ان خصوم السلطة السوفيتية من الداخل وهم من الطابور الخامس وعملاء النفوذ وحلفائهم في الغرب الامبريالي، دائماً يسعون الى تشويه سمعة دور ومكانة الدولة السوفيتية ونظامها الاشتراكي وكذلك تشويه سمعة ستالين، هذه هي استراتيجية عملهم الدائم بهدف اضعاف، تخريب منظم، ثم العمل على تقويض السلطة السوفيتية من الداخل ومن خلال قيادة الحزب الحاكم ووجدوا حليفهم الخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف وفريقه العلني-الخفي المرتد لديهم الاستعداد لتنفيذ اي خطة، ووضع له برنامج كاذب وخادع الا وهو مايسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها للمدة1985-1991.وتم تحقيق حلم هتلر الفاشي وحلفاءه. والنتيجة معروفة للقارئ الكريم ولا تحتاج إلى تعليق الى لبعض قادة الاحزاب الشيوعية العربية الذين فقدوا المبدأ والضمير لمساندة العميل غورباتشوف.
قبل عام1941 كان يعتقد خصوم الاتحاد السوفيتي، ان القيادة السوفيتية وستالين ينظرون إلى الفاشية كعدو فقط ليس الا ،ويعتقدون ان ستالين يمكن ان يعقد اتفاق مع هتلر حول تقاسم اوربا، وعلى هذا الأساس في عام1939،عقد هتلر اتفاقية مع الاتحاد السوفيتي بعدم الاعتداء والهجوم على الاتحاد السوفيتي بالمقابل تم الهجوم من قبل هتلر على بولونيا وغيرها من الدول الأوروبية، على امل ان الاتحاد السوفيتي سوف لن يتدخل ضد المانيا الفاشية، وخلال فترة قصيرة استطاع هتلر بالتعاون مع حلفائه في ايطاليا واسبانيا…. من احتلال اوربا واخضاعها بالكامل لهتلر وبدأت اوربا تعمل لصالح هتلر وحلفائه من الناحية الاقتصادية والعسكرية، اذ تم تامين الغذاء والدواء والسلاح لهتلر .
يدعي خصوم الاتحاد السوفيتي، ان الاتحاد السوفيتي حارب المانيا فقط عندما بدات المانيا الهجوم على الاتحاد السوفيتي، هذا ما يدعي به قادة الغرب الامبريالي واعلامه الاصفر وحلفائه من الليبراليين والاصلاحيين في روسيا؟! ان هدفهم تشويه سمعة الاتحاد السوفيتي وستالين، وهم يحاولون تشويه التاريخ البطولي للشعب السوفيتي في حربه ضد المانيا الفاشية، وهم يحاولون اخفاء الجوهر الحقيقي لالمانيا الفاشية، وقدم الغرب الامبريالي الدعم والاسناد العسكري والمادي سواء بشكل مباشر اوغير مباشر لهتلر، وكان ستالين على علم بكل تحركات ((الحلفاء)) في اسناد هتلر،وبنفس الوقت كان يعتقد بان الشعب السوفيتي والنظام الاشتراكي سيخوض حرباً عسكرية عادلة ضد المانيا الفاشية، لانه ادرك بوجود خطر حقيقي على الاتحاد السوفيتي.
ان الحقيقة الموضوعية تبين ان هدف هتلر في حربه الغير عادلة هو الهيمنة والاستحواذ على العالم وقيادته وبسط نفوذه على ثروات شعوب العالم، فهو احتل اوربا خلال فترة قصيرة ومن دون مقاومة حقيقية تذكر.ان بداية الحرب العالمية الثانية قد بدات في 1/9/1939، عندما بدا هتلر الفاشي بالهجوم على اوربا واحتلالها بما فيها بولونيا، وكانت ايطاليا واسبانيا واليابان الداعمين لهتلر في حربه الفاشية.
