منذ ظهور الإسلام ونزول الوحي وتأسيس الدولة الاسلامية الكبرى التي كادت أن تشمل العالم المعمور على الكرة الأرضية كلها ، لم يكن هنالك ما يسمى ( برجال الدين ) لكن كان السائد في ذلك الوقت هو مصطلح ( العلماء ) الذين واكبوا الإسلام من نزول الوحي وبداية
الدعوة الإسلامية ، فلا رجال دين في هذا الدين الحنيف ولم يعرف أهله هذا المصطلح ، كان عمل ( العلماء ) او ( العالم ) في الإسلام رجل تخصص في العلوم الدينية او الشرعية ، لينقل علمه الي الناس ليعرفوا دينهم ويعملوا باحكامهُ ، أما ( رجال الدين ) في النهاية بشر بوعي او بلا وعي ، عينهُ على الجاه ، وعينه الأخرى على المال ، ينساب لمصلحته في تحقيق ذاته سواء في خدع نفسه او خدع جماهيره ، وهم يطلقون عبارات عواهنها قد تعجب الجمهور لكنها لا تمثل الحقيقة ، وهم الذين اراقوا ماء وجه الإسلام في الأوان الاخيرة ، مصطلح ( رجال الدين ) لا يمت إلى الدين باي صلة كانت ، وهو من صنع وإنتاج الغرب المسيحي الكافر ، ونوثق كلامنا هذا بحديث للإمام الصادق (ع) عن رجال الدين ، جاء في رواية للشيخ المفيد عن سدير الصيرفي مطولة إلى أن قال ( و ويل لأهل العراق من اهل الري و ويل لهم ثم ويل لهم من « الثط » ، قال سدير : فقلت : يا مولاي من الثط ؟ ، قال : قوم آذانهم كاذان الفأر صغرا لباسهم الحديد كلامهم ككلام الشياطين صغار الحدق مرد جرد استعيذوا بالله من شرهم أولئك يفتح الله على أيديهم الدين ويكونون سبباً لامرنا .
المصدر : الامالي ، للشيخ المفيد ، المجلس السابع ، ص ٦٤-٦٥ .
كلامهم ككلام الشياطين : اي أنهم يخدعون البشرية لأنهم يجيدون فن الكلام الساحر .
اولئك يفتح الله على أيديهم الدين ويكونون سبباً لامرنا : من جانب هذه النقطة فهي من الأمور الغيبية ، وكيف يتم الفتح للقائد الميمون ، نتركها للمستقبل ، ولا يمكن توضيح في مثل هكذا امؤر حتى وان كنا ندركها ، ولا يمكن المساس او العب بالتخطيط الالهي الذي سوف يقضي عليهم بضربة معنوية واحدة ، تقلب الأرض فيهم اعلاها اسفلها ، وتدمر عرؤشهم التي بنيت على شعارات مزيفة ، التي يدعون بها الدفاع عن دين محمد (ص) ، والاخذ بالثائر ، لكن دائماً يحصلُ العكس تماماً، ختاماً أسأل الله ان يحفظ الإسلام والعلماء من شر ما يسمون برجال الدين ، و استعيذوا بالله منهم . انتهى