اكبر المشاكل الاعلامية حين يعمل الاعلامي في وظيفة الثقافة التي تحتاج الى معرفة كون ومهنية كونهما مرتكزات الاعلام الفكري للإعلامي والصحفي هما اساس الارتكاز في العمل الصحفي ..كون هذه الوظيفة من مقوماتها مهمة التسلح بالثقافة والعقلية الفكرية الثقافية .
نقطة أخرى اكثر اهمية ان يكون المتحدث في اجهزة الاعلام والتواصل الاجتماعي ذو حصيلة مهنية يمكن ان يبدع من خلالها باختصاصه . وهذا مع الاسف منحسر في وسائل الاعلام .
هناك فرق ان يجلس شخص خلف الكيبور ويكتب للعامة , ومقدم برامج يتصور انه يعرف كل العلوم والثقافات يتحدث عما يخطر في باله .. هذا جعل الاعلام يقبع في ذيل الاعلام العربي في العصر الحديث . اذكر لك مثالا..
كنت اكتب لإحدى ألاذعات الإسلامية , يذيعون اغلب ما اكتب لهم . اتصلوا بي يوما للاشتراك في مسابقة ..وقتها فوجئت بسؤال عن ( المشاريع الاقتصادية السياحية الناجحة في بحر قزوين ) !!! بالمقابل ذكر صديق اعلامي انه اتصلت به قناة الجزيرة في قطر قبل الموعد بأسبوعين وعرضوا عليه موضوع نقاش المواد القانونية في الدستور العراقي حول اقليم البصرة .. الندوة كانت لساعة واحدة تم التهيؤ لها قبل أسبوعين .
في توثيق برنامج حول إسقاط نظام صدام حسين , يتم الاتصال بضباط كبار عراقيين في الاردن او تركيا او دبي , ويتم تسهيل سفرهم الى قطر ,تعطى فترة للضيف بمراجعة افكاره وجمع معلومات ترفد الموضوع الذي سيتحدث به . اما عندنا .!!.
غالبا يتصلون من قناة معينة قبل تقديم البرنامج على الهواء بساعة .والمشكلة انك تدخل الأستوديو وانت لا تعرف نوع الأسئلة ,ولا ترى مقدم الندوة الا من خلال ظهوره على الشاشة .. وأتذكر في عام 2012 استدعتني قناة فضائية في مناسبة وفاة الزهراء .(ع). مقدمة البرنامج وظيفتها مذيعة أخبار ..فاجأتني بسؤال ( كيف يمكن للمرأة العراقية ان تكون مثل فاطمة الزهراء ..؟!!!!!).
في شهر رجب عام 2020 استضافوني في مناسبة شهادة الأمام موسى بن جعفر (ع) ضيفان من بغداد أطباء كبار مدراء ذو مناصب معروفة .. وأنا من البصرة , تم تقديم البرامج والمانشيت حول الإمام المسجون موسى بن جعفر(ع) .
ولكني صدمت ان الحديث تركز على انتشار مرض كورونا وكيفية التصدي لانتشاره وهل هناك طرق لإيجاد عقار للحد منه .. أي ثقافة هذه ..؟
وفي ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان 1441 الموافق الخميس 14/5/2020 تم الاتصال بي من بغداد للحضور فورا الى أستوديو القناة الفلانية ,كان الاتصال الساعة الحادية عشر والنصف .. سالت المتصل . ما هي محاور النقاش في البرنامج .. رد قائلا , بخصوص شهادة امير المؤمنين (ع) .
اعتذرت بسبب منع التجول في هذه الساعة كوني لا احمل هوية تسمح بالتجول .. قالوا سنرسل لك احد الإعلاميين بسيارته .. وفعلا دخلت الأستوديو .كانت الندوة تبث على الهواء . كان ضيفي الحلقة في الأستوديو من بغداد أستاذ جامعة وعضوة برلمان . هذا غير مهم .
ولكن وجدت مقدم البرنامج يلح على تشريع القوانين بخصوص المرأة العراقية وما قدم البرلمان من قوانين للمرأة . .. كلما حاولت ان ابين راي القران وكيفية معاملة المراة من قبل الرسول (ص) وشخصية الامام علي (ع) وجدت المقدم سامحه الله يقاطعني ربما بدون قصد ويجعلني لا اكمل المطلب . رغم ان ضيوفه يشيدون بما أقول .. ولكن همه ان يتكلم عن القوانين التشريعية اكثر من كلامه عن شخصية الأمام (ع) في ليلة استشهاده .صراحة ظننت أني في برنامج الكاميرا الخفية . أعزائي القراء (( الحياة اختصاص ومن خلاله يكون الابداع .))