كثرت زياراتنا إلى المواقع الإلكترونية بسبب حرّ الصيف الذي لا يطاق سواء في شهر رمضان المبارك أو حتى غيره من الأشهر وهو الذي أجبرنا أن نتعامل مع ارتفاع درجات الحرارة بطرق غير تقليدية تبدأ بكظم الغيظ ، لكي لا نفقد حسنات صيامنا ، هذا إذا استطعنا أن نكمل نهار رمضان ولا نجد من يدفعنا إلى الإفطار مرغمين وهذا ما حصل معنا ، حين قرأنا موضوعاً مدبّجاً تفوح منه روائح أموال العراقيين التي تخرج على راحتها من خزينة مجلس النواب التي يمتلك مفاتيحها السيد رئيس المجلس وأتباعه من بني (خالد) المنتشرين في عموم أرض العراق والذين كانوا يدارون في السابق عن طريق شيخهم الراحل طلال ألخالدي الذي أستشهد في محافظته نينوى وليستلم شقيقه صلاح المشيخة التي لم تدنو من آل (نجيف) الذين عرف عنهم أول الأمر أنّهم (نجفّيون) وكانوا يلقبون بأل(نجفي) ، حتى ظهر أحد الباحثين عن نسب في ربوع بني ربيعة وكشف أن من يدعي أنّه نجفي ، فهو ليس أكثر من (نجيفي) وحتى شارع (النجفي) الذي كان وسيبقى من معالم مدينة الموصل ، بقي محافظاً على اسم النجفي لأن هناك عمارة صغيرة تعود لبيت النجفي أو (النجيفي) لاحقاً تعد من أقدم البنايات الموجودة على أأحد أركان الشارع. لا يستطيع أحد أن ينكر أن لعائلة عبد العزيز النجيفي أموال كثيرة ، قسم منها جاء بفضل أعمال الإقطاع التي تم تعزيزها بالأموال التركية والإنكليزية سوء بالليرات أو الباونات والتي عرفت طريقها إلى هذه العائلة التي تنقّلت بين اسطنبول وسوريا والعراق (النجف وضواحي الموصل) بناء على أوامر وتوجيهات البيت (الأحمر) التركي الذي لازال يدير الشأن السياسي والتوسعي ، فكانت إمبراطورية بني عثمان تواصل عملها الذي عرف عنها وهي الساعية لعودة تاج السلطنة من خلال السيطرة على مساحات الأراضي التي يتم الانطلاق منها فكرياً ودينياً. تحقق للأتراك ما لم يكونوا ليحلموا به والمتمثّل بضعف دول الجوار الذي سيساعدهم لاستعادة ذلك المجد الغابر ، ليتركّز الاهتمام على الأدوات التركية ومنها بيت النجيفي المعروف عنهم البخل والسطوة ، لكونهم يشهرون أنفسهم أسياداً للعرب ، لكونهم من نسلٍ تركي صافٍ وهناك أقارب لهم من الدرجة فوق الأولى يعيشون في النجف ينتسبون إلى بيت الاسطنبولي ومن يقرأ ما يخرج من المطابخ الإعلامية ومن يرتادونها ، لن يفاجأ بأن أحد تصريحات رئيس البرلمان المفدّى ، كشف عن امتلاك عائلته (النجيفي) إلى أراضٍ وقرى واسعة شاسعة في جنوب تركيا. بالله عليكم من له القدرة على الامتلاك بتلك الطريقة إن لم يكن تركيا أصيلاً ؟ وحتى الغزل التركي الحكومي الذي كنّا نراه لأحد الأطياف أو من اعتبروا أنفسهم يمثّلون ذلك ، أخذ بالاضمحلال ، لأن الذين صنعهتم تركيا وفرضتهم على الواقع العراقي ، سقطت أقنعتهم وراح أبناء الشعب يرون الوجوه الحقيقية لمن يمتصون دمائهم. أموال تضخّمت من سباقات الريسز وغيرها من عمليات السيطرة على أكبر المساحات من الأراضي العراقية الصالحة للزراعة والتي دفعت بمن يمتلكون القرار الحكومي في هذه العائلة لتحويل سجلات الأساس للعقارات والأراضي لتصبح تحت أيديهم بعيدة عن الدائرة والكل يتذكر كيف كانوا يروّجون من أنّهم أرادوا حماية السجلات من المكوّن الكردي الذي راح يتغلغل في الموصل وضواحيها وهم بذات الوقت يتجاهلون وعن عمد التغلغل للمكون التركي الذي أصبح يدير كل شيء في محافظةٍ يمكن للعراق أن يخسرها ما لم يشعر من بأيديهم القرار حجم المسؤولية