17 نوفمبر، 2024 10:41 م
Search
Close this search box.

ألأعياد قد تجلب المأساة..

ألأعياد قد تجلب المأساة..

هنالك أمر هام يتزامن مع مناسبات الأعياد ألا وهو ألانتشار المكثف للبضائع والسلع بصورة عامة، وهذا شيء جيد طالما كان في أطار الاحتياجات الأسرية ذات المنفعة، وأن كنت هنا أسجل تحفظي على ارتفاع ألأسعار الكبير مقارنة بالأيام الاعتيادية، مما يتعذر شرائها من قبل شرائح واسعة من مجتمعنا والتي قد يكونوا بأمس الحاجة لتلك المستلزمات. إلا أن الغريب والعجيب في الأمر هو تخمة الأسواق بلعب الأطفال الخطرة منها، على الرغم من إبعادها وأثارها وأضرارها الصحية والنفسية للفرد والمجتمع، على المستوى القريب والبعيد ومخاطرها الآنية الجمة. إذ للأسف الشديد نجد أن المستشفيات تغص في مثل تلك الأيام بالمصابين من الصغار وربما الكبار أيضا بهذه الألعاب. ولعله غالباً ما تكون الإصابات مزمنة، خصوصاً أذا ما أصابت أحدى العيارات المطاطية أو المعدنية الناتجة من أسلحة الأطفال منطقة العين، وهذا يعني عوق الطفل أو كل من يصاب بها بشكل مباشر، وربما يفتقد الشخص هذا الجزء الحيوي مدى الحياة، عندها أنضروا إلى حجم المأساة التي سترافق هذا الطفل البريء وذويه إلى نهاية عمره، هذا إذا كان المصاب ذكراً فما بالك إذا كانت المصابة أنثى. وإذا ما بقي الحال على ما هو عليه من دون معالجة حقيقية إلى فترة من الزمن، سوف لا يكون عندنا حينذاك من شعبنا المترع بالجراحات أصلاً إلا المعاقين فقط، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لا تنسوا الدور الكبير الذي تلعبه هذه القضية في خلق مشاكل عشائرية قد تكون معقدة جراء ذلك، كما أن ظاهرة استشراء الأسلحة لدى الأطفال لها تبعات مستقبلية في غاية الخطورة وذلك لأنها تكرس وتنمي الشر عندهم شيئاً فشيئاً.. ومن عجب العجاب كل هذا يحصل وسط صمت مطبق من قبل السلطات الحكومية المعنية، وكأن هذا الأمر لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد!!! وكذلك تجاهل مورديها للمعاناة الناجمة عنها. ورب الأسرة المغلوب على أمره كما تعلمون لا حول له ولا قوة تجاه هذا الموضوع، نتيجة صراخ الأطفال وإلحاحهم الشديد عند ما يقرروا على شيء ما،، وإذا كان البعض من أولياء الأمور يستطيع ان يمنع صغاره من اقتناء مثل هكذا اللعاب فكيف بالقسم الأخر. أذاً نحن اليوم أمام تحدي كبير، ويجب على كافة المعنيين بالأمر تحمل كامل مسؤولياتهم، إذ لا تقتصر هذه المهمة على أولياء الأمور فحسب، فهناك واجباً أخلاقياً كبيراً يقع على كاهل الدولة لسماحها بدخول مثل هكذا العاب، علماً أن منعها والحد منها لا أعتقد بأنه يتعارض مع الديمقراطية. كما نهيب بتجار العراق الوطنين الكرام النأي بأنفسهم عن استيراد وترويج أي بضاعة من شأنها أن تلحق الضرر بالآخرين. ختاماً أتمنى للجميع عيداً سعيداً ملئه السلامة.

أحدث المقالات