19 ديسمبر، 2024 6:08 ص

التوازن .. بين الطائفية وشراكة الاذعان

التوازن .. بين الطائفية وشراكة الاذعان

كلمة جميلة جدا (التوازن) ولعل الاجمل منها هو (الشراكة) ولعل الاجمل عندما تقول حكومة وحدة وطنية وبالثلاثة معا يحق للسيد الجعفري ان يقول انها حكومة ملائكية وهما على ما يبدو عمودي الخيمة السياسية في العراق … شيء جميل حقا توازن بين مكونات الشعب وشراكة جميع مكونات واطيااااااف الشعب في الحكم . ومن الجدير بالذكر ان ليس هناك حكومة الوحدة (وطنية) فقط في العراق فكل شيء وطني هيئة التقاعد (الوطنية) وهناك الهيئة (الوطنية العليا) للمساءلة والعدالة والمجلس الاعلى لمكافحة الفساد الذي زاد الفساد منذ تشكيله كما توقعت لك وفق مبدأ ( اذا اردت ان تخرب شيئا فشكل به لجنة او مجلس خارج الهرم التنظيمي للدولة )

هل تعلمون ان الدستور النافذ ليس فيه تعبير (توازن) الا في المادة التاسعة المتعلقة بالقوات المسلحة (( تتكون القوات المسلحة والأجهزة الامنية من مكونات الشعب العراقي ،بما يراعي (توازنها) وتماثلها وفي الفقرة باء من نفس المادة قال الدستور (( يحظر تشكيل ميليشيات عسكرية خارج اطار القوات المسلحة )) وهذه خارج الموضوع وكل خارج عن الموضوع يمكن القول انه حرشة

نعود الى التوازن لنقول انه يحصل بين مكونات وكلمة مكونات لا بد انكم اكتشفتم سخافتها فهناك شعب عراقي وسوري وسويسري اما مكونات تلك الشعوب فلا يحسب لها حساب فمثلا لو أريد ان يحسب للقوات المسلحة السورية على المكونات لأخذ السنة  85% من المناصب القيادية في الجيش ويبقى القليل للمسيحيين اولا والعلويين ثانيا والدروز ثالثا والشيعة رابعا حيث يمثلون 0.4 % فيقود العلويون فوجين ويقود الشيعة فصيلين .. الا ترون هذا عيبا ؟؟؟ كم ستكون حصة السوريين من هذا التوازن وهل هذه مكونات فعلا للشعب السوري .. تلتحم مكونات الاشياء لتؤلف شيئا واحدا عجلات ومحرك وجسم كمكونات لسيارة وصارت سيارة لها ماركة مسجلة اسمها فيات وانتهى الامر وهكذا شعب العراق اسلام ومسيح والتحموا بشعب واحد منذ الاف السنين واليوم نريد تجزئتهم الى شيعة وسنة والمسيحيين الى كاثوليك وبروتستانت  وهم كلهم عراق والدليل ان كلدان العراق عرفوا محنتنا هذه قبل آلاف السنين فقالوا ( بالط اتخمارة من دث وحلة ) وتعني طلع هالحمارة من هال وحلة . وما راح تطلع هالحمارة الا بعد طلعان روح آخر عراقي ويتأكدون اولا من اطفائه للسخان قبل موته

سويسرا تتألف بشكل رئيسي من المان وإيطاليين وكانت الحرب العالمية  بين دولتيهما ضروسا وحاولت الدولتان ان تجتذبا اتباعهما في سويسرا فقال الطرفان كلا لألمانيا وايطاليا نحن سويسريون ، ونحن العراقيين يسأل زعيم فصيل مسلح (ممانع ومقاوم طبعا) وعلى شاشات التلفاز اذا قامت الحرب بين العراق وأيران فمع من تكون ؟؟ يجيب مع ايران طبعا اي انه كعراقي وعربي ومسلم يكون مع ايراني وفارسي مسلم ضد من يتفق معه بالحالات الثلاث وضد الارض العراقية مع العرض ان رئيس الحكومة في العراق (حاكم جعفري) كما تقول الاهزوجة

التوازن هو محاصصة ولذلك قالوا للسيد الكاظمي ( المهم الحفاظ على التوازن ) وبعد ان يحقق التوازن سيلحقونه بعربانة حتى يدخل الاسماء الثلاثية والالقاب التي يريدونها ولا تصدقوا من يقول لكم خلاف ذلك وطبعا غالبا ما تكون المحاصصة ضيزى ويستحيل ان تكون عادلة لأنها تفرز الكتلة التي ينبغي ان تكون من البيت الشيعي لتختار رئيسا للحكومة وهذه الكتلة كانت في يوم ما دولة القانون التي قال عنها السيد حميد معلة من تيار الحكمة انها امتلكت 72% من الدرجات الخاصة ، وعندما تم التحاصص الجميل جدا على الدفاع والداخلية قام السيد المالكي بتجريد وزير الدفاع السني من معظم الصلاحيات المهمة فلا القوات الخاصة ( مكافحة الارهاب) ترتبط به ولا قيادة قوات بغداد وباقي القيادات من حيث العمليات ترتبط بالقيادة العامة وبالتالي صار المعالي موظفا حكوميا فقط

لو كان المبدأ الذي يسمونه توازن او شراكة ( شراكة الكعكة ) وليس شراكة (صنع القرار) لو كانتا مفيدتان لكان العراقيين استفادوا منها قليلا ولما فشلت كل الحكومات (المتوازنة) ولكن الحقيقة تقول انهما خرافة خدعونا بها 17 عاما ولا تنسوا تجربة لبنان في التوازن حيث دخل التوازن الدستور اللبناني منذ ثلاثينات القرن الماضي وألى يومنا هذا ولم تصبح لبنان دولة ولن …  وهكذا هو العراق لم يصبح دولة ولن

أحدث المقالات

أحدث المقالات