والكارثة التي تحدّق بسلة خبز العراق. نحن لا نزكّي أحداً ممن اتخموا بالمال السياسي سواء من هم في سدّة الحكم كأفراد أو جماعات (أحزاب) ولكننا بذات الوقت لا نقبل أن يتم تزويق شخصيات كارتونية والدفع بها إلى الواجهة وإلصاق صفة النزاهة بها وهي أبعد ما تكون عن ذلك. ثروة عائلة النجيفي التي يطبّلون لها اليوم ، لم تكن كذلك في السابق وإنما تضخّمت بشكل غير مألوفٍ في الفترة القريبة وهذا يجعل من هؤلاء ، شركاء في النهب من المال العراقي ويتذكّر أهل العراق أن دعوات النزاهة حول كشف ذمم المال عند أفراد هذه العائلة من الذين احتلوا المناصب بطرقٍ ملتويةٍ ، منها شراء الأصوات أو العزف على أوتار طائفية وقومية مقيتة ، لم يعد شعب الموصل ليصدّق أي كلمةٍ منها وكان الدليل الأكبر بمقاطعة أكثر من (77%) من شعب ثاني أكبر المحافظات العراقية لتلك العملية الانتخابية التي قذفت بالأكراد ليفوزوا بأكبر عدد من المقاعد وهذا دفع بعدوّهم اللدود بالأمس ، ليكون الصديق الصدوق لهم اليوم والكل يعلم أسباب هذا التحوّل المبني على مصالح شخصية تبدأ من المشاريع النفطية التي يزمعون على إنشائها وصولاً إلى كل ما يخصّ المواطن الموصلي وصولاً إلى العراقي الذي لم يحصد أي خير من خلف من يديرون البرلمان ممن اعترفوا أن أراضيهم في الجنوب التركي وهي من زادت من ثروتهم وتناسوا عن عمد الدعم الذي يتم مدّ شقيقهم محمد به وهو الذي يعيش في السعودية ويسنده الكثير من الأمراء هناك. أصبح اللعب بالتاريخ من أسهل الأمور ، لأننا رحنا نسمع اليوم عن نضال عائلة النجيفي أو النجفي أو الاسطنبولي والكل يعلم أن رئيس البرلمان كان موظّفاً في إحدى دوائر تل عفر الخدمية ذات الأغلبية التركمانية وآخر المشهودات لهذه العائلة التي يراد تسويقها بأنّها غنية بفحش ، هو قيام عدد من أفرادها بتقديم عدد من الخيول العربية إلى ابن رئيس النظام السابق عدي صدام حسين والتاريخ لا ينسى ولاء عائلة النجيفي لصدام وكم حاولوا التقرب منه ، لكن صدام شعر بمخططهم ، فتم منعهم من تسيّد عشيرة بني خالد وراحت الخيول التي قدّمت وتألم عليها الأب ، لأنّه ليس ممن يرحبون بإخراج الدرهم من الجيب ، حتى وإن مات المحتاج للدرهم أمامهم وما يراه بعض العراقيين اليوم من عمليات بذخ تقوم بها عائلة آل نجيف ، فإنّ ما يصرف ليس من مالهم الخاص ، لأن حنفية مال البرلمان مفتوحة على الآخر ومثلها تلك الموجودة في نينوى والتي يمسك بها شقيق رئيس البرلمان وليكون المناضلان أسامة وأثيل ومن خلفها أنجالهم (العديّون والقصيّون والرغديات والحليات) هم من يأمرون ليطاعون ويتم تهيئتهم ليكونون البدلاء بعد عمر طويل ، نتمناه أن يقصر .. هناك مقولة دارجة تفيد ، بأن من لم ينم مع أمه شيخاً ، لا يحق لهم أن يطالب بالمشيخة ، أي أن الصلب هو الأساس ، لنقول نحن أيضاً ، بأن من لم ينم مع أمه عراقياً ، فإنّه سيبقى بعيداً عن العراقية أو تسمية عراقي أصيل. وإذا كنّا سنجد من يجمّل صورة بعض الساسة الذين ظهروا بعد الاحتلال ، فإننا نحذّرهم بكوننا لن نتوانى عن كشف أشياء وأمور لمن يكتبون أو يدفعون من أجل الكتابات والتلميع ولتتذكروا أن المنافقين هم وحدهم من كانوا ويبقون يصنعون لنا الديكتاتوريات وقادتها. الأخطاء موجودة لدى أسماء كثيرة ولكن من أراد أن يتحدث ، ليقل كلمة الحق أو ليسكت ، لأنّه كمن يرى (زنوة) أمه ويبررها أن الأم لن تحمل له بشقيق ، لأنّها تمر بفترة ما بعد سنّ اليأس..