بُخطى ثابته وبصمت مذهل فاق المتوقع” يدل فعلاً على أنه رجل مخابراتي استطاع المكلف الثالث” أن يخوض مباحثة المارثونية بشكل أمني متقن متكتماً على مصادرة بعيداُ عن جعجعة الإعلام والتصريحات النارية التي لا تسمن ولا تغني من جوع مستفيدا كثيرا من جائحة كورونا وصمت الشارع المنتفض الذي بات همة أن تنتهي ازمة كورونا اكثر من اهتمامه بشيء آخر!
ليحقق فيها نصراً كان صعباً على أن يحققه غيرة! فعلى عكس المكلفين الذين سبقوه والذين كانت حظوظهم متفاوتة أو بمعنى آخر أنهم كانوا مجرد ظاهرة صوتية! لا يتقنون فن الإقناع او يفتقدون لعنصر المباغتة فالحرب سجال!!
أو أريد لهم ذلك السيناريو الفاشل ليأتي من بعدهم المكلف الثالث ويجد الطريق معبداً له بالزهور وقد فرش له البساط الاحمر نحو قصر السلام. ليمكث هذه المرة طويلاً ولن يكون مجرد ضيف بل سيكون هو صاحب الدار! وان كان البعض لا يجدون في المكلف الثالث أي شي يميزه عن الذين سبقوه لان الجميع مؤمن بأن طريق الوصول إلى قصر السلام يتطلب التوزيع العادل للكعكة على الشركاء بشكل متساوي دون أن يبقى من القسمة شي إذن بماذا اختلف الكاظمي عن غيرة! فبدأ من تكليفه المختلف و الذي حضرة قادة الرعيل الأول من الكتل السياسية الحاكمة والمختلفة في الأيديولوجيات إضافة إلى حضور ممثلة الامم المتحدة بلا سخارت على عكس التكاليف الخجولة التي جرت على من سبقة هذا داخلي اما خارجي من خلال رسائل الاطمئنان التي حصل عليها الكاظمي من قبل طهران وواشنطن معا” وهذا أمر جيد بطبيعة الحال أن يتفقوا على هذا المكلف! إضافة إلى الدول العربية ايضا كونهم يرون فيه مقومات النجاح لأنه على إطلاع تام بخفايا العملية السياسية ومطلع على جميع الملفات السياسية فوق الطاولة وتحتها ولكن هذا الصورة الايجابية تقابلها أيضا عدة تحديات تنتظر حكومته ومنها ملف موقف العراق من الحرب المؤجلة بين واشنطن وطهران والوضع الاقتصادي بعد جائحة كورونا فضلاً عن ملفات سياسية مهمة ومعقدة كملف العلاقة مع كردستان وتوزيع الثروات وحصر السلاح بيد الدولة وكيفية إذابة الجليد في ملف الحشد الشعبي الذي يرى فيه البعض استهداف لهم وازاحة هذا الهواجس وغيرها ليست بالأمر الهين ولكن هنالك ثمة من يرى أن الكاظمي بتراسه أعلى منصبا أمنيا ولأكبر جهاز في البلد يجعل من مهتمة ايسر فالبعض لا يفهم إلا بمبدأ لي الاذرع وأخر لا يعرف إلا لغة الأرقام والكمشونات واخرون لا يتقنون إلا فن العمالة للاجنبي وكل من هؤلاء وضع له استراتيجية للتعامل معه وفق متبناة وهذا لا يعني أن الجميع يرفع القبعة للكاظمي فهنالك فصيل مسلح يتهم الكاظمي بالتخطيط والتواطؤ في عملية اغتيال سليماني المهندس وقد يؤدي إلى خلط الأوراق واثارة القلاقل في طريق الكاظمي ولانعلم أن كان التقارب مع واشنطن سينعكس سلبا ام إيجابا على الكاظمي ولكن على الأرض يبدو أن الجميع بات ينتظر ساعة الحسم .إذا ما علمنا بأن النائب الأول لرئيس مجلس النواب حسن الكعبي بدأ فعلا بمناقشة ملف المنهاج الحكومي للكاظمي في إشارة واضحة إلى القبول الضمني بالحكومة التي هي قاب قوسين او أدنى من الولادة قبل عيد الفطر !!!