم تتطور بالشعوب والشعوب تتطور بالتيارات السياسية , ولكن من الظاهر ان بعض التيارات السياسية تلالأ بريق السلطة في عيونهم وأعماها عن النظر الى حقوق مواطنيها .