22 نوفمبر، 2024 9:53 م
Search
Close this search box.

شخصيات ضاعت بين صفحات التاريخ !!

شخصيات ضاعت بين صفحات التاريخ !!

كثر هم الرجال الذين يمتلكون شعور وطني في الانتماء للوطن والأمة ، ولكن الرجال الذين يتصفون بصفة التضحية همالقلة من هذا النوع، وهم من يتمتعون بهذه الصفات التي خصهم الله بها ووهبهم إياها، ومن هؤلاء الرجال علماء وأدباءوحملة أفكار نيرة يخدمون بها دينهم وأبناء مجتمعهم وبالتالي فهم يحظون بمكانة كبيرة ومنزلة رفيعة في قلوب منعرفهم وجالسهم.

هو واحدٌ من الذين ينطبق عليهم قول الله عز وجل {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبهومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}، انه السيد عبد العزيز الحكيم، والذي يعد من رجالات العراق البارزين والمجاهدين فيسبيل الله والوطن، ولد (قدس) في النجف الاشرف بالعراق عام 1370هـ الموافق 1950م في بيت من اكبر بيوتات العراقحسباً ونسباً وعلماً وثقافة إسلاميّة، فوالده المرجع الديني الكبير السيد محسن الحكيم الذي كان زعيم الطائفة والمرجعالديني الأعلى والقائد السياسي للثورات ضد الانكليز، كان السيد عبد العزيز الحكيم(قدس) والذي هو أصغر أبناء الإماممحسن الحكيم (رض) وكان اليد اليمنى لشقيقه شهيد المحراب (رض) الذي اغتالته يد الغدر والإرهاب في العراق بعدسقوط النظام البائد في الأول من رجب 1424هـ الموافق لشهر سبتمبر 2003م، وبعد استشهاده تحمل عزيز العراق (قدس)المسؤولية في قيادة المجلس الأعلى، ومارس دوره الريادي والقيادي في وضع سياسة العراق الجديد ودستوره الوطنيالديمقراطي، وكما كان له دور كبير في فضح السياسات الإجرامية للنظام الصدامي ضد أبناء شعبه، هذا النظامالطاغوتي المتجبر الذي جثم على صدر العراق نحو ثلاثة عقود ونيف من الزمن.

كان لعزيز العراق (قدس) مكان الصدارة بعد شهيد المحراب (رض) في التخطيط ووضع العراق الجديد على سلم الحريةوالعدل والمساواة لشعبه المظلوم، وفيما ينفع ويخدم العراق بلداً وشعباً، وهذا ليس بغريب عليه فهو ينحدر من عائلةكريمة مجاهدة استشهد الكثير من أفرادها بسبب مناهضتهم للظلم والجور الذي مر على العراق من قبل حكامه الذينتوالوا عليه، والمعروف أن عزيز العراق (قدس) كان يتمتع بجرأة فائقة ومواقفه الشجاعة مع القريب والبعيد، فمواقفهالوطنية وأدواره الكبيرة لايمكن أن تعد ولا تحصى، وتأريخه الوطني والجهادي معروف عند أبناء الشعب العراقي، هذاالرجل الكبير الذي فقده العراق والذي كان طوداً شامخاً في سبيل فضح جرائم نظام صدام ضد الشعب العراقي في كافةالمحافل الدولية، وبناء العراق الجديد، انتقل إلى جوار ربه الكريم في يوم الأربعاء الخامس من رمضان 1430هـ الموافق26 أغسطس 2009م حيث كانت وفاته خسارة كبيرة للعراق وشعبه ، لما مثله من عمق في الانتماء الوطني ، والشعورالعالي بالمعاناة التي تكبدها هذا العب المرتهن،فكان يمثل مثابة في الملف السياسي وللقوى السياسية ، وكان محورالعمل الحكومي آنذاك ، لذلك ونحن نعيش محنة الوضع السياسي المختنق ما زلنا بأمس الحاجة لمثل هذه الشخصياتالسياسية والتي نستذكر رحيلها والعراق يعيش شفى حفرة من الهاوية والانزلاق الخطير .

أحدث المقالات