ما العمل؟؟
قال بيريه قبل ثلاثة ارباع القرن تقريبا (( لا سوق اليوم الا السوق الشامل)) والسوق بالتشديد هي الستراتيجية باللغة العربية وبالتالي لا يمكن اليوم فصل السوق الشامل عن السوق العسكري او الاقتصادي مثلا حيث قال ميكيا فيلي قبل قرون خمس (( اذا اردت ان تحارب فلا تنظر الى كم لديك من جند وسلاح بل انظر الى كم في خزائنك من ذهب )) وأولويات المعركة كما نعلم لا يعلوها شيء ولذلك قال هوشي منه ((كل شيء من اجل المعركة .
سأحاول التركيز بشدة على الجانب العسكري في مواجهة داعش كلما امكن ذلك .
ينبغي قيام مجلس الوزراء برسم الستراتيجية الشاملة كل اربعة سنوات وقيام وزارة الدفاع برسم الستراتيجية العسكرية وبالتالي وضع العقيدة العسكرية للجيش العراقي والتي لا علاقة لها بالمفهوم المجرد لكلمة (عقيدة) كما يتصور الكثيرون فالعقيدة العسكرية تجيب على اسئلة كثيرة (كيف يكون هيكل الجيش ، كيف يتدرب ، كيف يتسلح ، كيف يقاتل)) .
اعادة تنظيم القوات المسلحة وكالآتي :-
ترشيق وزارة الدفاع وإلغاء قيادة القوات البرية كونها حلقة زائدة وقيادات القوات الزائدة وكمبدأ لا داعي لوجود قيادة قوات لا تقود ثلاثة فرق على الاقل فالفيلق الاول عندما تشكل اعطي مسؤولية المحافظات الشمالية وكركوك وصلاح الدين والآن قيادة لصلاح الدين وقيادة لسامراء ، وبالتالي نحتاج الى اربعة قيادات قوات والباقي يتم الغاؤه ، وإلغاء بعض الفرق للاستفادة منها في اكمال الفرق الناقصة فلا يمكن الاعتماد على فرقة تعمل بنصف ملاكها والمجازين عادة نصف الموجود فتكون القوة القتالية عاملة ب 25% وهنا تعد الفرقة ساقطة عسكريا ومشلولة، ولم نذكر الفضائيين والمحظوظين
التدريب يعني الكفاءة ويعني الضبط ويعني اللياقة البدنية وقدرة التحمل ونعتقد انه لم يحرم جيشا من التدريب كجيشنا ، ولعله من المفيد القول ان الحروب ليست مبررا لإيقافه بشكل كامل .
قالت غولدا مائير ((تمكنت من تحجيم دور (المخربين) الفلسطينيين بسلاحين هما المعلومات والسمتيات)) وداعش كتنظيم دولي يتطلب معلومات دولية وبالتالي فأن الحاجة قائمة الى استخبارات التحالف الدولي ضد داعش وطيرانه الى اجل مسمى . اما ان تتجول الهمرات في الصحارى لتدمر مظافة او كدس عتاد فهذا امر هامشي او مكمل للأدوار اعلاه ، فضلا عن انه غير مناسب بحساب الكلفة والتأثير
هناك شيء اسمه سياقات العمل الثابتة وهناك الاوامر الثابتة ولعل ما ينبغي اجراؤه حتما هو جعل اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها جزءا منها (( يمنع الهجوم (قصفا بالقنابل) على هدف عسكري يقع في / او بالقرب من المناطق المأهولة بالسكان )) كي لا تتكرر مآسي الانبار والموصل .
عدم اشراك اية قطعة لا ترتبط بالقائد العام في اي اشتباك مع داعش أما الحشد الشعبي فينبغي ان يعمل ليس بالتنسيق مع القطعات العسكرية وإنما يكون بالأمرة وحسب مستوى القطعة الحشدية فالتنسيق والتعاون لم نجده قادرا على تحقيق شيء ليس الآن بل حتى في الحرب مع ايران وأمريكا ((إِذَا خَرَجَ ثَلَاثَةٌ فِي سَفَرٍ فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ.)) رواه أبو داود … وهذا ما يقترب من حقيقة الفتوى الجهادية (( تطوعوا في القوات الأمنية )) .
قال الفريق اول الركن سلطان هاشم الخبير الاول في حرب العصابات في الشرق الاوسط حيث قضى خدمته في الشمال من آمر فصيل حتى قائد فيلق عدا فترات بسيطة (( كلما نحن متحركون فأن البيش مركة تتوقف وعندما نتوقف تنشط من جديد )) وهذا لا يعني ما نقوم به حاليا بل ننشط بعملية الاستخبارات واستخدام الاقمار الصناعية وكافة الاسلحة الجوية للرصد والاستطلاع وتأتي مرحلة التصدي جوا وبرا .
( الاقتصاد بالجهد ) مبدأ من مبادئ الحرب وينبغي ان لا نكرر الاعداد الفلكية من القنابل التي وصلت من احد الاطراف في الموصل القديمة الى 50 الف قذيفة يوميا ، وهذا يشمل الجولات الصحراوية البرية التي اشرنا اليها ، ويشمل المبدأ تقليل التضحيات الى ادنى حد ممكن .
تجانس القطعات مبدأ من مبادئ الحرب ايضا ولا يجوز ان يكون في مكيشيفة مثلا قطعة مشاة وقطعة مغاوير وقطعة شرطة اتحادية وقطعة حشد شعبي وقطعة حشد عشائري وغيرها وكأننا نلعب لعبة المخلوط السحري وهذا ما يخل بمبدأ ( وحدة القيادة) مما يقودنا للتفكير بإلغاء الشرطة الاتحادية وتحويلها الى فرق جيش . كي على الاقل لا تدخل وزارتين معركة واحدة الداخلية والدفاع ومعها جهاز مكافحة الارهاب الذي هو مستقل عن الدفاع بدون مبرر منطقي
العراق اليوم موضع دفاعي ضد داعش ، واعتقد ان ضيقي التفكير فقط هم الذين يفكرون بمسك كل شيء في الموضع الدفاعي فالذي ينبغي فعله هو مسك النقاط المهمة بأحكام وعلى طريقة (جزر المقاومة) وهذا بتقديري المتواضع ما لا بد منه كون ستراتيجية داعش اليوم هي انهاك واستنزاف والانتشار ينهك ويوقع الخسائر بقواتنا .
قد تكون كل الظروف التي مرت تتقبل عدم مساهمة الجميع ، او تتقبل تهميش مجموعة معينة او ظلم اخرى ، او قطع ارزاق اخرى ، او تعملق مجموعة على اخرى.. الا هذا الظرف لأننا قد نواجه العالم كله كما واجهنا العالم كله في العدوان الامريكي الاول وربعه في العدوان الثاني وينبغي لنا السير بمسارات متعددة اولهما السعي للحياد الايجابي والتمسك به كمخرج للخلاص من شر مستطير في الصراع الامريكي الايراني ، والثاني ان نتهيأ لداعش ليس بتهيئة الاسلحة والاعتدة بل بثقافة الحب بيننا.. ثقافة المواطنة وليس ثقافة الشيعة والسنة وألا فسوف لن يبقى شيعة ولا سنة والبناء والاعمار والمصالحة والعدالة ، والفساد على اثر ذلك سيموت بلا جهد لأنه سيكون يتيما بلا اب ولا ام .. أي بلا محاصصة وطائفية وحقد اعمى وقوانين عدالة انتقامية .. كل ذلك ينبغي ان يحصل قبل وقوع الواقعة ، وما ادراك ما الواقعة . فلنبدأ