18 نوفمبر، 2024 2:29 ص
Search
Close this search box.

شيعنة البعث من الرفيق الى المجاهد ..!

شيعنة البعث من الرفيق الى المجاهد ..!

إعتماد حزب الدعوة او غيره من احزاب السلطة على نماذج وشخصيات بعثية معينة لضمها الى صفوفه او وضعها في مراكز السلطة وتشكيل مايسمى ب (دولة القانون ) ، يكشف عن أمرين رئيسيين يكرسان في عمقهما أرتدادا إجتماعيا ونفسيا وفق منظور التغيير الذي كانت تحلم به قطاعات واسعة من الشعب .
    واذا كان الأمر الأول يكشف عن مسعى لشيعنة البعث ، اي وضع اعداد من منتسبيه في إطار حزب شيعي ، بهدف الإيحاء بوجود قاعدة جماهيرية للحزب ، فهذا تناقض صارخ ويعمق مفهوم النفاق الإجتماعي والتداعيات النفسية والسلوكية ، فليس من الطبيعي ان تنقل شخص تغلغل في افكار وثقافة البعث سنين طويلة لتطبعه بوشم الأسلمة والتوجهات الطائفية ، لقاء اعفائه من سياط الإجتثاث ، إلا في مجرى واحد هو اتفاق المصالح الذاتية التي تسقط بجوارها اية قيم ومبادئ إخرى .
وهذا المبحث الذي يؤلف صراعا نفسيا داخليا ، وبنزعات انتقامية غير معلنة ، يعطي تصورا واضحا عن حجم الفساد وانتشاره ، وسلوكيات النفاق وانهيار كامل للبنى الفوقية ، وانعكاس ذلك على بنى تحتية لم تزل في درجة الصفر . ومن هنا تجد ان الحكومة وبعد عشر سنوات واكثر من 500 مليار دولار ، لم تستطع ان تنجز أيسر الخدمات للمواطنين ، ولن تستطيع ذلك مستقبلا .
   الأمر الثاني قد يذهب الى منطق براغماتي ، اي الأستفادة من العدو او الحرس القديم في بناء الدولة الجديد ، لكن اعتماد المعيار الطائفي يبطل اي استعداد للأنخراط بمشروع وطني ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى يلغي مشروع تنافس الكفاءة المهنية والإنسانية ، ويجعل البناء يقوم على مواد مستهلكة غير صالحة للتجديد واطلاق مشروع التغيير .
 العديد من ” الرفاق ” بحسب التسمية البعثية ، الذين كانوا في مواقع وادوار السلطة والحزب تجدهم اليوم قد تحولوا الى ” مجاهدين ” حسب التسميات الإسلاموية ..!
 استبدال العنوان من ” الرفيق” الى ” المجاهد ” رحلة ترسم عمق المحنة التي يعيشها المجتمع العراقي ، وهو يرى العديد من المنافقين والمتوغلين بجرائم أنسانية وأخلاقية وهتك مجتمعي وسقوط ثقافي ابان حكم البعث ،  يتبؤون مواقع قيادية في السلطة ، أعضاء في مجلس النواب ، وزراء ، مدراء عامون ، وكبار ضباط المؤسسة الأمنية .
 عشر سنوات دفع الشعب العراقي ثمنها خسائر مادية وبشرية وضياع الحلم والعمر ايضا ، خسائر ناتجة عن أخطاء أحزاب السلطة ، وخصوصا حزب الدعوة الذي عمل بمبدأ اقصاء الكفاءات الوطنية النزيهة والمستقلة وتقريب العناصر الأنتهازية الفاسدة تحت دوافع شيعنة البعث .
[email protected]

أحدث المقالات