23 ديسمبر، 2024 6:58 م

لطالما قالوا هنا وهناك أن الدراما العراقية فقدت بريقها وبدأت بالانطفاء بسبب عدم تسليطها الضوء على أهم ما يجري في المجتمع العراقي, لا أريد أن أضع جميع الأعمال العراقية في بوابة العدم, ولكن لن أتحدث ألا عن كمامات وطن, العمل الدرامي العراقي الذي خط اسمه في تاريخ الدراما العراقية ودخل قلوب العراقيين والأحرار من اسما آيات الواقعية والشجن العراقي الحقيقي.

في حلقة الطابق 15 الذي تحدث عن ثورة أكتوبر العظيمة وما جرى على شباننا الثائرين, من قمع مفرط وقتل دامي ووحشي يندى له جبين الإنسانية, وبما خلفته حكومة عادل عبد المهدي هذه الحكومة الوحشية, من دمار وقتل وأذى لثوار الانتفاضة العظيمة,

سلطت هذه الحلقة كل طاقتها وواقعيتها وحبكتها واحترافها, على إحداث الثورة, ونقلت بكل مصداقية وحرفية ما عاناه الشباب العراقي المنتفض من حب للعراق وإرادة صادقة للعيش بحرية وكرامة, حيث كان الدور الأبرز في هذا العمل للفنان العراقي الكبير اياد راضي, وكيف عاش دور الطبيب الثائر الذي رفض العنف وتوجه لمساندة إخوته في ساحات الشرف والكرامة, وبالتالي تأتيه قنبلة غازية تستقر في رأسه ليرتقي شهيدا مع شهداء الثورة الخالدة, وبعدها تقع احداث جسر السنك لتواصل روحه وارواح الشهداء التواجد مع من بقي من الاحرار ليستشهد شقيقه ايضا في تلك الاحداث, وبالتالي يلتقي بشقيقه في عالم الارواح ليقول بكل حزن وشجن كلمة لا يلتسع بنارها الا الامهات الثكلوات والحبيبات العاشقات بكلمة يقشعر لها البدن وهي تصف ما سيكون حال الثاكلات ( أويلي عيلج يمة)

بكل صدق وبكل أنصاف كمية الفرح والحزن ارتبطت معا بما يقدمه اياد راضي وزملائه من فن هادف يرتبط بمعاناة الشعب العراقي الجريح الذي ما زال شبانه الأحرار يحلمون ويرددون

( نريد وطن)