في اواسط الثلاثينيات من القرن الماضي، شنت الامبريالية الايطالية حربا ضد افريقيا، وقام فرانكو بانقلاب عسكري فاشي في اسبانيا واقام نظام ديكتاتوري فاشي ارهابي، وخلال المدة 1935-1939، التزم الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية الصمت اتجاه هتلر واعوانه وحلفاؤه في حروبهم الغير عادلة ضد الصين وافريقيا والانقلاب في اسبانيا.
اشار ستالين في النصف الثاني من عام1937 بظهور الازمة الاقتصادية في الغرب الامبريالي وهي امتداد للازمة 1929-1933 ووصفها بالحرب الامبريالية الجديدة، ومن هنا تكمن اللعبة الخبيثة لقوى الثالوث العالمي في دفع هتلر في حربه ضد الاتحاد السوفيتي بعد ان احتل اوربا( وتمرد على من اوصله للحكم) وقدمت له المساعدات المالية والعسكرية والاقتصادية. وهنا يمكن القول قد انقلب السحر على الساحر، ولكن في النهاية تم الاطاحة بهتلر الفاشي من قبل من اوصله للسلطة بدفعه بالهجوم على الاتحاد السوفيتي هذا هو عمل قوي الثالوث العالمي وخاصة القوتين الرئيسيتين.
في عام 1935هاجمت الامبريالية الايطالية اثيوبيا بهدف الاستحواذ والسيطرة عليها، بالمقابل طالب الاتحاد السوفيتي المجتمع الدولي ادانة هذا العدوان الفاشي ضد الشعب الاثيوبي، ولكن اميركا لم تؤيد موقف الاتحاد السوفيتي ولم تعارض نهج هتلر العدواني. وفي اسبانيا حقق تحالف الشيوعيين والاشتراكيين الفوز الكبير في البرلمان الاسباني، بالمقابل قام فرانكو بانقلابه العسكري الفاشي مما ادى الى اشعال الحرب الاهلية، وكما يلاحظ ان موسوليني قد ساند فرانكو في انقلابه الفاشي لضرب القوى الشيوعية والاشتراكية رغم فوزهم بالانتخابات البرلمانية شرعياً وديمقراطيا، ومع ذلك يدعون بالديمقراطية وحقوق الإنسان، كلها خزعبلات وشعارات كاذبة وملفقة ووهمية.
لقد اتخذ الاتحاد السوفيتي موقف معارض وادانة لنهوض الفاشية في ايطاليا و اسبانيا، وبنفس الوقت اعلنت الامبريالية الاميركية بعدم تدخلها في اسبانيا وايطاليا (لماذا تتدخل وانظمة فاشية تذبح الشيوعيين والاشتراكيين(….والغريب ان بعض قادة الاحزاب الشيوعية العربية ومنها حميد مجيد يقول ان اميركا تقر بحق تقرير المصير للشعوب، ويدعي نحن ليبراليون)، بل تم تزويد السلاح للنظامين، بالمقابل تطوع عدد كبير من المواطنين السوفيت لمقاومة النظام الديكتاتوري في اسبانيا ومساعدة القوى اليسارية في حربها ضد النظام الفاشي في اسبانيا بهدف اقامة سلطة الشعب.
في عام 1937عقدت 9 دول اجتماع في بروكسل، طالب الاتحاد السوفيتي اميركا وبريطانيا وفرنسا من ان يتخذوا موقفاً واضحاً من المانيا ومخططها العدواني، وفرض حصار شديد على المانيا وحلفائها ومنها اليابان، لان اليابان قد شنت حرباً غير عادلة ضد الشعب الصيني، ولكن لم تتم الاستجابة لطلب الاتحاد السوفيتي من قبل اميركا وحلفائها، بل تم رفض المقترح، وبنفس الوقت طلبت الصين المساعدات ضد العدوان الياباني ولم يتم الاستجابة لطلب الصين، الا من خلال الادانة على الورق فقط من قبل الدول الرأسمالية. لقد قدم الاتحاد السوفيتي المساعدات الكاملة للشعب الصيني في حربه العادلة ضد الامبراطورية اليابانية، مساعدات اقتصادية وعسكرية وتم ارسال خبراء عسكريين ومقاتلين مع الجيش الصيني.
