18 ديسمبر، 2024 11:00 م

المعجزة على ضوء القرآن الكريم مثالا بين الفهم الحديث والقانون الكلاسيكي

المعجزة على ضوء القرآن الكريم مثالا بين الفهم الحديث والقانون الكلاسيكي

بالحديث عن المعجزة بمفهومها القديم الكلاسيكي ,قانون الضرورة وكيفية الوقوع, والذي يكون القانون الذي أخذه السيد محمد صادق الصدرـ قدس سره ـ عن أسلافه ثم تراجع عنه مساوق له ويعني به مقتضى الوقوع, وأيضا بالحديث عن المعجزة بمفهومها الحديث المساوق لقانون الاقتران الطبيعي في تتابع وقوع ظاهرة معينة سيتضح مقدار الثغرة القاتلة في موسوعة الإمام المهدي التي ينفذ من خلالها السلوكيون والدجالون والتي حذر منها سماحة المحقق الأستاذ معتبرا الموسوعة غير صالحة للاستدلال.
غير أننا ينبغي أن نطرح الفكرة مقرونة بمثال, ذلك لكي يكون الأمر مبسّطاً جلياً. إذن فلنتحدث عن معجزة ثابتة لدى جميع المسلمين وعلى ضوئها نبين الخلل.. والمعجزة الثابتة لدينا هو القرآن المجيد والتي تختلف عن غيرها بأن القانون الكلاسيكي الذي تبناه السيد الشهيد محمد الصدر معها سيتضح أنه باطل جزما إذا ما لاحظنا أن الإعجاز في القرآن الكريم يقع ضمن الفهم الحديث لحدوث المعجزات ولنسميه قانون الاقتران والذي أشار اليه السيد محمد باقر الصدر قدس سره في مقدمة الموسوعة كفهم بديل يقتضي بطلان قانون المعجزات الكلاسيكي..
إن قانون الضرورة الكلاسيكي يفترض أن المعجزة تتدخل لفصم العلاقة الضرورية النابعة من صميم هذه الظاهرة وتلك بين الأشياء , بأن تصرف القوة التكوينية التي تتكون منها الظاهرة الطبيعية, والتي على أساسها فسر السيد محمد صادق الصدر في موسوعته بأن المعجزة إما أن تتصرف بعين الناظر أي القوة التكوينية للبصر أو بجسد المنظور أي القوة الفيزيائية للجسد المادي, فلا تحدث المشاهدة للمهدي ـ عليه السلام ـ ومن ذلك استنتج أطروحة خفاء الشخص حيث أن المعجزة أما تتصرف بعين الناظر أو بجسد الإمام فلا تجعله مرئيا.. ثم تراجع ـ قدس سره ـ بعد ذلك عن هذا القانون.
ولو أسقطنا هذا الفهم الكلاسيكي على الإعجاز القرآني كمثال لافترضنا أنه من أجل أن يحصل القرآن الكريم على إعجازه ينبغي أن تتصرف المعجزة بلسان العرب فتمنع أن يكون هنالك بلاغة في الكلام وذلك بأن تصرف عقولهم عن فصيح الخطاب ونظمه, فلا يستطيعون الإتيان بآية من مثل آيات القرآن وهذا اللون من التفسير باطل بملاحظة الفهم الحديث لوقوع المعجزة أو المساوق للاقتران الطبيعي حيث يأتي إعجاز القرآن الكريم مطابق لهذا الفهم بأن القران كمعجزة لم يفصم ضرورة في لسان العرب أو يصرف عقولهم عن الإتيان بمثل آية واحدة, بل جاء كحالة استثنائية للكلام, منظوم بلاغياً في مطابقة تامة للواقع الخارجي عجز البلغاء عن الإتيان بمثل آية من آيته..
وعلى ضوء ذلك يمكن أن نحدد أين تكون الثغرة التي ينفذ منها السلوكيون, حيث أن تفسير اختفاء شخص المهدي وهو في نفس المكان عن عين الناظر بهذا الشكل وظهوره لأي كان ومتى شاء يسمح للدجالين والمخادعين إدعاء اللقاء وإدعاء أخذ الوصايا من المهدي ـ عليه السلام ـ بأي دعوى وهكذا ظهرت دعوات اليماني والقحطاني وقاضي السماء وتسليم الجيوش وكلها تعتمد على هذا اللون من خفاء الشخص الاعجازي.
في حال أن تفسير الغيبة وفق قانون الاقتران والذي يعتبر أن المعجزة لا تتصرف لا بعين الناظر ولا بجسد الإمام, تكون الغيبة حالة استثنائية من الحفظ غير المعهود رغم إمكان المشاهدة, اقتضت فيها مصلحة الإسلام أن لا يتعرف أحد من الناس على الإمام زمانا أو مكانا أو عنونا مع كونهم ملزمين انتظار ظهوره بين صروف الأحداث ومعترك الشبهات في صراع الحق والباطل إلى حين أن تكون العلامات وتبرز شخصيته بعد السفياني والصيحة.
وبهذا سد سماحة المحقق الأستاذ ـ دام ظله ـ الثغرة القاتلة أمام السلوكيين ببيان بطلان الاستدلال بالموسوعة مبينا تراجع السيد الشهيد الصدر قدس سره الشريف عن قانون المعجزات القديم الكلاسيكي.