17 نوفمبر، 2024 5:49 م
Search
Close this search box.

الدراما العربية في رمضان

الدراما العربية في رمضان

رمضان هذه المرة في ظل جائحة الكورونا زاخر بالبرامج والمسلسلات والأعمال الدرامية المتنوعة على شاشات الفضائيات العربية، لكن الغالبية منها مسلسلات سخيفة تافهة هابطة ورديئة، ونحن الذين نعاني القهر السياسي والطبقي والاقتصادي لسنا بحاجة لهذا الهراء الممجوج المطروق، ولمثل هذه المواقف والاجندات السياسية التي تتناولها وتطرحها.

فهذه المسلسلات تستهدف كي وتزييف الوعي العربي وتشويه الذوق العام وتزييف التاريخ، والانتقاص من الكفاح والنضال التحرري البطولي الفلسطيني، وتسييد فكر انهزامي وثقافة جديدة، وخلق ذائقة هابطة ورديئة للمشاهدين العرب، واشغالهم في مشاهدة ومتابعة مسلسلات بعيدة عن واقعنا وهمومنا اليومية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.

فقناة ال. ام بي سي ارتأت أن تقدم للمشاهد العربي مسلسل ” أم هارون “، الذي يعج بتزييف الحقائق والوقائع والأحداث التاريخية، والهدف واضح وهو الترويج لأفكار انهزامية استسلامية وبث روح اليأس والاحباط في النفوس، والترويج لأجندات ومواقف تطبيعية مهرولة لدولة الاحتلال والعدوان، من خلال تجميل صورة الآخر، والمس بالنسيج الاجتماعي والتحريض الطائفي والمذهبي والديني.

وأمام هذا الكم الهائل من المسلسلات الدرامية العربية الهابطة، انفردت قناة الميادين عن بقية المحطات الفضائية، ولم تحد عن أجندتها وخطابها وبوصلتها وأهدافها السياسية، فقدمت للمشاهد العربي مسلسل ” حارس القدس “، عن قداسة المطران جورج/ هيلاريون كابوتجي، والذي يتناول سيرة شخصية وقامة دينية ووطنية يشار لها بالبنان، ويشهد لها القاصي والداني باستقامتها ومبدئيتها ومواقفها المشرفة، وهو من اخراج باسل الخطيب الذي عودنا تقديم مجموعة من المسلسلات السورية الهادفة ذات الرسائل التربوية والقيمية والسياسية والثقافية، ولها بصمة هامة في الدراما السورية العربية الحديثة، والثقافة عمومًا.

وفكرة هذا المسلسل بدأت بعيد وفاة المطران، واعتمادًا على كتاب (ذكرياتي بالسجن) للمطران نفسه، وما تختزنه الذاكرة الوطنية حول المطران، فضلًا عن حوارات مع عدد ممن عايشوه وعاصروه، وما زالوا على قيد الحياة. فكل التقدير والتحية لقناة الميادين التي تحترم الذوق العربي وتعرف ماذا تقدم له ما يثري عقله وفكره ويرتقي بذوقه، وبئس الفضائيات العربية التي تشوه ذوقنا وتاريخنا وتحاول سلخنا عن واقعنا وثقافتنا.

إننا بحاجة إلى أفلام ومسلسلات جادة وهادفة تحمل رسالة وطنية وقومية وهادفة ومؤثرة للارتقاء بالوعي العربي والذوق الفني العام، وتتصدى لكل أشكال الهزيمة والتطبيع الثقافي والفني والسياسي، ويعزز هويتنا الوطنية العربية والحفاظ على ارثنا التاريخي الماجد.

أحدث المقالات