في عام 1938بدات المانيا بضم النمسا والتحضير للهجوم على جيكوسلوفاكيا، واقترحت القيادة السوفيتية تقديم الدعم العسكري لحكومة جيكوسلوفاكيا الا ان رئيس جيكوسلوفاكيا رفض المقترح السوفيتي، وكما قدم الاتحاد السوفيتي مقترح لتشكيل حلف ضد المانيا يضم الاتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا، الا ان المقترح تم رفضه،واعتبروا ان عدوهم الرئيس هو الاتحاد السوفيتي، وان هتلر يمكن الاتفاق معه.وفي ايلول 1938 من نفس العام تم الاتفاق بين المانيا وبريطانيا وايطاليا وفرنسا بعدم الاعتداء ولم يشارك الاتحاد السوفيتي في ذلك. ان الراسمال الكبير في الغرب الامبريالي (في اميركا، بريطانيا، فرنسا…) كان داعم وحليف للفاشية الالمانيه وهتلر بهدف اضعاف ثم تفكيك الاتحاد السوفيتي، وتم دفع هتلر باعلان الحرب ضد الاتحاد السوفيتي بهدف القضاء عليه، وكانت فرنسا وبريطانيا وأميركا على اعتقاد بان الجيش الالماني سوف يدمر ويقوض النظام الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي وكانوا يتوقعون تحقيق ذلك في عام1941.
ان اشعال الحرب الاهلية من قبل الغرب الامبريالي ضد الاتحاد السوفيتي (1918-1922) وتقديم الدعم العسكري والمادي لقوى الثورة المضادة في الاتحاد السوفيتي من قبل 14دولةامبريالية وفي مقدمتهم اميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا….، ولكن فشل المخطط الامبريالي وتم تحقيق الانتصار على قوى الثورة المضادة بقيادة لينين وستالين وكان الثمن البشري باهظ ما بين(8-10)مليون شهيد وكان هذا ثاني انتصار على القوئ الامبريالية بعد انتصار ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى.
لقد كان ستالين قد توقع الحرب مع المانيا الفاشية، وحاول كسب بعض من الوقت للاستعداد العسكري وبشكل افضل وفي ابريل من عام 1941 تم التهيئة والتعبئة العسكرية للجيش الاحمر، وفي ايار من نفس العام وفي اجتماع المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي، اخبر ستالين اعضاء المكتب السياسي للحزب بان الوضع خطير واحتمال هجوم المانيا على الاتحاد السوفيتي، وان الهجوم على بلدنا يحضى بدعم واسناد من قبل اميركا وبريطانيا (في البداية) واعتبروا ان المانيا هي القوة الرئيسية التي تستطيع تدمير واحتلال الاتحاد السوفيتي، وهي القوةالغاشمة والرئيسية لمقاومة ودحر الحركة الديمقراطية في العالم.
لقد اكد وزير المالية السوفيتي، ان القيادة السوفيتية قد عملت على تعزيز القدرة العسكرية للجيش الاحمر من خلال زيادة التخصيصات المالية للجيش الاحمر وهي الاتي::عام1938بلغت نسبة التخصيصات 21بالمئة،وفي عام 1939بنسبة26بالمئة، وفي عام 1940 بنسبة 32بالمئة، وفي عام 1941 بنسبة 34بالمئة كما تم زيادة انتاج الدبابات والطائرات الحربية ، وتم دعوة 850الف شخص للجيش الاحمر وخاصة نحو القاطع الغربي.
في ايار عام 1941 اعلن المارشال جوكوف في اجتماع المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي ان التحديث العسكري الذي بدأ في بداية عام 1930،وتم زيادة انتاج الدبابات ب3 مرات،وتم تصنيع 18 الف طائرة حربية، ناهيك عن المدافع والذخيرة، وزاد عددالقوات العسكرية السوفيتية ب3مرات،وانتاج الطائرات الحربية ب7مرات،وانتاج الدبابات ب 43 مرة،وتم انتاخ312بارجة حربية …. لتعزيز الاسطول البحري السوفيتي.