22 نوفمبر، 2024 8:02 م
Search
Close this search box.

الشهداء عائدون

1 ـــ عاد الشهداء الى ساحات التحرير, ينشدون يهتفون ويطالبون, بالذي كان لهم, وطن وحياة كريمة, نزيف الدم والثروات ثورة, يصهل بها الجوع في ساحات التحرير, اصابع الأتهام في عيون المتهمين, باللصوصية والخداع والخيانة, عليهم ان يعيدوا ما ليس لهم, التجهيل والأذلال جرح ينتفض, نضجت ارادة الوعي العراقي, لتحاصر المنطقة السوداء, وفي سراديب المذاهب يختبيء القاتل المجهول, العراق الذي مزقته المحاصصة, تتوحد فيه الآن جميع شرائح الجوع الوطني, من شهيد وجريح وسجين ومغيب ومطارد وعاطل مزمن, وفي موعد تموزي وطني, ستخترق ثورة الشباب جدار المستحيل, في هتاف موحد من زاخو حد الفاو “تحيا الحياة” في وطن موحد, يغمر جميع مكوناته, بالسلم والعدل والأمن وهوية المشتركات الوطنية, ثم والى الأبد تقفل منافذ الوطن, بوجه الرياح العفنة لشرائع الموتى.

2 ـــ انتفاضة الأول من تشرين 2019, تمتلك الحقيقة العراقية, الوطن ليس مذهب هنا وآخر هناك, وليس عشيرة هنا واخرى هناك, وليس احزاب طائفية قومية, مؤدلجة بالتطرف والتبعية, تتقاسم الوطن مع الوطن, او تتنازع معه حول جغرافية المكونات التاريخية, جيدي الأنتماء والولاء, وحدهم يمتلكون حق تقرير مصيرهم, في ارادة واعية تغمرها المحبة والوفاء, هكذا قالت الأنتفاضة ورسخت خطواتها, في العمق المجتمعي, وهكذا تعهد شهداء الأنتفاضة, ان يكنسوا غبار التطرف الولائي وسمسرة التقسيم, في مبغى المنطقة السوداء, الأنتفاضة وحدها ستعيد الحقاق الى نصابها, وتحرير المقدس من اللامقدس, وتعيد كتابة التاريخ الوطني, وعن كاهل الأمة, ترفع ثقل ألأكاذيب والتخريف والشعوذات, وتعيد للعراقي حقه المغيب.

3 ـــ الشهداء يعيدون خيام ثورتهم الى ساحات التحرير, والجوع يهتف بالثأر ويرسم خطوات المنتفضين, حتى يتحرر الوطن كاملاً, من بين فكي المطرقة والسندان, لتوافق لمصالح الأمريكية الأيرانية, اغبياء الأحزاب الشيعية والسنية والكردية, تلك التي تشكل اضلاع مثلث النكبة العراقية, امية لا تتهجى مفردات الحراك المجتمعي, وغداً سيطارهم دم الشهيد العراقي, عربي كان او كردي او اي من المكونات الأخرى, وستنتصر وحدة الجوع والدم, وسيصحى الفرقاء على حفرة الندم, وقد فات الأوان, اللصوص لا يدركون, ان زمنهم تآكل وسيتهاوى في حضيض الفضائح, نزيف الدم والثرات, ثورة يصهل بها الجوع في ساحات التحرير, ثورة تموزية نضجت بها لحظة الأنفجار.

4 ـــ الأحزاب الأسلامية, ومنها الشيعية ذات المنشأ الأيراني ــ بشكل خاص ــ غادرة ملوثة بملفات فساد وارهاب, تعادي الدولة والمجتمع ولا تحترم الوطن, معروفها مغموس بمنكرها, يوصون بأرتداء الحجاب, ويعرون الضحية حتى من جلدها, والشيطان اقل منهم وضاعة, يضعون اسماء الله والأولياء والأئمة, تحت تصرف الأطماع التوسعية لولاية الفقيه, ويدعونها فضيلة جهادية, شباب الأنتفاضة تعلموا الدرس, وهم عائدون الى ساحات التحرير, حيث ذاكرة الدم والشهداء, وسوف لن يكون الشهداء بلا ثمن, والسلمية يجب ان تسبق القاتل بقتله, قبل ان يكرر جريمته, والثورة التي لا تدافع عن نفسها تموت, وعفوية النوايا الطيبة لا تحقق نصراً, ومن “يريد وطن” عليه ان يأخذه بقوة الحق, الثورة دين الجياع, والأيمان بأرادة التغيير والأصلاح, تباركه قيم الأرض والسماء, وغداً يسقط الساقطون.

أحدث المقالات